يا مُعاوِيَةُ ، إنَّكَ تُريدُ أن تُقاتِلَ بِأَهلِ الشّامِ رَجُلاً لَهُ مِن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قَرابَةٌ قَريبَةٌ ، ورَحِمٌ ماسَّةٌ ، وقِدَمٌ فِي الإِسلامِ لا يُعتَدُّ أحَدٌ بِمِثلِهِ ، ونَجدَةٌ فِي الحَربِ لَم تَكُن لِأَحَدٍ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وإنَّهُ قَد سارَ إلَيكَ بِأَصحابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله المَعدودينَ ، وفُرسانِهِم وقُرّائِهِم وأشرافِهِم وقُدَمائِهِم فِي الإِسلامِ ، ولَهُم فِي النُّفوسِ مَهابَةٌ ۱ .
۳۹۳۱.وقعة صفّين عن الجرجانيـ في ذِكرِ حَربِ صِفّينَ وتَسَلُّطِ مُعاوِيَةَ عَلَى الماءِ ـ: فَبَقِيَ أصحابُ عَلِيٍّ يَوما ولَيلَةً ـ يَومَ الفُراتِ ـ بِلا ماءٍ ، وقالَ رَجُلٌ مِنَ السَّكونِ مِن أهلِ الشّامِ . . . :
فَامنَعِ القَومَ ماءَكُم لَيسَ لِلقَو
مِ بَقاءٌ وإن يَكُن فَقَليلُ
فَقالَ مُعاوِيَةُ : الرَّأيُ ما تَقولُ ، ولكِن عَمرٌو لا يَدَعُني . قالَ عَمرٌو : خَلِّ بَينَهُم وبَينَ الماءِ ؛ فَإِنَّ عَلِيّا لَم يَكُن لِيَظمَأَ وأنتَ رَيّانُ ، وفي يَدِهِ أعِنَّةُ الخَيلِ وهُوَ يَنظُرُ إلَى الفُراتِ حَتّى يَشرَبَ أو يَموتَ ، وأنتَ تَعلَمُ أنَّهُ الشُّجاعُ المُطرِقُ ۲ ، ومَعَهُ أهلُ العِراقِ وأهلُ الحِجازِ ، وقَد سَمِعتُهُ أنَا وأنتَ وهُوَ يَقولُ : لَوِ استَمكَنتُ مِن أربَعينَ رَجُلاً ، فَذَكَرَ أمرا ـ يَعني لَو أنَّ مَعي أربعينَ رَجُلاً يَومَ فُتِّشَ البَيتُ ـ يَعني بَيتَ فاطِمَةَ عليهاالسلام ۳ .
۳۹۳۲.وقعة صفّينـ في ذِكرِ طَلَبِ مُعاوِيَةَ الشّامَ مِن عَلِيٍّ عليه السلام ـ: قَد رَأَيتُ أن أكتُبَ إلى عَلِيٍّ كِتابا أسأَلُهُ الشّامَ ـ وهُوَ الشَّيءُ الأَوَّلُ الَّذي رَدَّني عَنهُ ـ واُلقي في نَفسِهِ الشَّكَّ وَالرّيبَةَ ، فَضَحِكَ عَمرُو بنُ العاصِ ، ثُمَّ قالَ : أينَ أنتَ يا مُعاوِيَةُ مِن خُدعَةِ عَلِيٍّ ؟ ! فَقالَ : أ لَسنا بَني عَبدِ مَنافٍ ؟ قالَ : بَلى ، ولكِنَّ لَهُمُ النُّبُوَّةَ دونَكَ ، وإن شِئتَ أن تَكتُبَ فَاكتُب .