181
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

القَرنُ الثّاني عَشَرَ

۱۰ / ۴۶

الشَّيخُ الحُرُّ العامِلِيُّ ۱

۴۰۷۲.من نوادر العلماء في العصور المختلفة ، يقول :
كَيفَ تَحظى بِمَجدِكَ الأَوصِياءُ ؟
وبِهِ قَد تَوَسَّلَ الأَنبِياءُ

ما لِخَلقٍ سِوَى النَّبِيِّ وسِبطَي
ـهِ السَّعيدَينِ هذِهِ العَلياءُ

فَبِكُم آدَمُ استَغاثَ وقَد مَسَّتهُ
بَعدَ المَسَرَّةِ الضَّرّاءُ

يَومَ أمسى فِي الأَرضِ فَرداً غَريباً
ونَأَتْ عَنهُ عُرْسُهُ حَوّاءُ

وبَكى نادِماً عَلى ما بَدا مِن
ـهُ وجُهدُ الصَّبِّ الكئيبِ البُكاءُ

فَتَلَقّى مِن رَبِّهِ كَلِماتٍ
شَرَّفَتها مِن ذِكرِكُم أسماءُ

فَاستُجيبَ الدُّعاءُ مِنهُ ولَولا
ذِكرُكُم مَا استُجيبَ مِنهُ الدُّعاءُ

ثُمَّ يَعقوبُ قَد دَعا مُستَجيراً
مِن بَلاءٍ بِكُم فَزالَ البَلاءُ

وأتاهُ ۲ قَميصُ يوسُفَ وَارتَدَّ
بَصيراً وتَمَّتِ النَّعماءُ

وبِكُم كانَ لِلخَليلِ ابتِهالٌ
ودُعاءٌ لِرَبِّهِ وَاشتِكاءُ

حينَ ألقاهُ عُصبَةُ الكُفرِ فِي النّا
رِ فَما ضَرَّ جِسمَهُ الإِلقاءُ

أ يُضامُ الخَليلُ مِن بَعدِما كا
نَ إلَيكُم لَهُ هَوىً [وَ] ۳ التِجاءُ ؟

وبِكُم يونُسُ استَغاثَ ونوحٌ
إذ طَغَا الماءُ وَاستَجَدَّ العَناءُ

وبِأَسمائِكُم تَوَسَّلَ أيّو
بُ فَزالَت عَنهُ بِهَا الأَسواءُ

يالَهُ سُؤدَداً مَنيعاً رَفيعاً
قَد رَواهُ الأَعداءُ وَالأَولِياءُ

لِعَلِيٍّ مَجدٌ غَداً دونَ أدنا
هُ الثُّرَيّا فِي البُعدِ وَالجَوزاءُ

هُوَ فَضلٌ وعِصمَةٌ ووَفاءٌ
وكَمالٌ ورَأفَةٌ وحَياءُ

ولَكَمْ نالَ سُؤدَداً لَم يُبِن كُنْ
ـهَ عُلاهُ الإِنشادُ وَالإِنشاءُ ؟

وَالحُروفُ الَّتي تَرَكَّبَتِ العَل
ـياءُ مِنها عَينٌ ولامٌ وياءُ

كانَ نوراً مُحَمَّدٌ وعَلِيٌّ
في سَنا آدَمٍ لَهُ لَأْلاءُ

أخَذَ اللّهُ كُلَّ عَهدٍ وميثا
قٍ لَهُ إذ بَدا سَناً وسَناءُ

أيُّ فَخرٍ كَفَخرِهِ وَالنَّبِيّو
نَ عَلَيهِم عَهدٌ لَهُ ووَلاءُ ؟

وبِهِ يُعرَفُ المُنافِقُ إذ كا
نَت لَهُ في فُؤادِهِ بَغضاءُ

ولَعَمري مِن أوَّلِ الأَمرِ لاتَخ
ـفى عَلى ذِي البَصيرَةِ السَّعداءُ

وَلَدَتهُ مُنَزَّهاً اُمُّهُ ما
شانَهُ فِي الوِلادَةِ الأَقذاءُ

داخِلَ الكَعبَةِ الشَّريفَةِ لَم يَد
نُ إلَيها مِنَ الأَنامِ النِّساءُ

لاحَ مِنهُ نورٌ فَأَشرَقَتِ الأَر
ضُ وأَرجاؤُها بِهِ وَالسَّماءُ

كانَ لِلدّينِ في وِلادَتِهِ مِث
ـلُ أخيهِ مَسَرَّةٌ وَازدِهاءُ

يا لَهُ مَولِداً سَعيداً تَجَلَّتْ
عَن مُحَيّاهُ بَهجَةٌ غَرّاءُ

فَهَنيئاً بِهِ لِفاطِمَةَ السَّع
ـدُ الَّذي ما لَهُ مَدىً وَانتِهاءُ

بَل لِدينِ الإِسلامِ مِن غَيرِ شَكٍّ
وَارتِيابٍ قَد كانَ ذاكَ الهَناءُ ۴

1.محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد الحسين . . . ابن الحرّ الرياحي المستشهد أمام الإمام السبط يوم الطفّ هذا الحرّ الشهيد ، هو مؤسّس الشرف الباذخ لآله الكرام وأشهرهم شيخنا المترجم الذي لا تنسى مآثره ، ولا يأتي الزمان على حلقات فضله الكثار ، فلا تزال متواصلة العرى ما دام لأياديه المشكورة عند الاُمّة جمعاء أثر خالد ، وإنّ من أعظمها كتاب وسائل الشيعة في مجلّداتها الضخمة التي تدور عليها رحى الشريعة ، وهو المصدر الفذّ لفتاوي علماء الطائفة ، وإنّ من آثاره أو من مآثره تدوينه لأحاديث أئمّة أهل البيت عليهم السلام في مجلّدات كثيرة . . .ولد المترجم له سنة (۱۰۳۳ ه ) وتوفّي سنة (۱۱۰۴ ه ) (الغدير : ج۱۱ ص۳۳۵) .

2.في المصدر : «وأتاه بكم» ، والصحيح ما ذكرناه .

3.مابين المعقوفين زيادة منّا لتصحيح البيت .

4.الغدير : ج۱۱ ص۳۳۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
180

۴۰۷۱.وله أيضاً :
وشارَكَهُ بِالَّذِي اختَصَّهُ
أخوهُ الَّذي خَصَّهُ بِالإِخا

فَقِسمَةُ طوبى ونارُ العَذابِ
إلَيهِ بِلا شُبهَةٍ أو مِرا

فَإِن كُنتَ في مِرْيَةٍ مِن عُلاهُ
يُخَبِّرْكَ عَنهُ حَديثُ الشِّوى

وفي خَصفِهِ النَّعلَ قَد بُيِّنَتْ
فَضيلَتُهُ وتَجَلَّى العَمى

وفي «أنتَ مِنّي» وُضوحُ الهُدى
وتَزويجُهُ الطُّهرُ خَيرَ النِّسا

وبَعثُ بَراءَةَ نَصٌّ عَلَيهِ
وإنَّ سِواهُ فَلا يُصطَفى

وفي يَومِ خُمٍّ أبانَ النَّبِيُّ
مُوالاتَهُ بِرَفيعِ النِّدا

فَأَوَّلُهُم كانَ سِلماً لَهُ
وفاديهِ بِالنَّفسِ لَيلَ الفِدا

وناصِرُهُ يَومَ فَرَّ الصِّحا
بُ عَنهُ فِراراً كَسِربِ القَطا ۱

1.الغدير : ج۱۱ ص۳۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24283
صفحه از 520
پرینت  ارسال به