۴۰۵۲.وله أيضا :
يا بَرقُ إن جِئتَ الغَرِيَّ فَقُل لَهُ
أ تَراكَ تَعلَمُ مَن بِأَرضِكَ مودَعُ
فيكَ ابنُ عِمرانَ الكَليمُ وبَعدَهُ
عيسى يُقَفّيهِ وأحمَدُ يَتبَعُ
بَل فيكَ جِبريلٌ وميكالٌ وإسْ
ـرافيلُ وَالمَلَأُ المُقَدَّسُ أجمَعُ
بَل فيكَ نورُ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ
لِذَوِي البَصائِرِ يُستَشَفُّ ويَلمَعُ
فيكَ الإِمامُ المُرتَضى فيكَ الوَصِيُّ
المُجتَبى فيكَ البَطينُ الأَنزَعُ
الضّارِبُ الهامِ المُقَنَّعُ فِي الوَغى
بِالخَوفِ لِلبُهَمِ ۱ الكُماةِ ۲ يُقَنَّعُ
وَالسَّمهَرِيَّةُ ۳ تَستَقيمُ وتَنحَني
فَكَأَنَّها بَينَ الأَضالِعِ أضلَعُ
وَالمُترِعُ ۴ الحَوضِ المُدَعدِعِ ۵ حَيثُ
لا وادٍ يَفيضُ ولا قَليبٌ ۶ يَترَعُ
ومُبَدِّدُ الأَبطالِ حَيثُ تَأَلَّبوا
ومُفَرِّقُ الأَحزابِ حَيثُ تَجَمَّعُ
وَالحِبرُ يَصدَعُ بِالمَواعِظِ خاشِعا
حَتّى تَكادَ لَهَا القُلوبُ تَصَدَّعُ
حَتّى إذَا استَعَرَ الوَغى مُتَلَظِّيا
شَرِبَ الدِّماءَ بِغُلَّةٍ ۷ لا تَنقَعُ ۸
مُتَجَلبِبا ثَوبا مِنَ الدَّمِ قانِيا
يَعلوهُ مِن نَقعِ ۹ المَلاحِمِ بُرقُعُ
زُهدُ المَسيحِ وفَتكَةُ الدَّهرِ الَّذي
أودى بِها كَسرى وفَوَّزَ تُبَّعُ
هذا ضَميرُ العالَمِ المَوجودِ عَن
عَدَمٍ وسِرُّ وُجودِهِ المُستَودَعُ
هذِي الأَمانَةُ لا يَقومُ بِحَملِها
خَلقاءُ هابِطَةٌ وأطلَسُ أرفَعُ ۱۰
تَأبَى الجِبالُ الشُّمُّ عَن تَقليدِها
وتَضِجُّ تَيهاءٌ وتَشفَقُ بُرقُعُ ۱۱
هذا هُوَ النّورُ الَّذي عَذَباتُهُ
كانَت بِجَبهَةِ آدَمٍ تَتَطَلَّعُ ۱۲
1.البُهَم : جمع بُهْمَة ـ بالضمّ ـ : وهو الشجاع . وقيل : هو الفارس الذي لايُدرى من أين يؤتى له من شدّة بأسه (لسان العرب : ج۱۲ ص۵۸) .
2.الكماة : جمع كَميّ ؛ وهو الشجاع (القاموس المحيط : ج۴ ص۳۸۳) .
3.السمهري : الرمح الصلب (القاموس المحيط : ج۲ ص۵۲) .
4.أترعَ الحوضَ : ملأه (القاموس المحيط : ج۳ ص۸) .
5.المدعدِع : من دعدعتُ الشيء ؛ ملأته (لسان العرب : ج۸ ص۸۶) .
6.القليب : البئر التي لم تطو (النهاية : ج۴ ص۹۸) .
7.الغُلّة : حرارة العطش (مجمع البحرين : ج۲ ص۱۳۳۱) .
8.ينقع به العطش : أي يروى (النهاية : ج۵ ص۱۰۸) .
9.النَّقْع : الغبار الساطع (لسان العرب : ج۸ ص۳۶۲) .
10.صخرة خلقاء : ليس فيها وَصْم ولا كسر (لسان العرب : ج۱۰ ص۹۰) . والأطلس : الفلك التاسع .
11.فلاة تيهاء : مضلّة ، أي يتيه فيها الإنسان (لسان العرب : ج۱۳ ص۴۸۲) ، والبُِرقِع : اسمٌ للسماء ف(تاج العروس : ج۱۱ ص۱۴) ، ويريد بذلك قوله : «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ» الآية (الأحزاب : ۷۲) ويريد بالأمانة ، عليّا عليه السلام ومحبّته .
12.الروضة المختارة : ص۱۳۶ .