۲۶۸۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كَلامٍ لَهُ فِي الخَوارِجِ لَمّا سَمِعَ قَولَهُم : لا حُكمَ إلّا للّهِِ ـ: كَلِمَةُ حَقٍّ يُرادُ بِها باطِلٌ ! نَعَم ، إنَّهُ لا حُكمَ إلّا للّهِِ ، ولكِن هؤُلاءِ يَقولونَ : لا إمرَةَ إلّا للّهِِ ، وإنَّهُ لابُدَّ لِلنّاسِ مِن أميرٍ ؛ بَرٍّ أو فاجِرٍ ؛ يَعمَلُ في إمرَتِهِ المُؤمِنُ ، ويَستَمتِعُ فيهَا الكافِرُ ، ويُبَلِّغُ اللّهُ فيهَا الأَجَلَ ، ويُجمَعُ بِهِ الفَيءُ ، ويُقاتَلُ بِهِ العَدُوُّ ، وتَأمَنُ بِهِ السُّبُلُ ، ويُؤخَذُ بِهِ لِلضَّعيفِ مِنَ القَوِيِّ ، حَتّى يَستَريحَ بَرٌّ ، ويُستَراحَ مِن فاجِرٍ ۱ .
۲۶۸۷.نهج البلاغة :رُوِيَ أنَّهُ عليه السلام كانَ جالِسا في أصحابِهِ ، فَمَرَّت بِهِمُ امرَأَةٌ جَميلَةٌ ، فَرَمَقَها القَومُ بِأَبصارِهِم ، فَقالَ عليه السلام : إنَّ أبصارَ هذِهِ الفُحولِ طَوامِحُ ، وإنَّ ذلِكَ سَبَبُ هَبابِها ۲ ، فَإِذا نَظَرَ أحَدُكُم إلَى امرَأَةٍ تُعجِبُهُ فَليُلامِس أهلَهُ ، فَإِنَّما هِيَ امرَأَةٌ كَامرَأَتِهِ .
فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الخَوارِجِ : قاتَلَهُ اللّهُ ، كافِرا ما أفقَهَهُ !
فَوَثَبَ القَومُ لِيَقتُلوهُ . فَقالَ عليه السلام : رُوَيدا ؛ إنَّما هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ ، أو عَفوٌ عَن ذَنبٍ ۳ .
۳ / ۶
بَيعَتُهُم عَبدَ اللّهِ بنَ وَهبٍ
۲۶۸۸.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة :إنَّ عَلِيّا لَمّا بَعَثَ أبا موسى لِاءِنفاذِ الحُكومَةِ لَقِيَتِ الخَوارِجُ بَعضُها بَعضا ، فَاجتَمَعوا في مَنزِلِ عَبدِ اللّهِ بنِ وَهَبٍ الرّاسِبِيِّ ، فَحَمِدَ اللّهَ عَبدُ اللّهِ بنُ وَهبٍ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ ، فَوَاللّهِ مايَنبَغي لِقَومٍ يُؤمِنونَ بِالرَّحمنِ ويُنيبونَ إلى حُكمِ القُرآنِ أن تَكونَ هذِهِ الدّنيَا ـ الَّتِي الرِّضا بِها وَالرُّكونُ بِها وَالإِيثارُ إيّاها عَناءٌ وتَبارٌ ـ آثَرَ عِندَهُم مِنَ الأَمرِ بِالمَعروفِ ، وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ ، وَالقَولِ بِالحَقِّ ، وإن مُنَّ وضُرَّ فَإِنَّهُ مَن يُمَنُّ ويُضَرُّ في هذِهِ الدُّنيا فَإِنَّ ثوابَهُ يَومَ القيامَة