القَرنُ الثّالِثَ عَشَرَ
۱۰ / ۴۹
الشَّيخُ كاظِمٌ الاُزرِيُّ ۱
۴۰۸۱.من كبار الشعراء في القرن الثالث عشر ، يقول :
لا فَتى فِي الوُجودِ إلّا عَلِيٌّ
ذاكَ شَخصٌ بِمِثلِهِ اللّهُ باهى
لا تَرُمْ وَصفَهُ فَفيهِ مَعانٍ
لَم يَصِفها إلَا الَّذي سَوّاها
مَن رَآهُ رَأى تَماثيلَ قُدسٍ
عَن ثَناءِ الإِلهِ لا تَتلاها
وُسِمَتْ في ضَميرِهِ حَضرَةُ القُد
سِ فَأَنّى يَفوتُهُ ذِكراها
ما حَوَى الخافِقانِ إنسٌ وجِنٌّ
قَصَباتِ السَّبقِ الَّتي قَد حَواها
ألِفَتهُ بَكَرُ العُلى فَهِيَ تَهوى
حُسنَ أخلاقِهِ كَما يَهواها
شَقَّ مِن ذِكرِهِ العَلِيُّ لَهُ اسما
فَهوَ ذاتُ العَلياءِ جَلَّ ثَناها ۲
له أيضا :
أيُّهَا الرّاكِبُ المُجِدُّ رُوَيدا
بِقُلوبٍ تَقَلَّبَت في جَواها
إن تَراءَت أرضُ الغَرِيّينَ فَاخضَعْ
وَاخلَعِ النَّعلَ دونَ وادي طُواها
وإذا شِمْتَ ۳ قُبَّةَ العالَمِ الأَع
ـلى وأنوارُ رَبِّها تَغشاها
فَتَواضَع فَثَمَّ دارَةُ قُدسٍ
تَتَمَنَّى الأَفلاكُ لَثْمَ ثَراها
قُل لَهُ وَالدُّموعُ سَفحُ عَقيقٍ
وَالحِشى تُصطَلى بِنارِ غَضاها
يَابنَ عَمِّ النَّبِيِّ أنتَ يَدُ اللّ
ـهِ الَّتي عَمَّ كُلَّ شَيءٍ نَداها
أنتَ قُرآنُهُ القَديمُ وأوصا
فُكَ آياتُهُ الَّتي أوحاها
حَسبُكَ ۴ اللّهُ في مَآثِرِ شَتّى
هِيَ مِثلُ الأَعدادِ لا تَتَناهى
لَيتَ عَينا بِغَيرِ رَوضِكَ تَرعى
قَذِيَت وَاستَمَرَّ فيها قَذاها
أنتَ بَعدَ النَّبِيِّ خَيرُ البَرايا
وَالسَّما خَيرُ ما بِها قَمراها
لَكَ ذاتٌ كَذاتِهِ حَيثُ لَولا
أنَّها مِثلُها لَما آخاها
قَد تَراضَعتُما بِثَديِ وِصالٍ
كانَ مِن جَوهَرِ التَّجَلّي غِذاها ۵
له أيضا :
لَكَ نَفسٌ مِن مَعدِنِ اللُّطفِ صيغَتْ
جَعَلَ اللّهُ كُلَّ نَفسٍ فِداها
هِيَ قُطبُ المُكَوَّناتِ ولَولا
ها لَما دارَتِ الرَّحى لَولاها
لَكَ كَفٌّ مِن أبحُرِ اللّهِ تَجري
أنهُرُ الأَنبِياءِ مِن جَدواها
حُزتَ مُلكا مِنَ المَعالي مُحيطا
بِأَقاليمَ يَستَحيلُ انتِهاها
لَيسَ يَحكي دُرِّيَ فَخرِكَ دُرٌّ
أينَ مِن كُدرَةِ المِياهِ صَفاها ۶
1.هو الشيخ كاظم ابن الحاج محمّد التميمي البغدادي ، المعروف بالاُزري ، أديب أريب ، فاضل كامل ، منشئ ، بليغ ، شاعر له ديوان ،وله مدائح في أهل البيت عليهم السلام ، وقصيدته الهائيّة مشهورة وهي المعروفة بالاُزريّة ، حتى أنّ صاحب الجواهر تمنّى أن يكون له أجر هده القصيدة بدل أجر جواهر الكلام الذي لم يُؤلَّف نظيره في الفقه الجعفري لحدّ الآن .
توفّي سنة (۱۲۱۱ ه ) عن عمر يناهز الثمانين في مدينة الكاظميّة المقدّسة ، ودفن في السرداب المعروف بقبر السيّد المرتضى (ريحانة الأدب : ج۱ ص۱۱۰) .
2.قرآن الشعر : ص۵۰ .
3.شِمْتُ مخايل الشيء : إذا تطلّعت نحوها ببصرك منتظراً له (لسان العرب : ج۱۲ ص۳۳۰) .
4.كذا والظاهر أنّها تصحيف «خصّك» .
5.قرآن الشعر : ص۸۵ .
6.قرآن الشعر : ص۸۸ .