خَيرُ الوارِثينَ ، إلّا أن يَحتاجَ إلَيهِمَا الحَسَنُ أو الحُسَينُ فَهُما طِلقٌ ۱ لَهُما ، ولَيسَ لِأَحَدٍ غَيرِهِما ۲ .
۴۶۶۱.تاريخ المدينة عن أبي غسّان :كانَت أموالُ عَلِيٍّ رضى الله عنهعُيونا مُتَفَرِّقَةً بِيَنبُعَ ، مِنها عَينٌ يُقالُ لَها : عَينُ البُحَيرِ ، وعَينٌ يُقالُ لَها : عَينُ أبي نَيزَرَ ، وعَينٌ يُقالُ لَها : عَينُ نولا ، وهِيَ اليَومَ تُدعَى: العدرُ ، وهِيَ الَّتي يُقالُ ۳ إنَّ عَلِيّا رضى الله عنه عَمِلَ فيها بِيَدِهِ . . .
وعَمِلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه أيضا بِيَنبُعَ : البُغَيبِغاتِ ؛ وهِيَ عُيونٌ ، مِنها عَينٌ يُقالُ لَها: خَيفُ الأَراكِ ، ومِنها عَينٌ يُقالُ لَها : خَيفُ لَيلى ، ومِنها عَينٌ يُقالُ لَها : خَيفُ بسطاس ، فيها خَليجٌ مِن النَّخلِ مَعَ العَينِ .
وكانَتِ البُغَيبِغاتُ مِمّا عَمِلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه وتَصَدَّقَ بِهِ ، فَلَم تَزَل في صَدَقاتِهِ حَتّى أعطاها حُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عَبدَ اللّهِ بنَ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ ؛ يَأكُلُ ثَمَرَها ، ويَستَعينُ بِها عَلى دَينِهِ ومَؤونَتِهِ ، عَلى أن لا يُزَوِّجَ ابنَتَهُ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ . فَباعَ عَبدُ اللّهِ تِلكَ العُيونَ مِن مُعاوِيَةَ ، ثُمَّ قُبِضَت حَتّى مَلِكَ بَنو هاشِمٍ الصَّوافِيَ ، فَكَلَّمَ فيها عَبدُ اللّهِ بنُ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ أبَا العَبّاسِ ـ وهُوَ خَليفَةٌ ـ فَرَدَّها في صَدَقَةِ عَلِيٍّ رضى الله عنه ، فَأَقامَت في صَدَقَتِهِ حَتّى قَبَضَها أبو جَعفَرٍ في خِلافَتِهِ . وكَلَّمَ فيهَا الحَسَنُ بنُ زَيدٍ المَهدِيَّ حينَ استُخلِفَ وأخبَرَهُ خَبَرَها ، فَكَتَبَ إلى زُفَرَ بنِ عاصِمٍ الهِلالِيِّ ـ وهُوَ والِي المَدينَةِ ـ فَرَدَّها مَعَ صَدَقاتِ عَلِيٍّ رضى الله عنه .
ولِعَلِيٍّ رضى الله عنه أيضا ساقِيٌّ عَلى عَينٍ يُقالُ لَها : عَينُ الحدثِ بِيَنبُعَ ، وأشرَكَ عَلى عَينٍ يُقالُ لَهَا : العصيبَةُ ، مَواتٌ بِيَنبُعَ .
1.الطِلق : المطلق الذي يتمكّن صاحبه فيه من جميع التصرّفات (المصباح المنير : ص۳۷۷) .
2.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۲۷ ، ربيع الأبرار : ج۴ ص۳۸۸ .
3.في المصدر : «يقال لها إنّ» وهو تصحيف .