117
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس

۱۰ / ۹

العَبدِيُّ الكوفِيُّ ۱

۴۰۰۹.من الشعراء الممدوحين لدى أهل البيت عليهم السلام، يقول :

بَلِّغ سَلامِيَ قَبرا بِالغَرِيِّ حَوى
أوفَى البَرِيَّةِ مِن عُجمٍ ومِن عَرَبِ

وَاجعَل شِعارَكَ للّهِ الخُشوعَ بِهِ
ونادِ خيرَ وَصِيٍّ صِنوِ خَيرِ نَبِيِّ

اِسمَعْ أبا حَسَنٍ إنَّ الاُلى عَدَلوا
عَن حُكمِكَ انقَلَبوا عَن شَرِّ مُنقَلَبِ

ما بالُهُم نَكَبوا نَهجَ النَّجاةِ وقَد
وَضَّحتَهُ وَاقتَفَوا نَهجا مِنَ العَطَبِ ؟ !

ودافَعوكَ عَنِ الأَمرِ الَّذي اعتَلَقَت
زِمامَهُ مِن قُرَيشٍ كَفُّ مُغتَصِبِ

إلى أن قال :

وكانَ أوَّلَ مَن أوصى بِبَيعَتِهِ
لَكَ النَّبِيُّ ولكِن حالَ مِن كَثَبِ

حتّى إذا ثالِثٌ مِنهُم تَقَمَّصَها
وقَد تَبَدَّلَ مِنهَا الجِدُّ بِاللَّعِبِ

عادَت كَما بُدِئَت شَوهاءَ جاهِلةً
تَجُرُّ فيها ذِئابٌ أكلَةَ الغَلَبِ

وكانَ عَنها لَهُم في «خُمٍّ» مُزدَجَرٌ
لَمّا رَقى أحمَدُ الهادي عَلى قَتَبِ ۲

وقالَ وَالنّاسُ مِن دانٍ إلَيهِ ومِن
ثاوٍ لَدَيهِ ومِن مُصغٍ ومُرتَقِبِ

قُم يا عَلِيُّ فَإِنّي قَد اُمِرتُ بِأَن
اُبلِّغَ النّاسَ وَالتَّبليغُ أجدَرُ بي

إني نَصَبتُ عَلِيّا هادِيا عَلَما
بَعدي وإنَّ عَلِيّا خيرُ مُنتَصَبِ

فَبايَعوكَ وكُلٌّ باسِطٌ يَدَهُ
إلَيكَ مِن فَوقِ قَلبٍ عَنكَ مُنقَلِبِ

إلى أن قال :

لَكَ المَناقِبُ يَعيَى الحاسِبونَ بِها
عَدّا ويَعجِزُ عَنها كُلُّ مُكتَتِبِ

كَرَجعَةِ الشَّمسِ إذ رُمتَ الصَّلاةَ وقَد
راحَت تَوارى عَنِ الأَبصارِ بِالحُجُبِ

رُدَّت عَلَيكَ كَأَنَّ الشُّهبَ مَا اتَّضَحَت
لِناظرٍ وكَأَنَّ الشَّمسَ لَم تَغِبِ

