أفلَتَ مِن دارِهِ ونَفَحَ الرَّجُلَ ، فَأَبطَلَ عَلِيٌّ عليه السلام دَمَ صاحِبِهِم .
فَجاءَ أوِلياءُ المَقتوِل مِنَ اليَمَنِ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ عَلِيّا عليه السلام ظَلَمَنا وأبطَلَ [دَمَ] ۱ صاحِبِنا .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنَّ عَلِيّا عليه السلام لَيسَ بَظَلّامٍ ، ولَم يُخلَق لِلظُّلمِ ، إنَّ الوَلايَةَ لِعَلِيٍّ عليه السلام مِن بَعدي ، وَالحُكمَ حُكمُهُ ، وَالقَولَ قَولُهُ ، ولا يَرُدُّ وَلايَتَهُ وقَولَهُ وحُكمَهُ إلّا كافِرٌ ، ولا يَرضى وَلايَتَهُ وقَولَهُ وحُكمَهُ إلّا مُؤمِنٌ .
فَلَمّا سَمِعَ اليَمانِيّون قَولَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله في عَلِيٍّ عليه السلام قالوا : يا رَسولَ اللّه رَضينا بِحُكمِ عَلِيٍّ عليه السلام وقَولِهِ . فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : هُوَ تَوبَتُكُم مِمّا قُلتُم ۲ .
۲ / ۴
رَجُلانِ اختَصَما في غُلامٍ
۵۷۳۱.الإرشادـ في ذِكرِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام بَعدَما بَعَثَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلَى اليَمَنِ ـ: رُفِعَ إلَيهِ رَجلانِ بَينَهُما جارِيَةٌ يَملِكانِ رِقَّها عَلَى السَّواءِ ، قَد جَهِلا حَظرَ وَطئِها فَوَطِئاها مَعا في طُهرٍ واحِدٍ عَلى ظَنٍّ مِنهُما جَوازَ ذلِكَ لِقُربِ عَهدِهِما بِالإِسلامِ ، وقِلَّةِ مَعرِفَتِهِما بِما تَضَمَّنَتهُ الشَّريعَةُ مِنَ الأَحكامِ ، فَحَمَلَتِ الجارِيَةُ ووَضَعَت غُلاما ، فَاختَصَما إلَيهِ فيهِ ، فَقَرَعَ عَلَى الغُلامِ بِاسمَيهِما ، فَخَرَجِتِ القُرعَةُ لِأَحَدِهِما فَأَلَحَقَ الغُلامَ بِهِ ، وألزَمَهُ نِصفَ قيمَتِهِ ؛ لِأَ نَّهُ كانَ عَبدا لِشَريكِهِ ، وقالَ : لَو عَلِمتُ أ نَّكُما أقدَمتُما عَلى ما فَعَلتُماهُ بَعدَ الحُجَّةِ عَلَيكُما بِحَظرِهِ لَبالَغتُ في عُقوبَتِكُما .