83
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

قالَ : فَمَتى قُتِلَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ؟
قُلتُ : بِمُؤتَةَ ۱ .
قالَ : أ فَلَيسَ قَد كانَ قُتِلَ زَيدُ بنُ حارِثَةَ قَبلَ غَديرِ خُمٍّ؟
قُلتُ : بَلى .
قالَ : أخبِرني لَو رَأَيتَ ابنا لَكَ أتَت عَلَيهِ خَمسَ عَشرَةَ ۲ سَنَةً يَقولُ : مَولايَ مَولَى ابنِ عَمّي أيُّهَا النّاسُ فَاقبَلوا ، أ كُنتَ تَكرَهُ لَهُ ذلِكَ؟
فَقُلتُ : بَلى .
قالَ : أ فَتُنَزِّهُ ابنَكَ عَمّا لا يَتَنَزَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَنهُ ؟ ! ويَحَكُم ، أ جَعَلتُم فُقَهاءَكُم أربابَكُم ؟ ! إنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَـنَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ» ۳ وَاللّهِ ما صاموا لَهُم ولا صَلَّوا لَهُم ، ولكِنَّهُم أمَروا لَهُم فَاُطيعوا .
ثُمَّ قالَ : أ تَروي قَولَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لِعَلِيٍّ عليه السلام : أنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هارونَ مِن موسى ؟
قُلتُ : نَعَم .
قالَ : أما تَعلَمُ أنَّ هارونَ أخو موسى لِأَبيهِ واُمِّهِ؟
قُلتُ : بَلى .
قالَ : فَعَلِيٌّ عليه السلام كَذلِكَ؟
قُلتُ : لا .
قالَ : وهارونُ نَبِيٌّ ولَيسَ عَلِيٌّ كَذلِكَ ، فَمَا المَنزِلَةُ الثّالِثَةُ إلَا الخِلافَةُ ، وهذا

1.مؤتة: قرية من أرض البلقاء بطرف الشام الذي يخرج منه أهله إلى الحجاز ، وهي قريبة من الكرك (المصباح المنير : ص۵۸۴) .

2.في المصدر : «خمسة عشر» ، والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

3.التوبة : ۳۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
82

وفِراشِهِ ووَقاهُ بِنَفسِهِ ، حَتّى تَمَّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ما عَزَمَ عَلَيهِ مِنَ الهِجرَةِ ؟
إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى أمَرَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله أن يَأمُرَ عَلِيّاً عليه السلام بِالنّومِ عَلى فِراشِهِ ووِقايَتِهِ بِنَفسِهِ ، فَأَمَرَهُ بِذلِكَ ، فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أ تَسلَمُ يا نَبِيَّ اللّهِ ؟ [قالَ : نَعَم] ۱ قالَ : سَمعا وطاعَةً ، ثُمَّ أتى مَضجَعَهُ وتَسَجّى بِثَوبِهِ ، وأحدَقَ المُشرِكونَ بِهِ ، لا يَشُكّونَ في أنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وقَد أجمَعوا عَلى أن يَضرِبَهُ مِن كُلِّ بَطنٍ مِن قُرَيشٍ رَجُلٌ ضَربَةً لِئَلّا يَطلُبَ الهاشِمِيّونَ بِدَمِهِ ، وعَلِيٌّ عليه السلام يَسمَعُ بِأَمرِ القَومِ فيهِ مِنَ التَّدبيرِ في تَلَفِ نَفسِهِ ، فَلَم يَدعُهُ ذلِكَ إلَى الجَزَعِ كَما جَزِعَ أبو بَكرٍ فِي الغارِ ، وهُوَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وعَلِيٌّ عليه السلام وَحدَهُ، فَلَم يَزَل صابِرا مُحتَسِبا، فَبَعَثَ اللّهُ تَعالى مَلائِكَتَهُ تَمنَعُهُ مِن مُشرِكي قُرَيشٍ.
فَلَمّا أصبَحَ قامَ فَنَظَرَ القَومُ إلَيهِ فَقالوا : أينَ مُحَمَّدٌ؟ قالَ : وما عِلمي بِهِ؟ قالوا : فَأَنتَ غَرَرتَنا ۲ ثُمَّ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَلَم يَزَل عَلِيٌّ عليه السلام أفضَلَ لِما بدَا مِنُه إلّا ما يَزيدُ خَيرا ، حَتّى قَبَضَهُ اللّهُ تَعالى إلَيهِ وهُوَ مَحمودٌ مَغفورٌ لَهُ .
يا إسحاقُ! أما تَروي حَديثَ الوِلايَةِ؟
فَقُلتُ : نَعَم .
قالَ : اِروِهِ ، فَرَوَيتُهُ .
فَقالَ : أما تَرى أنَّهُ أوجَبَ لِعَلِيٍّ عليه السلام عَلى أبي بَكرٍ وعُمَرَ مِنَ الحَقِّ ما لَم يوجِب لَهُما عَلَيهِ؟
قُلتُ : إنَّ النّاسَ يَقولونَ : إنَّ هذا قالَهُ بِسَبَبِ زَيدِ بنِ حارِثَةَ .
فَقالَ : وأينَ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله هذا؟
قُلتُ : بِغَديرِ خُمٍّ بَعدَ مُنصَرَفِهِ مِن حَجَّةِ الوَداعِ .

1.سقط ما بين المعقوفين من المصدر ، وأثبتناه من بحار الأنوار .

2.في المصدر : «غدرتنا» ، والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24645
صفحه از 520
پرینت  ارسال به