۱۰ / ۵
اُمُّ الهَيثَمِ بِنتُ الأَسوَدِ النَّخَعِيَّةُ ۱
۳۹۹۸.من صحابيّات أمير المؤمنين عليه السلام ، تقول في رثائه :
ألا يا عَينُ وَيحَكِ فَاسعَدينا
أ لا تَبكي أميرَ المُؤمِنينا!
رُزينا خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا
وخَيَّسَها ۲ ومَن رَكِبَ السَّفينا
ومَن لَبِسَ النِّعالَ ومَن حَذاها
ومَن قَرَأَ المَثانِيَ وَالمِئينا
وكُنّا قَبلَ مَقتَلِهِ بِخَيرٍ
نَرى مَولى رَسولِ اللّهِ فينا
يُقيمُ الدّينَ لا يَرتابُ فيهِ
ويَقضي بِالفَرائِضِ مُستَبينا
ويَدعو لِلجَماعَةِ مَن عَصاهُ
ويَنْهَكُ ۳ قَطعَ أيدِي السّارِقينا
ولَيسَ بِكاتِمٍ عِلما لَدَيهِ
ولَم يَخلُق مِنَ المُتَجَبِّرينا
لَعَمرُ أبي لَقَد أصحابُ مِصرٍ
عَلى طولِ الصَّحابَةِ أوجَعونا
وغَرّونا بِأَنَّهُمُ عُكوفٌ
ولَيسَ كَذاكَ فِعلُ العاكِفينا
أفي شَهرِ الصِّيامِ فَجَعتُمونا
بِخَيرِ النّاسِ طُرّا أجمَعينا
ومِن بَعدِ النَّبِيِّ فَخَيرُ نَفسٍ
أبو حَسَنٍ وخَيرُ الصّالِحينا
كَأَنَّ النّاسَ إذ فَقَدوا عَلِيّا
نَعامٌ جالَ في بَلَدٍ سِنينا
ولَو أنّا سُئِلنَا المالَ فيهِ
بَذَلنَا المالَ فيهِ وَالبَنينا
أشابَ ذُؤابَتي وأطالَ حُزني
اُمامَةُ حينَ فارَقَتِ القَرينا
تَطوفُ بِهِ لِحاجَتِها إلَيهِ
فَلَمَّا استَيأَسَت رَفَعَت رَنينا
وعَبرَةُ اُمِّ كُلثومٍ إلَيها
تُجاوِبُها وقَد رَأَتِ اليَقينا
فَلا تَشمَت مُعاوِيَةَ بنَ صَخرٍ
فَإِنَّ بَقِيَّةَ الخُلَفاءِ فينا
وأجمَعنَا الإِمارَةَ عَن تَراضٍ
إلَى ابنِ نَبِيِّنا وإلى أخينا
ولا نُعطي زِمامَ الأَمرِ فينا
سِواهُ الدَّهرَ آخِرَ ما بَقينا
وإنّ سَراتَنا ۴ وذَوي حِجانا
تَواصَوا أن نُجيبَ إذا دُعينا
بِكُلِّ مُهَنَّدٍ عَضبٍ وجُردٍ
عَلَيهِنَّ الكُماةُ مُسَوَّمينا ۵
1.اُمّ الهيثم بنت الأسود ـ ويقال : بنت العريان ـ النخعيّة : تابعيّة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، شاعرة . ولم نجد من ذكرها باسم غير اُمّ الهيثم ، ولعلّ اسمها كنيتها ، أو أنّها اشتهرت بالكنية .
وقد اختلف الرواة في رواية هذه القصيدة اختلافا كثيرا ، ويظهر أنّه وقع خلط من المؤرّخين بين القصيدة وقصيدة أبي الأسود الدؤلي التي هي على وزنها وقافيتها ، حتى أنّ القصيدة المنسوبة إلى اُمّ الهيثم نسبها بعضهم بتمامها إلى أبي الأسود ، والظاهر أنّه لاتّحاد الوزن والقافية بين القصيدتين اُدخل شيء من قصيدتها في قصيدة أبي الأسود وبالعكس اشتباها (راجع أعيان الشيعة : ج۳ ص۴۸۸) .
2.خيّسه : راضه وذلّله بالركوب (النهاية : ج۲ ص۹۲) .
3.النَّهْك : المبالغة في كلّ شيء (لسان العرب : ج۱۰ ص۵۰۰) أي يبالغ في العقوبة .
4.سَراتنا : أي أشرافنا (النهاية : ج۲ ص۳۶۳) .
5.مقاتل الطالبيّين : ص۵۵ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۳۱۵ عن أبي الأسود الدؤلي وفيه بعض الأبيات .