265
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

بِدِرعِيَ الفُلانِيَّةِ ، ودَفَعَها لِلأَعرابِيِّ ۱ وقالَ : لا تُخدَعَنَّ عَنها ؛ فَطالَما كَشَفتُ بِهَا الكَربَ عَن وَجهِ رَسولِ اللّهِ .
ثُمَّ قالَ قَنبَرٌ : كانَ يُجزيهِ عِشرونَ دِرهَما .
قالَ : يا قَنبَرُ ، وَاللّهِ ما يَسُرُّني أنَّ لي زِنَةَ الدُّنيا ذَهَبا أو فِضَّةً فَتَصَدَّقتُ وقَبِلَهُ اللّهُ مِنّي وأنَّهُ سَأَلَني عَن مَوقِفِ هذا بَينَ يَدَيَّ ۲ .

۴۲۳۰.تاريخ دمشق عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام عليّ عليه السلام :جاءَهُ رَجُلٌ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً ، فَرَفَعتُها إلَى اللّهِ قَبلَ أن أرفَعَها إلَيكَ ، فَإِن أنتَ قَضَيتَها حَمِدتُ اللّهَ وشَكَرتُكَ ، وإن أنتَ لَم تَقضِها حَمِدتُ اللّهَ وعَذَرتُكَ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : اُكتُب حاجَتَكَ عَلَى الأَرضِ ؛ فَإِنّي أكرَهُ أن أرى ذُلَّ السُّؤالِ في وَجهِكَ . فَكَتَبَ : إنّي مُحتاجٌ .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : عَلَيَّ بِحُلَّةٍ ، فَاُتِيَ بِها ، فَأَخَذَهَا الرَّجُلُ فَلَبِسَها ، ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :

كَسَوتَني حُلَّةً تَبلى مَحاسِنُها
فَسَوفَ أكسوكَ مِن حُسنِ الثَّنا حُلَلا

إن نِلتَ حُسنَ ثَنائي نِلتَ مَكرُمَةً
ولَستَ تَبغي بِما قَد قُلتُهُ بَدَلا

إنَّ الثَّناءَ لَيُحيي ذِكرَ صاحِبِهِ
كَالغَيثِ يُحيي نَداهُ السَّهلَ وَالجَبَلا

لا تَزهَدِ الدَّهرَ في زَهوٍ تُواقِعُهُ
فَكُلُّ عَبدٍ سَيُجزى بِالَّذي عَمَلا

فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : عَلَيَّ بِالدَّنانيرِ ، فَاُتِيَ بِمِئَةِ دينارٍ ، فَدَفَعَها إلَيهِ .
فَقالَ الأَصبَغُ : فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، حُلَّةٌ ومِئَةُ دينارٍ ؟ !
قالَ عليه السلام : نَعَم ، سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : أنزِلوا النّاسَ مَنازِلَهُم . وهذِهِ مَنزِلَة

1.في الطبعة المعتمدة : «لك الأعرابي» ، والتصحيح من طبعة مؤسّسة الأعلمي : ج۳ ص۲۰۱ ح۱۵۸ .

2.ربيع الأبرار : ج۲ ص۶۶۸ ، المستطرف : ج۲ ص۵۴ ؛ المناقب للكوفي : ج۲ ص۷۵ ح۵۵۸ عن الحسن عن رجل من بني تميم .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
264

۴۲۲۷.ربيع الأبرار عن محمّد ابن الحنفيّة :كانَ أبي عليه السلام يَدعو قَنبَرا بِاللَّيلِ ، فَيُحَمِّلُهُ دَقيقا وتَمرا ، فَيَمضي إلى أبياتٍ قَد عَرَفَها ، ولا يُطلِعُ عَلَيهِ أحَدا . فَقُلتُ لَهُ : يا أبَةِ ، ما يَمنَعُكَ أن يُدفِعَ إلَيهِم نَهارا ؟
قالَ عليه السلام : يا بُنَيَّ ، صَدَقَةُ السِّرِّ تُطفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ ۱ .

۴۲۲۸.المناقب للكوفي عن محمّد ابن الحنفيّة :كانَ أبي رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ إذا جاءَت غَلَّتُهُ مِن ضِياعِهِ أخَذَ قوتَهُ لِنَفسِهِ ، وقوتَ عِيالِهِ واُمَّهاتِ أولادِهِ ، وأعطَى الحَسَنَ وَالحُسَينَ قوتَهُما ، وأعطاني قوتي ، وأعطى مَن بَلَغَ مِن وُلدِهِ ، وأعطى عَقيلَ ووُلدَهُ ، ووُلدَ جَعفَرٍ ، واُمَّ هانِئٍ ووُلدَها ، وأعطى جَميعَ وُلدِ عَبدِ المُطَّلِبِ مَن كانَ مِنهُم يَحتاجُ إلى أن يُعطِيَهُ ، وإلى سائِرِ بَني هاشِمٍ ، وإلى وُلدِ المُطَّلِبِ بنِ عَبدِ مَنافٍ ، ووُلدِ نَوفَلِ بنِ عَبدِ مَنافٍ ، وإلى جَماعَةٍ مِن قُرَيشٍ مَن كانَ مِنهُم يَحتاجُ إلَى الصِّلَةِ ، وإلى أهلِ بُيوتٍ مِنَ الأَنصارِ ، وغَيرِهِم ، حَتّى لا يُبقي مِنهُ شَيئا رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ومَغفِرَتُهُ .
ولَم يَسأَلهُ أحَدٌ شَيئا فَرَدَّهُ إلّا بِما يُرضيهِ ۲ .

۴۲۲۹.ربيع الأبرار :أتى عَلِيّا رضى الله عنه أعرابِيٌّ فَقالَ : وَاللّهِ ، يا أميرَ المُؤمِنينَ ما تَرَكتُ في بَيتي لا سَبَدا ولا لَبَدا ۳ ، ولا ثاغِيَةَ ولا راغِيَةَ ۴ .
فَقالَ : وَاللّهِ ، ما أصبَحَ في بَيتي فَضلٌ عَن قوتي .
فَوَلَّى الأَعرابِيُّ وهُوَ يَقولُ : وَاللّهِ ، لَيَسأَلَنَّكَ اللّهُ عَن مَوقِفي بَينَ يَدَيكَ .
فَبَكى بُكاءً شَديدا ، وأمَرَ بِرَدِّهِ ، وَاستِعادَةِ كَلامِهِ . ثُمَّ بَكى ، فَقالَ : يا قَنبَرُ ائتِنى
¨

1.ربيع الأبرار : ج۲ ص۱۴۸ ؛ المناقب للكوفي : ج۲ ص۶۹ ح۵۵۲ .

2.المناقب للكوفي : ج۲ ص۶۸ ح۵۵۲ .

3.ماله سَبَد ولا لَبَد : أي ماله ذو وَبر ولا صوف ؛ يكنّى بهما عن الإبل والغنم ، وقيل : عن المعز والضأن (لسان العرب : ج۳ ص۲۰۲) .

4.الثاغية : الشاة ، والراغية : الناقة ؛ أي ما له شاة ولا بعير (لسان العرب : ج۱۴ ص۱۱۳) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24545
صفحه از 520
پرینت  ارسال به