القَرنُ الثّاني
۱۰ / ۷
الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ الأَسَدِيُّ ۱
۴۰۰۱.من أشهر وأشجع شعراء أهل البيت عليهم السلام، يقول :
عَلِيٌّ أميرُ المُؤمِنينَ وحَقُّهُ
مِنَ اللّهِ مَفروضٌ عَلى كُلِّ مُسلِمِ
وإنَّ رَسولَ اللّهِ أوصى بِحَقِّهِ
وأشرَكَهُ في كُلِّ حَقٍّ مُقَسَّمِ
وزَوَّجَهُ صِدّيقَةً لَم يَكُن لَها
مُعادِلَةٌ غَيرُ البَتولَةِ مَريَمِ
ورَدَّمَ أبوابَ الَّذينَ بَنى لَهُم
بُيوتا سِوى أبوابِهِ لَم يُرَدِّمِ
وأوجَبَ يَوما بِالغَديرِ وِلايَةً
عَلى كُلِّ بَرٍّ مِن فَصيحٍ وأعجَمِ ۲
۴۰۰۲.وله أيضا :
نَفى عَن عَينِكَ الأرَقُ الهُجوعا
وهَمٌّ يَمتَري مِنهَا الدُّموعا
دَخيلٌ فِي الفُؤادِ يَهيجُ سُقما
وحُزنا كانَ مِن جَذَلٍ مَنوعا
وتَوكافُ ۳ الدُّموعِ عَلَى اكتِئابٍ
أحَلَّ الدَّهرُ موجَعَهُ الضُّلوعا
تَرَقرَقُ أسحَما دَرَرا وسَكبا
يُشَبَّهُ سَحُّها غَربا هَموعا ۴
لِفِقدانِ الخَضارِمِ مِن قُرَيشٍ
وخَيرِ الشّافِعينَ مَعا شَفيعا
لَدَى الرَّحمنِ يَصدَعُ بِالمَثاني
وكانَ لَهُ أبو حَسَنٍ قَريعا
حَطوطا في مَسَرَّتِهِ ومَولىً
إلى مَرضاةِ خالِقِهِ سَريعا
وأصفاهُ النَّبِيُّ عَلَى اختِيارٍ
بِما أعيَا الرَّفوضَ لَهُ المُذيعا
ويَومَ الدَّوحِ دَوحِ غَديرِ خُمٍّ
أبانَ لَهُ الوِلايَةَ لَو اُطيعا
ولكِنَّ الرِّجالَ تَبايَعوها
فَلَم أَرَ مِثلَها خَطَرا مَبيعا ۵
1.أبو المستهل الكميت بن زيد بن خنيس : قال أبو الفرج : شاعر مقدّم عالم بلغات العرب ، خبير بأيّامها ، من شعراء مضر وألسنتها ، وكان في أيّام بني اُميّة ، ولم يدرك الدولة العبّاسيّة ومات قبلها ، وكان معروفا بالتشيّع لبني هاشم مشهورا بذلك . وقال بعضهم : كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب أسد ، فقيه الشيعة ، حافظ القرآن العظيم ، ثبت الجنان ، كاتبا حسن الخطّ ، نسّابة جدلاً ، وهو أوّل من ناظر في التشيّع ، راميا لم يكن في أسد أرمى منه ، فارسا شجاعا سخيّا ديّنا ، وهو شاعر أهل البيت عليهم السلام ، وقد ورد عنهم عليهم السلام في حقّه مدائح قيّمة ، ولادته سنة (۶۰ ه ) ووفاته سنة (۱۲۶ ه ) (راجع الغدير : ج۲ ص۱۹۵ و ص۲۱۱) .
2.الغدير : ج۲ ص۱۹۵ .
3.وَكَفَ الدمع : تقاطر (النهاية : ج۵ ص۲۲۰) .
4.الأسْحَم : السحاب ، يقال : أسحمتِ السماءُ : جسّت ماءها ، والغَرْب : الدلو العظيمة ، وَهَمَعَ : سال (لسان العرب : ج۱۲ ص۲۸۲ و ج۱ ص۶۴۲ و ج۸ ص۳۷۵) .
5.الغدير : ج۲ ص۱۸۰ .