في زَورَقٍ صَغيرٍ وعُلِّمَ عَلَى المَوضِعِ الَّذي بَلَغَهُ الماءُ . ثُمَّ قالَ : أرجِعوا مَكانَهُ تَمرا مَوزونا . فَما زالوا يَطرَحونَ شَيئا بَعدَ شَيءٍ مَوزونا حَتّى بَلَغَ الغايَةَ . قالَ : كَم طَرَحتُم ؟ قالوا : كَذا وكَذا مَنّا ورِطلاً . قالَ عليه السلام : وَزنُهُ هذا ۱ .
۵۷۰۵.الفضائل :رُوِيَ أنَّ امرَأَةً تَرَكَت طِفلاً ابنَ سِتَّةِ أشهُرٍ عَلى سَطحٍ ، فَمَشَى الصَّبِيُّ يَحبو حَتّى خَرَجَ مِنَ السَّطحِ وجَلَسَ عَلى رَأسِ الميزابِ ، فَجاءَت اُمُّهُ عَلَى السَّطحِ فَما قَدَرَت عَلَيهِ ، فَجاؤوا بِسُلَّمٍ ووَضَعوهُ عَلَى الجِدارِ فَما قَدَروا عَلَى الطِّفلِ ؛ مِن أَجلِ طولِ الميزابِ وبُعدُهُ عَنِ السَّطحِ ، وَالاُمُّ تَصيحُ وأهلُ الصَّبِيِّ كُلُّهُم يَبكونَ ، وكانَ في أيّامِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ، فَجاؤوا إلَيهِ فَحَضَرَ مَعَ القَومِ فَتَحَيَّروا فيهِ ، وقالوا : ما لِهذا إلّا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ! فَحَضَرَ عَلِيٌّ عليه السلام ، فَصاحَت اُمُّ الصَّبِيِّ في وَجهِهِ ، فَنَظَرَ أميرُ المُؤمِنينَ إلَى الصَّبِيِّ ، فَتَكَلَّمَ الصَّبِيَّ بِكَلامٍ لا يَعرِفُهُ أحَدٌ ، فَقالَ عليه السلام : أحضِروا هاهُنا طِفلاً مِثلَهُ ، فَأَحضَروهُ ، فَنَظَرَ بَعضُهُما إلى بَعضٍ وتَكَلَّمَ الطِّفلانِ بِكَلامِ الأَطفالِ ، فَخَرَجَ الطِّفلُ مِنَ الميزابِ إلَى السَّطحِ ، فَوَقَعَ فَرَحٌ فِي المَدينَةِ لَم يُرَ مِثلُهُ ۲ .