القَرنُ الخامِسُ
۱۰ / ۲۶
مِهيارٌ الدَّيلَمِيُّ ۱
۴۰۴۱.من جهابذة الاُدباء في القرن الخامس ، يقول :
إن يَحسُدوكَ فَلِفَرطِ عَجزِهِمُ
فِي المُشكِلاتِ ولِما فيكَ كَمَلْ
الصِّنُو أنتَ وَالوَصِيُّ دونَهُمُ
ووارِثُ العِلمِ وصاحِبُ الرُّسُلْ
وآكِلُ الطّائِرِ وَالطّارِدُ لِلصِّـ
ـلِّ ومَن كَلَّمَهُ قَبلَكَ صَلّْ ؟ !
وخاصِفُ النَّعلِ وذُو الخاتَمِ وَال
ـمُنهِلُ في يَومِ القَليبِ وَالمُعِلْ
وفاصِلُ القَضِيَّةِ العَسراءِ في
يَومِ الجَنينِ ۲ وهو حُكمٌ ما فُصِلْ
ورَجعَةُ الشَّمسِ عَلَيكَ نَبَأٌ
تُشَعَّبُ الأَلبابُ فيهِ وتَضِلّْ
فَما ألومُ حاسِدا عَنكَ انزَوى
غَيظا ولا ذا قَدَمٍ فيكَ تَزُلْ
يا صاحِبَ الحَوضِ غَدا لاحُلِّئَت
نَفسٌ تَوالَيكَ عَنِ العَذبِ النَّهَلْ
ولا تُسَلَّط قَبضَةُ النّارِ عَلى
عُنُقٍ إلَيكَ بِالوِدادِ يَنفَتِلْ
عادَيتُ فيكَ النّاسَ لَم أحفِل بِهِم
حَتّى رَمَوني عَن يَدٍ إلَا الأَقَلّْ
تَفَرَّغوا يَعتَرِقونَ ۳ غيبَةَ
لَحمي وفي مَدحِكَ عَنهُم لي شُغُلْ
عَدَلتُ أن تَرضى بِأَن يَسخَطَ مَن
تُقِلُّهُ الأَرضُ عَلَيَّ فَاعتَدَلْ
ولَو يُشَقَّ البَحرُ ثُمَّ يَلتَقي
فِلقاهُ فَوقي في هواكَ لَم اُبَلْ ۴
1.أبو الحسن مهيار بن مرزويه الديلمي البغدادي : هو أرفع راية للأدب العربي منشورة بين المشرق والمغرب ،وأنفس كنز من كنوز الفضيلة ، ولعمر الحقّ إنّ من المعاجز أنّ فارسيّا في العنصر يحاول قرض الشعر العربي فيفوق أقرانه ، ويُقتدى به عند الورد والصدر ، أسلم على يد الشريف الرضي سنة (۳۹۴ ه ) وتخرّج عليه في الأدب والشعر ، وتوفّي سنة (۴۲۸ ه ) (راجع الغدير : ج۴ ص۲۳۸) .
2.في الطبعة المعتمدة : «الحنين» ، والتصحيح من طبعة مركز الغدير .
3.اعترقَت العظم : إذا أخذتَ منه اللحم بأسنانك (النهاية : ج۳ ص۲۲۰) .
4.الغدير : ج۴ ص۲۵۵ .