۱۰ / ۳۹
اِبنُ العَرَنْدَسِ الحِلِّيُّ ۱
۴۰۶۴.من ذوي الباع في الأدب والفقه ، يقول :
ثُمَّ السَّلامُ مِنَ السَّلامِ عَلَى الَّذي
نُصِبَت لَهُ في خُمِّ راياتُ الوَلا
تالي كِتابِ اللّهِ أكرَمُ مَن تَلا
وأجَلُّ مَن لِلمُصطَفَى الهادي تَلا
زَوجُ البَتولِ أخُ الرَّسولِ مُطَلِّقُ
الدُّنيا وقاليها بِنيرانِ الفِلا
رَجُلٌ تَسَربَلَ بِالعَفافِ وحَبَّذا
رَجُلٌ بِأَثوابِ العَفافِ تَسَربَلا
تَلقاهُ يَومَ السَّلمِ غَيثاً مُسبِلاً
وتَراهُ يَومَ الحَربِ لَيثاً مُشبِلا
ذُو الرّاحَةِ اليُمنَى الَّتي حَسَناتُها
مُدَّت عَلى كَيْوانَ باعاً ۲ أطوَلا
وَالمُعجِزاتُ الباهِراتُ النَّيِّرا
تُ المُشرِقاتُ المُعذِراتُ لِمَن غَلا
مِنها رُجوعُ الشَّمسِ بَعدَ غُروبِها
نَبَأٌ تَصيرُ لَهُ البَصائِرُ ذُهَّلا
ولِسَيرِهِ فَوقَ البِساطِ فَضيلَةٌ
أوصافُها تُعيِي الفَصيحَ المِقْوَلا
وخِطابُ أهلِ الكَهفِ مَنقَبَةٌ غَلَتْ
وعَلَت فَجاوَزَتِ السِّماكَ الأَعزَلا
وصُعودُ غارِبِ أحمَدٍ فَضلٌ لَهُ
دونَ القَرابَةِ وَالصَّحابَةِ أفضَلا
هذَا الَّذي حازَ العُلومَ بِأَسرِها
ما كانَ مِنها مُجمَلاً ومُفَصَّلا
هذَا الَّذي بِصَلاتِهِ وصِلاتِهِ
لِلدّينِ وَالدُّنيا أتَمَّ وأكمَلا
هذَا الَّذي بِحُسامِهِ وقَناتِهِ
في خَيبَرٍ صَعبُ الفُتوحِ تَسَهَّلا
وأبادَ مَرحَبَ فِي النِّزالِ بِضَربَةٍ
أَلقَت عَلَى الكُفّارِ عِبئاً مُثقِلا
وكَتائِبُ الأَحزابِ صَيَّرَ عَمْرَوها
بِدِمائِهِ فَوقَ الرِّمالِ مُرَمَّلا
وتَبوكُ نازَلَ شُوْسَها ۳ فَأَبادَهُمْ
ضَرباً بِصارِمِ عَزمَةٍ لَن يَفلَلا
وبِهِ تَوَسَّلَ آدَمُ لَمّا عَصى
حَتَّى اجتَباهُ رَبُّنا وتَقَبَّلا
وبِهِ دَعا نوحٌ فَسارَت فُلكُهُ
وَالأَرضُ بِالطّوفانِ مُفعَمَةً مَلا
وبِهِ الخَليلُ دَعا فَأَضحَت نارُهُ
بَردا وقَد أذكَت حَريقا مُشعَلا
وبِهِ دَعا موسى تَلَقَّفَتِ العَصا
حَيّاتِ سِحرٍ كُنَّ قِدماً أحْبُلا
وبِهِ دَعا عيسَى المَسيحُ فَأَنطَقَ ال
ـمَيْتَ الدَّفينَ بِهِ وقامَ مِنَ البِلا
وبخُمِّ واخاهُ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ
حَقّا وذلِكَ فِي الكِتابِ تَنَزَّلا
عَذَلَ النَّواصِبُ في هَواهُ وعَنَّفوا
فَعَصَيتُهُم وأطَعتُ فيهِ مَن غَلا
ومَدَحتُهُ رَغما عَلى آنافِهِمْ
مَدحا بِه رَبّي صَدا قَلبي جَلا
وتُرابُ نَعلِ أبي تُرابٍ كُلَّما
مَسَّ القَذا عَيني يَكونُ لَها جَلا
فَعَلَيهِ أضعافُ التَّحِيَّةِ ماسَرى
سارٍ وما سَحَّ السَّحابُ وأهمَلا ۴
1.الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلّي ، الشهير بابن العرندس : أحد أعلام الشيعة ، ومن مؤلّفي علمائها في الفقه والاُصول ، وله مدائح ومراثي لأئمّة أهل البيت عليهم السلام . توفّي حدود سنة (۸۴۰ ه ) بالحلّة الفيحاء ودفن فيها ، وله قبر يزار ويتبرّك به (الغدير : ج۷ ص۱۳) .
2.كَيْوان : نجم يقال له زُحَل (العين : ص۷۲۴) . والباع : السَّعة في المكارم (لسان العرب : ج۸ ص۲۲) .
3.الشُّوْس : جمع الأشْوَس ؛ وهو الجريء على القتال الشديد (لسان العرب : ج۶ ص۱۱۶) .
4.الغدير : ج۷ ص۷ .