259
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

۴۲۱۰.المناقب لابن شهر آشوبـ فِي الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ: سَأَلَهُ أعرابِيٌّ شَيئا ، فَأَمَرَ عليه السلام لَهُ بِأَلفٍ ، فَقالَ الوَكيلُ ۱ : مِن ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ ؟ فَقالَ عليه السلام : كِلاهُما عِندي حَجَرانِ ، فَأَعطِ الأَعرابِيَّ أنفَعَهُما لَهُ ۲ .

۴۲۱۱.الكامل في التاريخ :إنَّهُ [ عَلِيّا عليه السلام ] أخرَجَ سَيفا لَهُ إلَى السّوقِ ، فَباعَهُ ، وقالَ : لَو كانَ عِندي أربَعَةُ دَراهِمَ ثَمَنُ إزارٍ لَم أبِعهُ .
وكانَ لا يَشتَري مِمَّن يَعرِفُهُ ، وإذَا اشتَرى قَميصا قَدَّرَ كُمَّهُ عَلى طولِ يَدِهِ وقَطَعَ الباقِيَ ۳ .

1.لفظ الوكيل قرينة على أنّ المال من أمواله عليه السلام لا من بيت المال .

2.المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۱۸ .

3.الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۴۳ ، البداية والنهاية : ج۸ ص۳ ، تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۸۲ كلاهما عن مجمع التيمي ، المناقب للخوارزمي : ص۱۲۱ ح۱۳۵ عن مجمع التميمي وفيها إلى «لم أبِعه» .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
258

فِي الجِرابِ ، ثُمَّ يَختِمُ عَلَيهِ ؛ مَخافَةَ أن يُزادَ فيهِ مِن غَيرِهِ . ومَن كانَ أزهَدَ فِي الدُّنيا مِن عَلِيٍّ عليه السلام ! ۱

۴۲۰۹.عنه عليه السلام :حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام قالَ : لَمّا تَجَهَّزَ الحُسَينُ عليه السلام إلَى الكوفَةِ أتاهُ ابنُ عَبّاسٍ ، فَناشَدَهُ اللّهَ وَالرَّحِمَ أن يَكونَ هُوَ المَقتولَ بِالطَّفِّ ، فَقالَ : [أنَا أعرَفُ] ۲ بِمَصرَعي مِنكَ ، وما وُكدي مِنَ الدُّنيا إلّا فِراقُها .
أ لا اُخبِرُكَ يَابنَ عَبّاسٍ بِحَديثِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وَالدُّنيا ؟ فَقالَ لَهُ : بَلى ، لَعَمري إنّي لَاُحِبُّ أن تُحَدِّثَني بِأَمرِها .
فَقالَ أبي : قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : حَدَّثَني أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، قالَ : إنّي كُنتُ بِفَدَكَ في بَعضِ حيطانِها ، وقَد صارَت لِفاطِمَةَ عليهاالسلامـ قالَ : ـ فَإِذا أنَا بِامرَأَةٍ قَد قَحَمَت عَلَيَّ وفي يَدي مِسحاةٌ وأنَا أعمَلُ بِها ، فَلَمّا نَظَرتُ إلَيها طارَ قَلبي مِمّا تَداخَلَني مِن جَمالِها ، فَشَبَّهتُها بِبُثَينَةَ بِنتِ عامِرِ الجُمَحِيِّ ـ وكانَت مِن أجمَلِ نِساءِ قُرَيشٍ ـ . فَقالَت : يَابنَ أبي طالِبٍ ، هَل لَكَ أن تَتَزَوَّجَ بي فَاُغنِيَكَ عَن هذِهِ المِسحاةِ ، وأدُلَّكَ عَلى خَزائِنِ الأَرضِ ، فَيَكونَ لَكَ المُلكُ ما بَقيتَ ولِعَقِبِكَ مِن بَعدِكَ ؟ فَقالَ لَها عَلِيٌّ عليه السلام : مَن أنتِ حَتّى أخطُبَكِ مِن أهلِكِ ؟ فَقالَت : أنَا الدُّنيا . قالَ: [قُلتُ] ۳ لَها : فَارجِعي وَاطلُبي زَوجاً غَيري ، وأقبَلتُ عَلى مِسحاتي ، وأنشَأتُ أقولُ :

لَقَد خابَ مَن غَرَّتهُ دُنيا دَنِيّةً
وما هِيَ إن غَرَّت قُروناً بِنائِلِ

أتَتنا عَلى زِيِّ العَزيزِ بُثَينَةَ
وزينَتُها في مِثلِ تِلكَ الشَّمائِلِ

فَقُلتُ لَها غُرّي سِوايَ فَإِنَّني
عَزوفٌ عَنِ الدُّنيا ولَستُ بِجاهِلِ

وما أنَا وَالدُّنيا فَإِنَّ مُحَمَّداً
اُحِلَّ صَريعاً بَينَ تِلكَ الجَنادِلِ

وهَبها أتَتني بِالكُنوزِ ودُرِّها
وأموالِ قارونَ ومُلكِ القَبائِلِ

ألَيسَ جَميعاً لِلفَناءِ مَصيرُها
ويَطلُبُ مِن خُزّانِها بِالطَّوائِلِ

فَغُرِّي سِوايَ إنَّني غَيرُ راغِبٍ
بِما فيكِ مِن مُلكٍ وعِزٍّ ونائِلِ

فَقَد قَنِعَت نَفسي بِما قَد رُزِقتُهُ
فَشَأنَكِ يا دُنيا وأهلَ الغَوائِلِ

فَإِنّي أخافُ اللّهَ يَومَ لِقائِهِ
وأخشى عَذاباً دائِماً غَيرَ زائِلِ ۴

فَخَرَجَ مِن الدُّنيا ولَيسَ في عُنُقِهِ تَبِعَةٌ لِأَحَدٍ ، حَتّى لَقِيَ اللّهَ مَحموداً غَيرَ مَلومٍ ولا مَذمومٍ ، ثُمَّ اقتَدَت بِهِ الأَئِمَّةُ مِن بَعدِهِ بِما قَد بَلَغَكُم ، لَم يَتَلَطَّخوا بِشَيءٍ مِن بَوائِقِها ، عَلَيهِمُ السَّلامُ أجمَعينَ ، وأحسَنَ مَثواهُم ۵ .

1.الغارات : ج۱ ص۸۱ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۰۱ كلاهما عن معاوية بن عمّار .

2.ما بين المعقوفين سقط من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار .

3.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار.

4.وقع تصحيف في بعض الألفاظ فصحّحناها من بحار الأنوار .

5.كشف الريبة : ص۸۹ ، بحار الأنوار : ج۷۵ ص۳۶۲ ح۷۷ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۰۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24599
صفحه از 520
پرینت  ارسال به