ذلك حُجّة له عند أصحابه وسمّاها معجزة وإن لم ينصر قال لهم : تغيرت نيّاتكم وشككتم في قولي ، فمنعكم اللّه نصره ، ونحو ذلك من القول ، ولأ نّه قد جرت العادة أنّ الملوك والرؤساء يَعِدون أصحابهم بالظفر والنصر ، ويُمنّونهم الدُّوَل ، فلا يدل وقوع ما يقع من ذلك على إخبار عن غيب يتضمّن إعجازا .
و القسم الثاني : في الأخبار المفصّلة عن الغيوب ، مثل هذا الخبر ، فإنّه لا يحتمل التلبيس لتقييده بالعدد المعيّن في أصحابه وفي الخوارج ، ووقوع الأمر بعد الحرب بموجبه من غير زيادة ولا نقصان ، وذلك أمرٌ إلهي عرفه من جهة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وعرفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله من جهة اللّه سبحانه ، والقوّة البشريّة تقصُر عن إدراك مثل هذا ، ولقد كان له من هذا الباب ما لم يكن لغيره ۱ .
راجع : ج ۴ ص ۱۶ (إخبار الإمام بما سيقع في الحرب) و ص ۳۸ (إخبار الإمام باستمرار نهجهم في التاريخ).
۳ / ۵
ما يَقَعُ بَعدَهُ مِنَ الفِتَنِ
۵۸۵۰.الإمام عليّ عليه السلام :لَو فَقَدتُموني لَرَأَيتُم مِن بَعدي اُمورا يَتَمَنّى أحَدُكُمُ المَوتَ مِمّا يَرى مِن ( أهَلِ ) ۲ الجُحودِ وَالعُدوانِ مِن أهلِ الأَثَرَةِ ۳ ، وَالاِستِخفافِ بِحَقِّ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ ، وَالخَوفِ عَلى نَفسِهِ ! فَإِذا كانَ ذلِكَ فَاعتَصِموا بِحَبلِ اللّهِ جَميعا ولا تَفَرَّقوا ، وعَلَيكُم بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَالتَّقِيَّةِ ۴ .
1.شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۳ ؛ بحار الأنوار : ج۴۱ ص۳۱۸ .
2.الظاهر أنّ كلمة «أهل» هنا زيادة من النسّاخ، وعبارة تحف العقول وتفسير فرات خالية عنها.
3.اِستَأثَرَ بالشيء: استَبَدَّ به، والاسم: الأَثرَةُ (المصباح المنير: ص۴) .
4.الخصال : ص۶۲۶ ح۱۰ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص۱۱۵ ، تفسير فرات : ص۳۶۷ ح۴۹۹ .