كِبرَك ، وَاذكُر قَبرَك ؛ فَإِنَّ عَلَيهِ مَمَرَّكَ ، وكَما تَدينُ تُدانُ . وكَما تَزرَعُ تَحصُدُ . وما قَدَّمتَ اليَومَ تَقدَمُ عَلَيهِ غَدا ؛ فَامهَد لِقَدَمِكَ ، وقَدِّم لِيَومِكَ . فَالحَذَرَ الحَذَرَ أيُّهَا المُستَمِعُ ! وَالجِدَّ الجِدَّ أيُّهَا الغافِلُ ! «وَ لَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ» ۱ . ۲
۴ / ۶
المُبادَرَةُ بِالعَمَلِ الصّالِحِ
۵۶۲۲.الإمام عليّ عليه السلام :فَاتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ ، وبادِروا آجالَكُم بِأَعمالِكُم ، وَابتاعوا ما يَبقى لَكُم بِما يَزولُ عَنكُم ، وتَرَحَّلوا فَقَد جُدَّ بِكُم ۳ ، وَاستَعِدّوا لِلمَوتِ فَقَد أظَلَّكُم ، وكونوا قَوما صيحَ بِهِم فَانتَبَهوا ، وعَلِموا أنَّ الدُّنيا لَيسَت لَهُم بِدارٍ فَاستَبدَلوا ؛ فَإِنَّ اللّهَ سُبحانَهُ لَم يَخلُقكُم عَبَثا ، ولَم يَترُككُم سُدًى ، وما بَينَ أحَدِكُم وبَينَ الجَنَّةِ أوِ النّارِ إلَا المَوتُ أن يَنزِلَ بِهِ . وإنَّ غايَةً تَنقُصُها اللَّحظَةُ ، وتَهدِمُهَا السّاعَةُ لَجَديرَةٌ بِقِصَرِ المُدَّةِ ، وإنَّ غائِبا يَحدوهُ الجَديدانِ ؛ اللَّيلُ وَالنَّهارُ لَحَرِيٌّ بِسُرعَةِ الأَوبَةِ ۴ ، وإنَّ قادِما يَقدُمُ بِالفَوزِ أوِ الشِّقوَةِ لِمُستَحِقٌّ لِأَفضَلِ العُدَّةِ .
فَتَزَوَّدوا فِي الدُّنيا مِنَ الدُّنيا ما تَحرُزونَ بِهِ أنفُسَكُم غَدا . فَاتَّقى عَبدٌ رَبَّهُ نَصَحَ نَفسَهُ ، وقَدَّمَ تَوبَتَهُ ، وغَلَبَ شَهوَتَهُ ؛ فَإِنَّ أجَلَهُ مَستورٌ عَنهُ ، وأمَلَهُ خادِعٌ لَهُ ، وَالشَّيطانُ مُوَكَّلٌ بِهِ يُزَيِّنُ لَهُ المَعصِيَةَ لِيَركَبَها ، ويُمَنّيهِ التَّوبَةَ لِيُسَوِّفَها . إذا هَجَمَت مَنِيَّتُهُ عَلَيهِ أغفَلَ ما يَكونُ عَنها .
1.فاطر : ۱۴ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۳ ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۴۰۷ ح۳۸ ؛ جواهر المطالب : ج۱ ص۳۰۸ نحوه وراجع تحف العقول : ص۱۵۴ .
3.أي حثثتم على الرحيل (شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۱۴۶) .
4.الأوبة : الرُّجوع (لسان العرب : ج۱ ص۲۱۹) .