455
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس

فيها عَلى مِثالِ الصّالِحينَ ، لِيَحُلّ فيها رِبقا ۱ ، ويُعتِقَ فيها رِقّا ، ويَصدَعَ شَعبا ، ويَشعَبَ صَدعا ۲ ، في سُترَةٍ عَنِ النّاسِ لا يُبصِرُ القائِفُ أثَرَهُ ولَو تابَعَ نَظَرَهُ . ثُمَّ ليُشحَذَنَّ فيها قَومٌ شَحذَ القَينِ ۳ النَّصلَ ، تُجلى بِالتَّنزيلِ أبصارُهُم ، ويُرمى بِالتَّفسيرِ في مَسامِعِهِم ، ويُغبَقونَ كَأسَ الحِكمَةِ بَعدَ الصَّبوحِ ۴ .

۵۹۱۳.الإمام الصادق عليه السلام :خَطَبَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِالمَدينَةِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ وآلِهِ ، ثُمَّ قالَ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لَم يَقِصم جَبّاري دَهرٍ إلّا مِن بَعدِ تَمهيلٍ ورَخاءٍ ، ولَم يَجبرُ كَسرَ عَظمٍ مِنَ الاُمَمِ إلّا بَعدَ أزلٍ ۵ وبَلاءٍ . أيُّهَا النّاسُ ! في دونِ مَا استَقبَلتُم مِن عَطَبٍ واستَدبَرتُم مِن خَطبٍ مُعتَبَرٌ ، وما كُلُّ ذي قَلبٍ بِلَبيبٍ ، ولا كُلُّ ذي سَمعٍ بِسَميعٍ ، ولا كُلُّ ذي ناظِرِ عَينٍ بِبَصيرٍ .
عِبادَ اللّهِ ! أحسِنوا فيما يَعنيكُمُ النَّظَرُ فيهِ ، ثُمَّ انظُروا إلى عَرَصاتِ مَن قَد أقادَهُ اللّهُ بِعِلمِهِ ؛ كانوا عَلى سُنَّةٍ مِن آلِ فِرَعونَ أهلَ جَنّاتٍ وعُيونٍ وزُروعٍ ومَقامٍ كَريمٍ ، ثُمَّ انظُروا بِما خَتَمَ اللّهُ لَهُم بَعدَ النَّضرَةِ وَالسُّرورِ وَالأَمرِ وَالنَّهيِ ، ولِمَن صَبَرَ مِنكُمُ العاقِبُةُ فِي الجِنانِ ـ واللّه ـ مُخَلَّدونَ، وللّهِِ عاقِبَةُ الاُمورِ .

1.الرِّبقَة في الأصل : عُروة في حَبل تجعل في عُنق البهيمة أو يَدِها تُمسِكها ، وتجمع الرِّبقة على رِبَق (النهاية : ج۲ ص۱۹۰) .

2.يصدَع شَعْباً : أي يفرّق جماعة من جماعات الضلال . ويَشعَب صَدْعاً : يجمع ما تفرّق من كلمة أهل الهدى والإيمان (شرح نهج البلاغة : ج ۹ ص۱۲۸) .

3.يقال : شحذتُ السيف : إذا حدَّدته بالمِسنّ وغيره ممّا يخرجه عن حدّه . والقَين : هو الحدّاد (النهاية : ج۲ ص۴۴۹ و ج۴ ص۱۳۵) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۰ .

5.الأزْل : الشدّة والضيق (النهاية : ج۱ ص۴۶) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
454

الإيمانَ ، وأيَّدَهُم بِروحٍ مِنهُ ۱ .

۵۹۱۰.الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام: زادَ الفُراتُ عَلى عَهدِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَرَكِبَ هُوَ وَابناهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلامفَمَرَّ بِثَقيفٍ ، فَقالوا : قَد جاءَ عَلِيٌّ يَرُدُّ الماءَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أمَا وَاللّهِ لَاُقتَلَنَّ أنَا وَابنايَ هذانِ ، ولَيَبعَثَنَّ اللّهُ رَجُلاً مِن وُلدي في آخِرِ الزَّمانِ يُطالِبُ بِدِمائِنا ، ولَيَغيبَنَّ عَنهُم ، تَمييزا لِأَهلِ الضَّلالَةِ ، حَتّى يَقولَ الجاهِلُ : ما للّهِِ في آلِ مُحَمَّدٍ مِن حاجَةٍ ۲ .

۵۹۱۱.نهج البلاغة :مِن خُطبَةٍ لَهُ عليه السلام يومِئُ فيها إلى ذِكرِ المَلاحِمِ : يَعطِفُ الهَوى عَلَى الهُدى إذا عَطَفوا الهُدى عَلَى الهَوى ، ويَعطِفُ الرَّأيَ عَلَى القُرآنِ إذا عَطَفُوا القُرآنَ عَلَى الرَّأيِ .
ومنها :
حَتّى تَقومَ الحَربُ بِكُم عَلى ساقٍ بادِيا نَواجِذُها ، مَملوءَةً أخلافُها ، حُلوا رَضاعُها ، عَلقَما عاقِبَتُها . ألا وفي غَدٍ ـ وسَيَأتي غَدٌ بِما لا تَعرِفونَ ـ يَأخُذُ الوالي مِن غَيرِها عُمّالَها عَلى مَساوِئِ أعمالِها ، وتُخرِجُ لَهُ الأَرضُ أفاليذَ كَبِدِها ، وتُلقي إلَيهِ سِلما مَقاليدَها . فَيُريكُم كَيفَ عَدلُ السّيرَةِ ، ويُحيي مَيِّتَ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ ۳ .

۵۹۱۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يومِئُ فيها إلَى المَلاحِمِ ـ: فَلا تَستَعجِلوا ما هُوَ كائِنٌ مُرصَدٌ ، ولا تَستَبطِئوا ما يَجيءُ بِهِ الغَدُ ؛ فَكَم مِن مُستَعجِلٍ بِما إن أدَرَكَهُ وَدَّ أ نَّهُ لَم يُدرِكهُ ، وما أقرَبَ اليَومَ مِن تَباشيرِ غَدٍ ! يا قَومِ ، هذَا إبّانُ ورودِ كُلِّ مَوعودٍ ، ودُنُوٍّ مِن طَلعَةِ ما لا تَعرِفونَ . ألا وإنَّ مَن أدرَكَها مِنّا ۴ يَسري فيها بِسِراجٍ مُنيرٍ ، ويَحذو

1.كمال الدين : ص۳۰۴ ح۱۶ ، إعلام الورى : ج۲ ص۲۲۹ كلاهما عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام .

2.الغيبة للنعماني : ص۱۴۱ ح۱ عن فرات بن أحنف ، بحار الأنوار : ج۵۱ ص۱۱۲ ح۷ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۳۸ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۵۵۴ ح۱۰۲۱۰ وفيه صدره ؛ ينابيع المودّة : ج۱ ص۲۰۷ ح۶ وليس فيه من «حَتّى تقوم» إلى «أعمالها» .

4.قال ابن أبي الحديد : عنى بقوله : «وإنّ من أدركها منّا» ؛ المهديّ عجّل اللّه فرجه (شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۱۲۸) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد السّادس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24764
صفحه از 496
پرینت  ارسال به