أنصابِها ، فَأَشهَقَ قِلالَها ، وأطالَ أنشازَها ، وجَعَلَها لِلأَرضِ عِماداً ، وأرَّزَها فيها أوتاداً ، فَسَكَنَت عَلى حَرَكَتِها مِن أن تَميدَ بِأَهلِها أو تَسيخَ بِحِملِها أو تَزولَ عَن مَواضِعِها ۱ .
۵۶۷۱.عنه عليه السلام :فَطَرَ الخَلائِقَ بِقُدرَتِهِ ، ونَشَرَ الرِّياحَ بِرَحمَتِهِ ، ووَتَّدَ بِالصُّخورِ مَيَدانَ أرضِهِ ۲۳ .
۹ / ۲
تَسييرُ سَحبِ الأَمطارِ إلى أعالِي الجِبالِ ۴
۵۶۷۲.الإمام عليّ عليه السلام :وفَسَحَ بَينَ الجَوِّ وبَينَها ، وأعَدَّ الهَواءَ مُتَنَسَّماً لِساكِنِها ، وأخرَجَ إلَيها
1.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱۱ ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۳۸ ح۱۵ .
2.يؤكّد الإمام عليه السلام على أنّ اللّه سبحانه حين خلق الجبال في الأرض ، جعل لكلّ جبل منها جذرا في الأرض هو الوتد ، ولهذا الوتد وظيفتان : الاُولى : أنّه يحفظ الجبل من التهافت والانزلاق ، كما حدث لجبل السلط قرب عمان ، الذي انزلق من مكانه وسار ، والثانية : أنّ الوتد المغروس في أديم الأرض يمسك طبقات الأرض نفسها ، بعضها ببعض ، فيمنعها من الاضطراب والمَيَدان ، تماما كما نفعل عندما نمسك الصفائح المعدنيّة ببعضها عن طريق غرس مسامير قويّة فيها .
هذه وظيفة الجبال بالنسبة لاستقرار الأرض ، أمّا وظيفتها بالنسبة لاستقرار حياة الإنسان فوجود الجبال على الأرض يحافظ على التربة والصخور الموجودة على سطح الأرض من الزوال والانتقال ، ويحفظها من تأثير الرياح العاصفة بها ، فيتسنّى بذلك إقامة حياة إنسانيّة رتيبة في الجبال والسهول والوديان ولو كان سطح الأرض مستويا بدون جبال لكان عرضة للتغيّر (تصنيف نهج البلاغة : ص۷۸۳) .
3.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۷۳ ح۱۱۳ ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۳۰۰ ح۷ و ج۴ ص۲۴۷ ح۵ .
4.يبيّن الإمام عليّ عليه السلام في الخطبة ۹۱ نعمة من نِعَم اللّه على عباده ، تتّصل بتحريك الجوّ وما فيه من هواء ورياح وغيوم . ففي تقدير اللّه تعالى أ نّه أجرى في السهول أنهارا ليشرب منها الناس والدوابّ والنبات ، أمّا المناطق العالية في الجبال فلم يتركها بدون ماء وحياة ، بل سيّر لها نصيبها من الماء عن طريق حركة الرياح التي تنشأ عن اختلاف الحرارة بين سطح البحر وسطح الجبل ، فإذا تبخّر ماء البحر علا في الجوّ لخفّته ، وانحدر من الجبل هواء بارد يملأ فراغه ، فتحدث بذلك دورة للرياح ، تحمل بموجبها سحب الأمطار إلى أعالي الجبال ، فإذا وصلت إلى هنالك فوجئت ببرودة جوّ الجبال ، فتكاثفت وانعقدت أمطارا ، تجري على رؤوس الجبال ، مشيعة الحياة والخصب والنضارة والرزق للنبات والأنعام والأنام(تصنيف نهج البلاغة : ص۷۸۵) .