285
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

يُجِبهُ أحَدٌ مِن أصحابِهِ .
فَقامَ أميرُ المُؤمِنينَ فَقالَ : أنَا يا رَسولَ اللّهِ ، اُصَلّي رَكعَتَينِ اُكَبِّرُ تَكبيرَةَ الاُولى إلى أن اُسَلِّمَ مِنهُما ، لا اُحَدِّثُ نَفسي بِشَيءٍ مِن أمرِ الدُّنيا ، فَقالَ : يا عَلِيُّ ، صَلِّ صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ .
فَكَبَّرَ أميرُ المُؤمِنينَ ودَخَلَ فِي الصَّلاةِ ، فَلَمّا سَلَّمَ مِنَ الرَّكعَتَينِ هَبَطَ جَبرَئيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : أعطِهِ إحدَى النّاقَتَينِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : إنّي شارَطتُهُ أن يُصَلِّيَ رَكعَتَينِ لا يُحَدِّثُ فيهِما بِشَيءٍ مِنَ الدُّنيا اُعطيهِ إحدَى النّاقَتَينِ إن صَلّاهُما ، وإنَّهُ جَلَسَ فِي التَّشَهُّدِ فَتَفَكَّرَ في نَفسِهِ أيَّهُما يَأخُذُ ؟ فَقالَ جَبرَئيلُ : يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّهَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ويَقولُ لَكَ : تَفَكَّرَ أيَّهُما يَأخُذُها أسمَنَهُما وأعظَمَهُما فَيَنحَرَها ويَتَصَدَّقَ بِها لِوَجهِ اللّهِ ؟ فَكانَ تَفَكُّرُهُ لِلّهِ عَزَّ وجَلَّ لا لِنَفسِهِ ولا لِلدُّنيا ، فَبَكى رَسولُ اللّهِ وأعطاهُ كِلَيهِما .
وأنزَلَ اللّهُ فيهِ : «إِنَّ فِى ذَ لِكَ لَذِكْرَى» لَعِظَةٌ «لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ» عَقلٌ «أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ» يَعني يَستَمِعُ أميرُ المُؤمِنينَ بِاُذُنَيهِ إلى مَن تَلاهُ بِلِسانِهِ مِن كَلامِ اللّهِ «وَ هُوَ شَهِيدٌ» ۱ يَعني وأميرُ المُؤمِنينَ شاهِدُ القَلبِ لِلّهِ في صَلاتِهِ ، لا يَتَفَكَّرُ فيها بِشَيءٍ مِن أمرِ الدُّنيا ۲ .

۴۲۸۲.إرشاد القلوبـ في عَلِيٍّ عليه السلام ـ: لَقَد كانَ يُفرَشُ لَهُ بَينَ الصَّفَّينِ وَالسِّهامُ تَتَساقَطُ حَولَهُ ، وهُوَ لا يَلتَفِتُ عَن رَبِّهِ ولا يُغَيِّرُ عادَتَهُ ، ولا يَفتُرُ عَن عِبادَتِهِ ، وكانَ إذا تَوَجَّهَ إلَى اللّهِ تَعالى تَوَجَّهَ بِكُلِّيَّتِهِ ، وَانقَطَعَ نَظَرُهُ عَنِ الدُّنيا وما فيها ، حَتّى أنَّهُ يَبقى لا يُدرِك

1.ق : ۳۷ .

2.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۲۰ ، تأويل الآيات الظاهرة : ج۲ ص۶۱۲ ح۸ ، بحار الأنوار : ج۳۶ ص۱۶۱ ح۱۴۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
284

بِصَلاةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن هذِهِ الصَّلاةِ ، يَعني صَلاةَ عَلِيٍّ عليه السلام ۱ .

۳ / ۱ ـ ۴

حالُهُ عِندَ حُضورِ وَقتِ الصَّلاةِ

۴۲۷۹.الإمام الصادق عليه السلامـ فِي الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: وإن كانَ لَيَقومُ إلَى الصَّلاةِ ، فَإِذا قالَ : وَجَّهتُ وَجهي تَغَيَّرَ لَونُهُ ، حَتّى يُعرَفُ ذلِكَ في وَجهِهِ ۲ .

۴۲۸۰.تنبيه الغافلين :إنَّهُ [عَلِيّا عليه السلام ] كانَ إذا حَضَرَ وَقتُ الصَّلاةِ ارتَعَدَت فَرائِصُهُ ۳ وتَغَيَّرَ لَونُهُ ، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ ، فَقالَ : جاءَ وَقتُ الأَمانَةِ الَّتي عَرَضَهَا اللّهُ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أن يَحمِلنَها وأشفَقنَ مِنها ، وحَمَلَهَا الإِنسانُ ، فَلا أدري أ اُحسِنُ أداءَ ما حُمِّلتُ أم لا ؟ ۴

۳ / ۱ ـ ۵

حُضورُ قَلبِهِ فِي الصَّلاةِ

۴۲۸۱.المناقب لابن شهر آشوب عن ابن عبّاس :اُهدِيَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ناقَتانِ عَظيمَتانِ سَمينَتانِ ، فَقالَ لِلصَّحابَةِ : هَل فيكُم أحَدٌ يُصَلّي رَكعَتَينِ بِقيامِهِما ورُكوعِهِما وسُجودِهِما ووُضوئِهِما وخُشوعِهِما لا يَهتَمُّ فيهِما مِن أمرِ الدُّنيا بِشَيءٍ ، ولا يُحَدِّثُ قَلبَهُ بِفِكرِ الدُّنيا ، اُهدي إلَيهِ إحدى هاتَينِ النّاقَتَينِ ؟ فَقالَها : مَرَّةً ومَرَّتَينِ وثَلاثَةً ، لَم

1.مسند ابن حنبل : ج۷ ص۲۰۰ ح۱۹۸۸۱ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۱۱۰ عن زرارة .

3.الفرائص : جمع فريصة ؛ وهي المضغة التي بين الثدي ومرجع الكتف من الرجل والدابّة (لسان العرب: ج۷ ص۶۴).

4.تنبيه الغافلين : ص۵۳۹ ح۸۷۲ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۲۴ ، عوالي اللآلي : ج۱ ص۳۲۴ ح۶۲ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24445
صفحه از 520
پرینت  ارسال به