وولديه الحسن والحسين عليهم السلام ـ:
أبا حَسَنٍ أنتَ شَمسُ النَّهارِ
وهذانِ فِي الحادِثاتِ القَمَرْ
وأنتَ وهذانِ حَتَّى المَماتِ
بِمَنزِلَةِ السَّمعِ بَعدَ البَصَرْ
وأنتُم اُناسٌ لَكُم سَورَةٌ
يُقَصِّرُ عَنها أكُفُّ البَشَرْ
يُخَبِّرُنا النّاسُ عَن فَضلِكُمْ
وفَضلُكُمُ اليَومَ فَوقَ الخَبَرْ
عَقَدتَ لِقَومٍ ذَوي نَجدَةٍ
مِنَ اهلِ الحَياءِ وأهلِ الخَطَرْ
مساميحُ بِالمَوتِ عِندَ اللِّقا
ءِ مِنّا وإخوانِنا مِن مُضَرْ
ومِن حَيِّ ذي يَمَنٍ جِلَّةٌ
يُقيمونَ فِي النّائِباتِ الصَّعَرْ ۱
فَكُلٌّ يَسُرُّكَ في قَومِهِ
ومَن قالَ : لا فَبِفيهِ الحَجَرْ
ونَحنُ الفَوارِسُ يَومَ الزُّبَيرِ
وطَلحَةَ إذ قيلَ أودى غُدَرْ
ضَرَبناهُمُ قَبلَ نِصفِ النّهارِ
إلَى اللَّيلِ حَتّى قَضَينَا الوَطَرْ
ولَم يَأخُذِ الضَّربُ إلَا الرُّؤوسَ
ولَم يَأخُذِ الطَّعنُ إلَا الثُّغَرْ
فَنَحنُ اُولئِكَ في أمسِنا
ونَحنُ كَذلِكَ فيما غَبَرْ ۲
۱۰ / ۳
حَسّانُ بنُ ثابِتٍ ۳
۳۹۹۵.من جهابذة شعراء القرن الأوّل ، يقول : جَزَى اللّهُ خَيرا ۴ وَالجَزاءُ بِكَفِّهِ
أبا حَسَنٍ عَنّا ومَن كَأَبي حَسَنْ
سَبَقتَ قُرَيشا بِالَّذي أنتَ أهلُهُ
فَصَدرُكَ مَشروحٌ وقَلبُكَ مُمتَحَنْ
تَمَنَّت رِجالٌ مِن قُرَيشٍ أعِزَّةٌ
مَكانَكَ هَيهاتَ الهُزالُ مِنَ السِّمَنْ!
وأنتَ مِنَ الإِسلام في كُلِّ مَوطِنٍ
بِمَنزِلَةِ الدَّلوِ البَطينِ مِنَ الرَّسَنْ
غَضِبتَ لَنا إذ قامَ عَمروٌ بِخُطبَةٍ
أماتَ بِهَا التَّقوى وأحيا بِهَا الإِحَنْ
وكُنتَ المُرجّى مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ
لِما كانَ مِنهُم وَالَّذي كانَ لَم يَكُنْ
حَفِظتَ رَسولَ اللّهِ فينا وعَهدَهُ
إلَيكَ ومَن أولى بِهِ مِنكَ مَنْ ومَنْ ؟
أ لَستَ أخاهُ فِي الهُدى ووَصِيَّهُ
وأعلَمَ مِنهُم بِالكِتابِ وبِالسُّنَنْ
فَحَقُّكَ مادامَت بِنَجدٍ وَشيجَةٌ
عَظيمٌ عَلَينا ثُمَّ بَعدُ عَلَى اليَمَنْ ۵
1.الصَّعَر : التكبُّر (لسان العرب : ج۴ ص۴۵۶) .
2.وقعة صفّين: ص۴۲۶، أعيان الشيعة : ج۳ ص۵۷۷؛ شرح نهج البلاغة: ج۸ ص۶۸ .
3.أبو الوليد حسّان بن ثابت بن المنذر : ولد حسّان قبل مولد النبيّ صلى الله عليه و آله بثمان سنين ، وعاش مئة وعشرين سنة وتوفّي سنة (۵۴ ه ) على قول ، وبيت حسّان أحد بيوتات الشعر ، عريق في الأدب ونظم القريض . وعن أبي عبيدة : إنّ العرب اجتمعت على أنّ حسّان أشعر أهل المدن وأنّه فضل الشعراء بثلاث : كان شاعر الأنصار ، وشاعر النبيّ صلى الله عليه و آله في أيّامه ، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام (راجع الغدير : ج۲ ص۶۲ ـ ۶۳) .
4.في المصدر : «عنّا» ، وما في المتن أثبتناه من تاريخ اليعقوبي .
5.الأخبار الموفّقيّات : ص۵۹۸ ، شرح نهج البلاغة : ج۶ ص۳۵ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۲۸ نحوه .