۳۹۳۳.الأمالي للطوسي عن محمّد بن إسحاق الحضرمي :اِستَأذَنَ عَمرُو بنُ العاصِ عَلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ استَضحَكَ مُعاوِيَةُ ، فَقالَ لَهُ عَمرٌو : ما أضحَكَكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ! أدامَ اللّهُ سُرورَكَ ؟ قالَ : ذَكَرتُ ابنَ أبي طالِبٍ وقَد غَشِيَكَ بِسَيفِهِ فَاتَّقَيتَهُ ووَلَّيتَ . فَقالَ : أ تَشمَتُ بي يا مُعاوِيَةُ ؟ ! وأعجَبُ مِن هذا يَومٌ دَعاكَ إلَى البِرازِ فَالتَمَعَ لَونُكَ ، وأطَّت أضلاعُكَ ، وَانتَفَخَ مَنخِرُكَ ، وَاللّهِ لَو بارَزتَهُ لَأَوجَعَ قَذالَكَ ۱ ، وأيتَمَ عِيالَكَ ، وبَزَّكَ سُلطانَكَ .
وأنشَأَ عَمرٌو يَقولُ :
مُعاوِيَ لا تَشمَت بِفارِسٍ بُهمَةِ
لَقِيَ فارِسا لا تَعتَليهِ الفَوارِسُ
مُعاوِيَ لَو أبصَرتَ فِي الحَربِ مُقبِلاً
أبا حَسَنٍ يَهوي دَهَتكَ الوَساوِسُ
وأيقَنتَ أنَّ المَوتَ حَقٌّ وأنَّهُ
لِنَفسِكَ إن لَم تُمعِنِ الرَّكضَ خالِسُ
دَعاكَ فَصُمَّت دونَهُ الاُذنُ أذرُعا
ونَفسُكَ قَد ضاقَت عَلَيهَا الأَمالِسُ
أتَشمَتُ بي إذ نالَني حَدُّ رُمحِهِ
وعَضَّضَني نابٌ مِنَ الحَربِ ناهِسُ
فَأَيُّ امرِىً لاقاهُ لَم يُلقِ شِلوَهُ
بِمُعتَرَكٍ تُسفى عَلَيهِ الرَّوامِسُ
أبَى اللّهُ إلّا أنَّهُ لَيثُ غَابَةِ
أبو أشبُلٍ تُهدى إلَيهِ الفَرائِسُ
فَإِن كُنتَ في شَكٍّ فَأَرهِج ۲ عَجاجَةً
وإلّا فَتِلكَ التُّرَهّاتُ ۳ البَسابِسُ
فَقالَ مُعاوِيَةُ : مَهلاً يا أبا عَبدِ اللّهِ ، ولا كُلَّ هذا . قالَ : أنتَ استَدعَيتَهُ ۴ .
1.القَذال : جماع مؤخّر الرأس من الإنسان والفرس (لسان العرب : ج۱۱ ص۵۵۳) .
2.الرَّهْج : الغبار (لسان العرب : ج۲ ص۲۸۴) .
3.التُّرُّهات : الأباطيل (لسان العرب : ج۱۳ ص۴۸۰) .
4.الأمالي للطوسي : ص۱۳۴ ح۲۱۷ ، بشارة المصطفى : ص۲۷۰ وراجع وقعة صفّين : ص۴۷۳ .