۹ / ۴
أبو عَلِيٍّ ابنُ سينا ۱
۳۹۵۳.معراج نامه :قالَ أشرَفُ البَشَرِ وأعَزُّ الأَنبِياءِ وخاتَمُ الرُّسُلِ لِمَركَزِ دائِرَةِ الحِكمَةِ وفَلَكِ الحَقائِقِ ، وخَزانَةِ العُقولِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيٍّ عليه السلام : «يا عَلِيُّ ، إذا رَأَيتَ النّاسَ مُقَرَّبونَ إلى خالِقِهِم بِأَنواعِ البِرِّ تَقَرَّب إلَيهِ بِأَنواعِ العَقلِ تَسبِقهُم» ۲ . ولا يَستَقيمُ هذَا الخِطابُ لِأَحَدٍ إلّا لِعَظيمٍ كَهذَا ، الَّذي مَحَلُّهُ بَينَ النّاسِ نَظيرُ المَعقولاتِ بَينَ المَحسوساتِ ؛ فَقالَ لَهُ : يا عَلِيُّ ، أتعِب نَفسَكَ في تَحصيلِ المَعقولاتِ كَما أنَّ النّاسَ يُتعِبونَ أنفُسَهُم في كَثرَةِ العِباداتِ ؛ كَي تَسبِقَ الجَميعَ . ولَمّا كانَ إدراكُهُ لِلحَقائِقِ بِبَصيرَةِ العَقلِ استَوَت عِندَهُ المَحسوساتُ وَالمَعقولاتُ وكانَت عِندَهُ بِمَنزِلَةٍ سَواءٍ ، ولِهذا قالَ عليه السلام : «لَو كُشِفَ الغِطاءُ مَا ازدَدتُ يَقيناً» .
ولا ثَروَةَ أعظَمُ مِن إدراكِ المَعقولاتِ ؛ فَإِدراكُ المَعقولاتِ هُوَ الجَنَّةُ بِتَمامِ نَعيمِها بِزَنجَبيلِها وسَلسَبيلِها . وأمَّا الجَحيمُ بِقُيودِها وعَذابِها فَهُوَ مُتابَعَةُ مُتَعَلَّقاتِ الأَجسامِ وشُؤونِها ، وهذِهِ المُتابَعَةُ هَوَت بِالنّاسِ في جَحيمِ الهَوى ، وأسَرَتهُم بِقَيدِ الخَيالِ ومَرارَةِ الوَهمِ ۳ .
1.الشيخ الرئيس إمام الحكماء ، أبو حسين بن عبد اللّه بن حسن بن عليّ ، المعروف بابن سينا . من نوابغ البشريّة . ولد سنة (۳۷۰ ه ) ، وتوفّي في همدان سنة (۴۲۸ ه ) . طلب العلم في بخارى ، وحفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره . تتلمذ عند أبي عبد اللّه النامقي في المنطق والهندسة والنجوم ففاق اُستاذه في هذه العلوم . ثمّ سعى في تحصيل علوم الطبّ وماوراء المادّة . ثمّ اطّلع على مؤلّفات الفارابي ، وأخذ في تحصيل الفلسفة . . . .
من كتبه : القانون في الطبّ ، والشفاء والإشارات في الفلسفة .
2.لم نعثر على هذا النصّ بعينه ، وإنّما عثرنا على نصوص مقاربة له ، منها ما ورد في حلية الأولياء : ج۱ ص۱۸ : «يا عليّ ، إذا تقرّب الناس إلى خالقهم في أبواب البرّ فتقرّب بأنواع العقل ، تسبقهم بالدرجات والزلفى عند الناس في الدنيا وعند اللّه في الآخرة» وفي مشكاة الأنوار : ص۴۳۹ ح۱۴۷۶ : «يا عليّ ، إذا تقرّب العباد إلى خالقهم بالبرّ فتقرّب إليه بالعقل تسبقهم ، إنّا معاشر الأنبياء نكلّم الناس على قدر عقولهم» .
3.معراج نامه (بالفارسيّة) : ص۹۴ .