357
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

وَرائِهِم ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنهُم ، وبِرَحمَتِكَ أخفَيتَهُ ، وبِفَضلِكَ سَتَرتَهُ . وأن تُوَفِّرَ حَظّي مِن كُلِّ خَيرٍ تُنزِلُهُ ۱ ، أو إحسانٍ تُفَضِّلُهُ ۲ ، أو بِرٍّ تَنشُرُهُ ۳ أو رِزقٍ تبَسُطُهُ ۴ ، أو ذَنبٍ تَغفِرُهُ ، أو خَطَاً تَستُرُهُ .
يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، يا إلهي وسَيِّدي ومَولايَ ومالِكَ رِقّي ، يا مَن بِيَدِهِ ناصِيَتي ، يا عَليما بِضُرِّي ۵ ومَسكَنَتي ، يا خَبيرا بِفَقري وفاقَتي . يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أسأَلُكَ بِحَقِّكَ وقُدسِكَ وأعظَمِ صِفاتِكَ ، وأسمائِكَ ، أن تَجعَلَ أوقاتي فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ بِذِكرِكَ مَعمورَةً ، وبِخِدمَتِكَ مَوصولَةً ، وأعمالي عِندَكَ مَقبولَةً ، حَتّى تَكونَ أعمالي وأورادي ۶ كُلُّها وِردا واحِدا ، وحالي في خِدمَتِكَ سَرمَدا .
يا سَيِّدي يا مَن عَلَيهِ مُعَوَّلي ، يا مَن إلَيهِ شَكَوتُ أحوالي . يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدمَتِكَ جَوارِحي ، وَاشدُد عَلَى العَزيمَةِ جَوانِحي ، وهَب لِيَ الجِدَّ في خَشيَتِكَ وَالدَّوامِ فِي الاِتِّصالِ بِخِدمَتِكَ ، حَتّى أسرَحَ إلَيكَ في مَيادينِ السّابِقينَ ، واُسرِعَ إلَيكَ فِي المُبادِرينَ ۷ ، وأشتاقَ إلى قُربِكَ فِي المُشتاقينَ ، وأدنُوَ مِنكَ دُنُوَّ المُخلِصينَ ، وأخافَكَ مَخافَةَ الموقِنينَ ، وأجتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ المُؤمِنينَ .
اللّهُمَّ ومَن أرادَني بِسوءٍ فَأَرِدهُ ، ومَن كادَني فَكِدهُ ، وَاجعَلني مِن أحسَنِ عِبادِكَ نَصيبا عِندَكَ ، وأقرَبِهِم مَنزِلَةً مِنكَ ، وأخَصِّهِم زُلفَةً لَدَيكَ ، فَإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إلّا بِفَضلِكَ ، وجُد لي بِجودِكَ ، وَاعطِف عَلَيَّ بِمَجدِكَ ، وَاحفَظني بِرَحمَتِكَ ، وَاجعَل

1.وفي نسخة : «أنزلته» .

2.وفي نسخة : «فضّلته» .

3.وفي نسخة : «نشرته» .

4.وفي نسخة : «بسطته» .

5.وفي نسخة : «بفقري» .

6.وفي نسخة : «إرادتي» .

7.وفي نسخة : «البارزين» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
356

بِرُبوبِيَّتِكَ ؟ !
يا مَولايَ فَكَيفَ يَبقى فِي العَذابِ وهُوَ يَرجو ما سَلَفَ مِن حِلمِكَ ؟ ! أم كَيفَ تُؤلِمُهُ النّارُ وهُوَ يَأمُلُ فَضلَكَ ورَحمَتَكَ ؟ ! أم كَيفَ تُحرِقُهُ لَهبُها ۱ وأنتَ تَسمَعُ صَوتَهُ وتَرى مَكانَهُ ؟ أم كَيفَ يَشتَمِلُ عَلَيهِ زَفيرُها وأنتَ تَعلَمُ ضَعفَهُ ؟ أم كَيفَ يَتَقَلقَلُ ۲ بَينَ أطباقِها وأنتَ تَعلَمُ صِدقَهُ ؟ أم كَيفَ تَزجُرُهُ زَبانِيَتُها وهُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ ؟ أم كَيفَ يَرجو فَضلَكَ في عِتقِهِ مِنها فَتَترُكُهُ فيها ۳ ؟
هَيهاتَ ما ذلِكَ الظَنُّ بِكَ ، ولَا المَعروفُ مِن فَضلِكَ ، ولا مُشبِهٌ لِما عامَلتَ بِهِ المُوَحِّدينَ مِن بِرِّكَ وإحسانِكَ !
فَبِاليَقينِ أقطَعُ لَولا ما حَكَمتَ بِهِ مِن تَعذيبِ جاحِديكَ ، وقَضَيتَ بِهِ مِن إخلادِ مُعانِديكَ ، لَجَعَلتَ النّارَ كُلَّها بَردا وسَلاما ، وما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرّا ولا مُقاما ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَت أسماؤُكَ أقسَمتَ أن تَملَأَها مَِن الكافِرينَ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، وأن تُخَلِّدَ فيهَا المُعانِدينَ ، وأنتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلتَ مُبتَدِئا وتَطَوَّلتَ بِالإِنعامِ مُتَكَرِّما «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ» ۴ .
إلهي وسَيِّدي فَأَسأَلُكَ بِالقُدرَةِ الَّتي قَدَّرتَها ، وبِالقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمتَها وحَكَمتَها ، وغَلَبتَ مَن عَلَيهِ أجرَيتَها ، أن تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيلَةِ ، وفي هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرمٍ أجرَمتُهُ ، وكُلَّ ذَنبٍ أذنَبتُهُ ، وكُلَّ قَبيحٍ أسرَرتُهُ ، وكُلَّ جَهلٍ عَمِلتُهُ ، كَتَمتُهُ أو أعلَنتُهُ ، أخفَيتُهُ أو أظهَرتُهُ ، وكُلَّ سَيِّئَةٍ أمَرتَ بِإِثباتِهَا الكِرامَ الكاتِبينَ ، الَّذينَ وَكَّلتَهُم بِحِفظِ ما يَكونُ مِنّي ، وجَعَلتَهُم شُهودا عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي ، وكُنتَ أنتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِن

1.وفي نسخة : «لَهيبُها» .

2.وفي نسخة : «يَتَغَلغَل» .

3.وفي نسخة : «أم كيف تنزله فيها وهو يرجو فضلك في عتقه منها فتتركه» .

4.السجدة : ۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24419
صفحه از 520
پرینت  ارسال به