وخَلَدَ في قُصورٍ مُشَيَّدَةٍ ومُلكٍ بِحورِ عينٍ وحَفَدَةٍ ، وطيفَ عَلَيهِ بِكُؤوسٍ ، اُسكِنَ في حَظيرَةِ قُدّوسٍ ، وتَقَلَّبَ في نَعيمٍ ، وسُقِيَ مِن تَسنيمٍ ، وشَرَبَ مِن عَينٍ سَلسَبيلٍ ، ومُزِجَ لَهُ بِزَنجَبيلٍ مُخَتَّمٍ بِمِسكٍ وعَبيرٍ ، مُستَديمٌ لِلمُلكِ ، مُستَشعِرٌ لِلسُّرُرِ ، يَشرَبُ مِن خُمورٍ ، في رَوضٍ مُغدِقٍ ، لَيسَ يُصَدِّعُ مَن شَرِبَهُ ولَيسَ يُنزَفُ .
هذِهِ مَنزِلَةُ مَن خَشِيَ رَبَّهُ ، وحَذَّرَ نَفسَهُ مَعصِيَتَهُ ، وتِلكَ عُقوبَةُ مَن جَحَدَ مَشيئَتَهُ ، وسَوَّلَت لَهُ نَفسُهُ مَعصِيَتَهُ ، فَهُوَ قَولٌ فَصلٌ وحُكمٌ عَدلٌ وخَيرُ ۱ قَصَصٍ قُصَّ ووَعظٍ نُصَّ «تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» ۲ نَزَلَ بِهِ روحُ قُدُسٍ مُبين عَلى قَلبِ نَبِيٍّ مُهتَدٍ رَشيدٍ ، صَلَّت عَلَيهِ رُسُلٌ سَفَرَةٌ مُكرَّمونَ بَرَرَةٌ .
عُذتُ بِرَبٍّ عَليمٍ رَحيمٍ كَريمٍ مِن شَرِّ كُلِّ عَدُوٍّ لَعينٍ رَجيمٍ ، فَليَتَضَرَّع مُتَضَرِّعُكُم وَليَبتَهِل مُبتَهِلُكُم ، وَليَستَغفِر كُلُّ مَربوبٍ مِنكُم لي ولَكُم ، وحَسبي رَبّي وَحدَهُ ۳ .
۵ / ۵
خُطبَتُهُ الخالِيَةُ مِنَ النُّقَطِ
۵۶۵۳.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ خَطَبَهَا ارتِجالاً خالِيَةً مِنَ النُّقَطِ ۴ ـ: الحَمدُ للّهِِ أهلِ الحَمدِ ومَأواهُ ، ولَهُ أوكَدُ الحَمدِ وأحلاهُ ، وأسعَدُ الحَمدِ وأسراهُ ، وأطهَرُ الحَمدِ وأسماهُ ، وأكرَمُ الحَمدِ وأولاهُ . الواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ لا والِدَ لَهُ ولا وَلَدَ .
1.نقلنا ما أوردناه من «مصباح الكفعمي» ، و ما في المصدر : «خبر قصص» .
2.فصّلت : ۴۲ .
3.شرح نهج البلاغة : ج۱۹ ص۱۴۰ ، مطالب السؤول : ص۶۰ ، كفاية الطالب : ص۳۹۳ عن أبي صالح ، كنز العمال : ج۱۶ ص۲۰۹ ح۴۴۲۳۴ ؛ المصباح للكفعمي : ص۹۶۸ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۳۴۰ ح۲۸ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۴۸ والخرائج والجرائح : ج۲ ص۷۴۰ ح۵۶ .
4.يجد القارئ الكريم في ثنايا هذه الخطبة الغرّاء أنّ الهاء الآخريّة في بعض الكلمات منقّطة ؛ ولكن بما أنّها تلفظ هاءً عند الوقف في أكثر الأحيان ، فلذا لم يورد الكثير عليها هذا الإشكال .