وفي بَراءَةَ أنباءٌ عَجائِبُها
لَم تُطوَ عَن نازِحٍ يَوما ومُقتَرِبِ

ولَيلَةَ الغارِ لَما بِتَّ مُمتَلِئاً
أمنا وغَيرُكَ مَلآنٌ مِنَ الرُّعُبِ

ما أنتَ إلّا أخُو الهادي وناصِرُهُ
ومُظهِرُ الحَقِّ وَالمَنعوتُ فِي الكُتُبِ

وزَوجُ بَضعَتِهِ الزَّهراءِ يَكنُفُها
دونَ الوَرى وأبو أبنائِهِ النُّجُبِ ۳

1.أبو محمّد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي : من شعراء أهل البيت الطاهر ، المتزلّفين إليهم بولائه وشعره ، المقبولين عندهم لصدق نيّته وانقطاعه إليهم ، قال الإمام الصادق عليه السلام : «علّموا أولادكم شعر العبدي ، فإنّه على دين اللّه » (رجال الكشّي : ج۲ ص۷۰۴ الرقم۷۴۸) ، ولم نجد في غير آل اللّه له شعرا ، وإنّ الواقف على شعره وما فيه من الجودة والجزالة والسهولة والعذوبة والمتانة ويرى ثناء الحِمْيري سيّد الشعراء عليه بأنّه أشعر الناس من أهله في محلّه (راجع الغدير : ج۲ ص۲۹۴ ـ ۲۹۷) .

2.القَتَب : رَحلٌ صغير على قدر السنام (الصحاح : ج۱ ص۱۹۸) .

3.الغدير : ج۲ ص۲۹۱ ـ ۲۹۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
116

۴۰۰۷.وله أيضا :
وَلَدَتهُ في حَرَمِ الإِلهِ وأمنِهِ
وَالبَيتُ حَيثُ فِناؤُهُ وَالمَسجِدُ

بَيضاءُ طاهِرَةُ الثِّيابِ كَريمَةٌ
طابَت وطابَ وَليدُها وَالمَولِدُ

في لَيلَةٍ غابَت نُحوسُ نُجومِها
وبَدَت مَعَ القَمَرِ المُنيرِ الأَسعَدُ

ما لُفَّ في خِرَقِ القَوابِلِ مِثلُهُ
إلَا ابنُ آمَنَةَ النَّبِيُّ مُحَمَّدُ ۱

۴۰۰۸.وله أيضا :
أعلِماني أيَّ بُرهانٍ جَلِيّْ
فَتَقولانِ بِتَفضيلِ عَلِيّْ ؟

بَعدَما قامَ خَطيبا مُعلِنا
يَومَ «خُمٍّ» بِاجتِماعِ المَحفِلِ

أحمَدُ الخَيرِ ونادى جاهِرا
بِمَقالٍ مِنهُ لَم يُفتَعَلِ

قالَ : إنَّ اللّهَ قَد أخبَرَني
في مَعاريضِ الكِتابِ المُنزَلِ

أنَّهُ أكمَلَ دينا قَيِّما
بِعَلِيٍّ بَعدَ أن لَم يَكمُلِ

وَهْوَ مَولاكُم فَوَيلٌ لِلَّذي
يَتَوَلّى غَيرَ مَولاهُ الوَلِيّْ

وهْوَ سَيفي ولِساني ويَدي
ونَصيري أبَدا لَم يَزَلِ

وَهْوَ صِنوي وصَفِيّي وَالَّذي
حُبُّهُ فِي الحَشرِ خَيرُ العَمَلِ

نورُهُ نوري ونوري نورُهُ
وَهْوَ بِي مُتَّصِلٌ لَم يُفصَلِ

وَهْوَ فيكُم مِن مَقامي بَدَلٌ
وَيلُ مَن بَدَّلَ عَهدَ البَدَلِ

قَولُهُ قَولي فَمَن يَأمُرهُ
فَليُطِعهُ فيهِ وَليَمتَثِلِ

إنَّما مَولاكُمُ بَعدي إذا
حانَ مَوتي ودَنا مُرتَحَلي

اِبنُ عَمّي ووَصِيّي وأخي
ومُجيبي فِي الرَّعيلِ الأَوَّلِ

وَهْوَ بابٌ لِعُلومي فَسُقوا
ماءَ صَبِرٍ بِنَقيعِ الحَنظَلِ

قَطَّبوا في وَجهِهِ وَائتَمَروا
بَينَهُم فيهِ بِأَمرٍ مُعضِلِ ۲

1.ديوان السيّد الحميري : ص۱۵۵ الرقم۴۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۲ ص۱۷۵ ، روضة الواعظين : ص۹۳ .

2.الغدير : ج۲ ص۲۲۶ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۲۴ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب علیه السلام في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الخامس
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 24408
صفحه از 520
پرینت  ارسال به