361
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذين أمَرتَ بِطاعَتِهِم ، وأذهَبتَ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرتَهُم تَطهيرا .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، الَّذينَ ألهَمتَهُم عِلمَكَ ، وَاستَحفَظتَهُم كُتُبَكَ ۱ وَاستَرعَيتَهُم عِبادَكَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ وحَبيبِكَ وخَليلِكَ ، وسَيِّدِ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ ، مِنَ الأَنبِياءِ وَالمُرسَلينَ ، وَالخَلقِ أجمَعينَ ، وعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ ، الَّذينَ أمَرتَ بِطاعَتِهِم ، وأوجَبتَ عَلَينا حَقَّهُم ومَوَدَّتَهُم ۲ .
اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ سُؤالَ وَجِلٍ مِنَ انتِقامِكَ ، حاذِرٍ مِن نَقِمَتِكَ ، فَزِعٍ إلَيكَ مِنكَ ، لَم يَجِد لِفاقَتِهِ مُجيرا غَيرَكَ ، ولا آمِنا [لِخَوفِهِ] ۳ غَيرَ فِنائِكَ ، وتَطَوُّلُكَ سَيِّدي ومَولايَ عَلى طولِ ۴ مَعصِيَتي لَكَ ، أقصَدَني إلَيكَ ، وإن كانَت سَبَقَتِني الذُّنوبُ وحالَت بَيني وبَينَكَ ؛ لِأَ نَّكَ عِمادُ المُعتَمِدِ ، ورَصَدُ المُرتَصِدِ ، لا تَنقُصُكَ المَواهِبُ ، ولا تَغيضُكَ المَطالِبُ ، فَلَكَ المِنَنُ العِظامُ ، وَالنِّعَمُ الجِسامُ ۵ .
يا مَن لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ، ولا يَبيدُ مُلكُهُ ، ولا تَراهُ العُيونُ ، ولا تَعزُبُ مِنهُ حَرَكَةٌ ولا سُكونٌ . لَم تَزَل ولا تَزالُ ، لا يَتوارى عَنكَ مُتَوارٍ في كَنينِ ۶ أرضٍ ولا سَماءٍ ولا تُخومٍ ، تَكَفَّلتَ بِالأَرزاقِ يا رَزّاقُ ، وتَقَدَّستَ عَن أن تَتَناوَلَكَ الصِّفاتُ ، وتَعَزَّزت

1.في بحار الأنوار : «كتابك».

2.زاد في بحار الأنوار : «اللَّهمّ إنّي اُقدّمهم بين يدي مسألتي وحاجتي ، وأستشفع بهم عندك أمام طلبتي» .

3.أثبتنا ما بين المعقوفين من بحار الأنوار .

4.في بحار الأنوار : «عليَّ مع طول . . .» .

5.زاد في بحار الأنوار : «يا كثير الخير ، يا دائم المعروف» .

6.الكِنُّ : ما يَرُدُّ الحَرَّ والبَرْدَ من الأبنِيَة والمساكن (النهاية : ج۴ ص۲۰۶) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
360

كَفى بِإِتقانِ الصُّنعِ لَهُ آيَةً ، وبِتَركيبِ الطَّبعِ عَلَيهِ دَلالَةً ، وبِحُدوثِ الفَطرِ عَلَيهِ قِدمَةً ، وبِإِحكامِ الصَّنعَةِ عَلَيهِ عِبرَةً ، فَلا إلَيهِ حَدٌّ مَنسوبٌ ، ولا لَهُ مَثَلٌ مَضروبٌ ، ولا شَيءٌ عَنهُ بِمَحجوبٍ ، تَعالى عَن ضَربِ الأَمثالِ لَهُ وَالصِّفاتِ المَخلوقَةِ عُلُوّا كَبيرا .
وسُبحانَ اللّهِ الَّذي خَلَقَ الدُّنيا لِلفَناءِ وَالبُيودِ ، وَالآخِرَةِ لِلبَقاءِ وَالخُلودِ ! وسُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يَنقُصُهُ ما أعطى فَأَسنى ، وإن جازَ المَدى فِي المُنى ، وبَلَغَ الغايَةَ القُصوى ، ولا يَجورُ في حُكمِهِ إذا قَضى ! وسُبحانَ اللّهِ الَّذي لا يُرَدُّ ما قَضى ، ولا يُصرَفُ ما أمضى ، ولا يُمنَعُ ما أعطى ، ولا يَهفو ولا يَنسى ، ولا يَعجَلُ بَل يُمهِلُ ويَعفو ، ويَغفِرُ ويَرحَمُ ويَصبِرُ ، ولا يُسأَلُ عَمّا يَفعَلُ وهُم يُسأَلونَ !
ولا إلهَ إلَا اللّهُ الشّاكِرُ لِلمُطيعِ لَهُ ، المُملي لِلمُشرِكِ بِهِ ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ عَلى حالِ بُعدِهِ ، وَالبَرُّ الرَّحيمُ بِمَن لَجَأَ إلى ظِلِّهِ وَاعتَصَمَ بِحَبلِهِ . ولا إلهَ إلَا اللّهُ المُجيبُ لِمَن ناداهُ بِأَخفَضِ صَوتِهِ ، السَّميعُ لِمَن ناجاهُ لِأَغمَضِ سِرِّهِ ، الرَّؤوفُ بِمَن رَجاهُ لِتَفريجِ هَمِّه ، القَريبُ مِمَّن دَعاهُ لِتَنفيسِ كَربِهِ وغَمِّهِ . ولا إلهَ إلَا اللّهُ الحَليمُ عَمَّن ألحَدَ في آياتِهِ ، وَانحَرَفَ عَن بَيِّناتِهِ ، ودانَ بِالجُحودِ في كُلِّ حالاتِهِ .
وَاللّهُ أكبَرُ القاهِرُ لِلأَضدادِ ، المُتعالي عَنِ الأَندادِ ، المُتَفَرِّدُ بِالمِنَّةِ عَلى جِميعِ العِبادِ . وَاللّهُ أكبَرُ المُحتَجِبُ بِالمَلَكوتِ وَالعِزَّةِ ، المُتَوَحِّدُ بِالجَبَروتِ وَالقُدرَةِ ، المُتَرَدِّي بِالكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ . وَاللّهُ أكبَرُ المُتَقَدِّسُ بِدَوامِ السُّلطانِ وَالغالِبُ بِالحُجَّةِ وَالبُرهانِ ، ونَفاذِ المَشِيَّةِ في كُلِّ حينٍ وأوانٍ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، وأعطِهِ اليَومَ أفضَلَ الوَسائِلِ وأشرَفَ العَطاءِ ، وأعظَمَ الحِباءِ وَالمَنازِلِ ، وأسعَدَ الجَدودِ ۱ ، وأقَرَّ الأَعيُنِ ۲ .

1.الجَدُّ : الحظُّ والسعادة والغِنَى (النهاية : ج۱ ص۲۴۴) .

2.زاد في بحار الأنوار : «اللَّهُمَّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، واعطه الوسيلة ، والفضيلة ، والمكان الرفيع ، والغبطة ، وشرف المنتهى ، والنصيب الأوفى ، والغاية القصوى ، والرفيع الأعلى حتّى يرضى ، وزده بعد الرضا» .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24632
صفحه از 520
پرینت  ارسال به