مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ» ثُمَّ دُعاؤُهُ عليه السلام وقَد قَدَّمَ إلَيهِ أنَسٌ الطّائِرَ : «اللّهُمَّ أدخِل إلَيَّ أحَبَّ خَلقِكَ إلَيكَ يَأكُل مَعي مِن هذَا الطّائِرِ» فَدَخَلَ عَلَيهِ عَلِيٌّ إلى آخِرِ الحَديثِ . فَهذا وغَيرُهُ مِن فَضائِلِهِ ومَا اجتَمَعَ فيهِ مِن الخِصالِ مِمّا تَفَرَّقَ في غَيرِهِ ۱ .
۹ / ۲۱
مُعاوِيَةُ بنُ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ۲
۳۹۸۷.حياة الحيوان الكبرىـ بَعدَ ذِكرِ خِلافَةِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ ـ: ثُمَّ قامَ بِالأَمرِ بَعدَهُ ابنُهُ مُعاوِيَةُ ، وكانَ خَيرا مِن أبيهِ ، فيهِ دينٌ وعَقلٌ ، بويِعَ لَهُ بِالخِلافَةِ يَومَ مَوتِ أبيهِ ، فَأَقامَ فيها أربَعين يَوما ، وقيلَ : أقامَ فيها خَمسَةَ أشهُرٍ وأيّاما ، وخَلَعَ نَفسَهُ ، وذَكَرَ غَيرُ واحِدٍ أنَّ مُعاوِيَةَ بنَ يَزيدَ لَمّا خَلَعَ نَفسَهُ صَعِدَ المِنبَرَ فَجَلَسَ طَويلاً ، ثُمَّ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ بِأَبلَغِ ما يَكونُ مِنَ الحَمدِ وَالثَّناءِ ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله بِأَحسَنِ ما يُذكَرُ بِهِ ، يا أيُّهَا النّاسُ ، ما أنَا بِالرّاغِبِ فِي الِائتِمارِ عَلَيكُم ؛ لِعَظيمِ ما أكرَهُهُ مِنكُم ، وإنّي لَأَعلَمُ أنَّكُم تَكرَهونَنا أيضا ؛ لِأَ نّا بُلينا بِكُم وبُليتُم بِنا ، إلّا أنَّ جَدّي مُعاوِيَةَ قَد نازَعَ في هذَا الأَمرِ مَن كانَ أولى بِهِ مِنهُ ومِن غَيرِهِ لِقَرابَتِهِ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعِظَمِ فَضلِهِ وسابِقَتِهِ ، أعظَمُ المُهاجِرينَ قَدرا ، وأشجَعُهُم قَلبا ، وأكثَرُهُم عِلما ، وأوَّلُهُم إيمانا ، وأشرَفُهُم مَنزِلَةً ، وأقدَمُهُم صُحبَةً ، ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وصِهرُهُ ، وأخوهُ ، زَوَّجَهُ صلى الله عليه و آله ابنَتَهُ فاطِمَةَ ، وجَعَلَهُ لَها بَعلاً بِاختِيارِهِ لَها ، وجَعَلَها لَهُ زَوجَةً بِاختِيارِها لَهُ ،