291
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

۳ / ۲ ـ ۵

قِصَصٌ مِن عِبادَتِهِ

۴۳۰۵.حلية الأولياء عن أبي صالح :دَخَلَ ضِرارُ بنُ ضَمرَةَ الكِنانِيُّ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ : صِف لي عَلِيّا . فَقالَ : أ وَتُعفيني يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ قالَ : لا اُعفيكَ ، قالَ : أمّا إذ لابُدَّ ؛ فَإِنَّهُ كانَ وَاللّهِ بَعيدَ المَدى ، شَديدَ القُوى ، يَقولُ فَصلاً ، ويَحكُمُ عَدلاً ، يَتَفَجَّرُ العِلمُ من جَوانِبِهِ ، وتَنطِقُ الحِكمَةُ مِن نِواحِيهِ ، يَستَوحِشُ مِن الدُّنيا وزَهرَتِها ، ويَستَأنِسُ بِاللَّيلِ وظُلمَتِهِ .
كانَ وَاللّهِ غَزيرَ العَبرَةِ ، طَويلَ الفِكرَةِ ، يُقَلِّبُ كَفَّهُ ، ويُخاطِبَ نَفسَهُ ، يُعجِبُهُ مِن اللِّباسِ ما قَصُرَ ، ومِنَ الطَّعامِ ما جَشَبَ ، كانَ وَاللّهِ كَأَحَدِنا ؛ يُدنينا إذا أتَيناهُ ، ويُجيبُنا إذا سَأَلناهُ ، وكانَ مَعَ تَقَرُّبِهِ إلَينا وقُربِهِ مِنّا لا نُكَلِّمُهُ هَيبَةً لَهُ ؛ فَإِن تَبَسَّمَ فَعَن مِثلِ اللُّؤلُؤِ المَنظومِ ، يُعَظِّمُ أهلَ الدِّينِ ، ويُحِبُّ المَساكينَ ، لا يَطمَعُ القَوِيُّ في باطِلِهِ ، ولا يَيأَسُ الضَّعيفُ مِن عَدلِهِ .
فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد رَأَيتُهُ في بَعضِ مَواقِفِهِ وقَد أرخَى اللَّيلُ سُدولَهُ ، وغارَت نُجومُهُ يَميلُ في مِحرابِهِ ، قابِضا عَلى لِحيَتِهِ ، يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّليمِ ۱ ، ويَبكي بُكاءَ الحَزينِ ، فَكَأَنّي أسمَعُهُ الآنَ وهُوَ يَقولُ : يا رَبَّنا يا رَبَّنا ـ يَتَضَرَّعُ إلَيهِ ـ ثُمَّ يَقولُ لِلدُّنيا : إلَيَّ تَغَرَّرتِ ! إلَيَّ تَشَوَّفتِ ! هَيهاتَ هَيهاتَ ، غُرّي غَيري ، قَد بَتَتُّكِ ثَلاثا ، فَعُمُرُكِ قَصيرٌ ، ومَجلِسُكِ حَقيرٌ ، وخَطَرُكِ يَسيرٌ ، آهِ آهِ مِن قِلَّةِ الزّادِ ، وبُعدِ السَّفَرِ ، ووَحشَةِ الطَّريقِ .
فَوَكَفَت ۲ دُموعُ مُعاوِيَةَ عَلى لِحيَتِهِ ما يَملِكُها ، وجَعَلَ يَنشُفُها بِكُمِّهِ وقَدِ اختَنَقَ القَومُ بِالبُكاءِ ، فَقالَ : كَذا كانَ أبُو الحَسَنِ رحمه الله ! كَيفَ وَجدُكَ عَلَيهِ يا ضِرارُ ؟ قالَ : وَجد

1.السَّليم : اللديغ . يقال : سَلَمَتْهُ الحيّةُ ؛ أي لَدَغَتْهُ (لسان العرب : ج۱۲ ص۲۹۲) .

2.وَكَفَ الدمع : إذا تقاطر (النهاية : ج۵ ص۲۲۰) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
290

۴۳۰۰.المناقب لابن شهر آشوب عن سليمان بن المغيرة عن اُمّه :سَأَلتُ اُمَّ سَعيدٍ سُرِّيَّةَ عَلِيٍّ عَن صَلاةِ عَلِيٍّ عليه السلام في شَهرِ رَمَضانَ . فَقالَت : رَمَضانُ وشَوّالٌ سَواءٌ ، يُحيِي اللَّيلَ كُلَّهُ ۱ .

۴۳۰۱.سنن الترمذي عن جميع بن عمير التيمي :دَخَلتُ مَعَ عَمَّتي عَلى عائِشَةَ فَسُئِلَت : أيُّ النّاسِ كانَ أحَبَّ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ قالَت : فاطِمَةُ ، فَقيلَ : مِنَ الرِّجالِ ؟ قالَت : زَوجُها ؛ إن كانَ ما عَلِمتُ صَوّاما قَوّاما ۲ .

۴۳۰۲.كفاية الطالب عن الأسود بن يزيد :كانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَصومُ شَطرَ الدَّهرِ ۳ .

۴۳۰۳.الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يَدخُلُ إلى أهلِهِ ويَقولُ : عِندَكُم شَيءٌ ؟ وإلّا صُمتُ ، فَإِن كانَ عِندَهُم شَيءٌ أتَوهُ بِهِ وإلّا صامَ ۴ .

۴۳۰۴.شرح نهج البلاغةـ في بَيانِ فَضائِلِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: أمَّا العِبادَةُ ؛ فَكانَ أعبَدَ النّاسِ وأكثَرَهُم صَلاةً وصَوما ، ومِنهُ تَعَلَّمَ النّاسُ صَلاةَ اللَّيلِ ، ومُلازَمَةَ الأَورادِ ، وقِيامَ النّافِلَةِ ، وما ظَنُّكَ بِرَجُلٍ يَبلُغُ مِن مُحافَظَتِهِ عَلى وِردِهِ أن يُبسَطَ لَهُ نِطَعٌ بَينَ الصَّفَّينِ لَيلَةَ الهَريرِ ، فَيُصَلّي عَلَيهِ وِردَهُ ، وَالسِّهامُ تَقَعُ بَينَ يَدَيهِ وتَمُرُّ عَلى صِماخَيهِ يَمينا وشِمالاً ، فَلا يَرتاعُ لِذلِكَ ، ولا يَقومُ حَتّى يَفرُغَ مِن وَظيفَتِهِ ! وما ظَنُّكَ بِرَجُلٍ كانَت جَبهَتُهُ كَثَفِنَةِ البَعيرِ لِطولِ سُجودِهِ ! ۵

1.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۲۳ ؛ كفاية الطالب : ص۳۹۹ .

2.سنن الترمذي : ج۵ ص۷۰۱ ح۳۸۷۴ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۷۱ ح۴۷۴۴ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۲۶۳ ، ذخائر العقبى : ص۷۷ ؛ كشف الغمّة : ج۲ ص۸۸ .

3.كفاية الطالب : ص۳۹۹ .

4.تهذيب الأحكام : ج۴ ص۱۸۸ ح۵۳۱ ، عوالي اللآلي : ج۳ ص۱۳۵ ح۱۵ كلاهما عن هشام بن سالم .

5.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۷ ؛ بحار الأنوار : ج۴۱ ص۱۴۸ ح۴۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24635
صفحه از 520
پرینت  ارسال به