الظُّهرَ ، وَانصَرَفوا مَعَهُ إلَى الكوفَةِ . ثُمَّ اختَلَفوا بَعدَ ذلِكَ في رَجعَتِهِم ، ولامَ بَعضُهُم بَعضا ^۱ .

۳ / ۵

صَبرُ الإِمامِ عَلى أذاهُم ورِفقُهُ بِهِم

۲۶۸۰.تاريخ الطبري عن أبي رزين :لَمّا وَقَعَ التَّحكيمُ ورَجَعَ عَلِيٌّ مِن صِفّينَ رَجَعوا مُبايِنينَ لَهُ ، فَلَمّا انتَهَوا إلى النَّهرِ أقاموا بِهِ ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ فِي النّاسِ الكوفَةَ ، ونَزَلوا بِحَرَوراءَ ، فَبَعَثَ إلَيهِم عَبدَ اللّهِ بنَ عَبّاسٍ ، فَرَجَعَ ولَم يَصنَع شَيئا . فَخَرَجَ إلَيهِم عَلِيٌّ فَكَلَّمَهُم حَتّى وَقَعَ الرِّضا بَينَهُ وبَينَهُم ، فَدَخَلُوا الكوفَةَ .
فَأَتاهُ رَجُلٌ فَقالَ : إنَّ النّاسَ قَد تَحَدَّثوا أنَّكَ رَجَعتَ لَهُم عَن كُفرِكَ .
فَخَطَبَ النّاسَ في صَلاةِ الظُّهرِ ، فَذَكَرَ أمرَهُم ، فَعابَهُ ، فَوَثَبوا مِن نَواحِي المَسجِدِ يَقولونَ : لا حُكمَ إلّا للّهِِ .
وَاستَقبَلَهُ رَجُلٌ مِنهُم واضِعٌ إصبَعَيهِ في اُذُنَيهِ ، فَقالَ : «وَ لَقَدْ أُوحِىَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَـئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَـسِرِينَ » ^۲ .
فَقالَ عَلِيٌّ : «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ » ^۳ . ^۴

۲۶۸۱.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ عَلِيّا عليه السلام كانَ في صَلاةِ الصُّبحِ فَقَرَأَ ابنُ الكَوّا وهُوَ خَلفَهُ : «وَ لَقَدْ أُوحِىَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَـئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَـسِرِينَ » . فَأَنصَتَ عَلِيٌّ عليه السلام ؛ تَعظيما لِلقُرآنِ حَتّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ ، ثُمَّ عادَ فى ¨

إنّي صَحِبتُهُم وعَرَفتُهُم أطفالاً ورِجالاً ، فَكانوا شَرَّ أطفالٍ وشَرَّ رِجالٍ . اِمضُوا عَلى حَقِّكُم وصِدقِكُم ، فَإِنَّما رَفَعَ القَومُ هذِهِ المَصاحِفَ خَديعَةً ودَهنا ^۱ ومَكيدَةً ، فَرَدَدتُم عَلَيَّ رَأيي ، وقُلتُم : لا ، بَل نَقبَلُ مِنهُم . فَقُلتُ لَكُم : اُذكُروا قَولي لَكُم ، ومَعصِيَتَكُم إيّايَ ، فَلَمّا أبَيتُم إلَا الكِتابَ اشتَرَطتُ عَلَى الحَكَمَينِ أن يُحييا ما أحيَا القُرآنُ ، وأن يُميتا ما أماتَ القُرآنُ ، فَإِن حَكَما بِحُكمِ القُرآنِ فَلَيسَ لَنا أن نُخالِفُ حَكَما يَحكُمُ بِما فِي القُرآنِ ، وإن أبَيا فَنَحنُ مِن حُكمِهِما بُرَآءُ .
قالوا لَهُ : فَخَبِّرنا أ تَراهُ عَدلاً تَحكيمَ الرّجالِ فِي الدِّماءِ ؟
فَقالَ : إنّا لَسنا حَكَّمَنَا الرِّجالَ ، إنَّما حَكَّمَنَا القُرآنَ ، وهذَا القُرآنُ إنَّما هُوَ خَطٌّ مَسطورٌ بَينَ دَفَّتَينِ لا يَنطِقُ ، إنَّما يَتَكَلَّمُ بِهِ الرِّجالُ .
قالوا : فَخَبِّرنا عَنِ الأَجَلِ ، لِمَ جَعَلتَهُ فيما بَينَكَ وبَينَهُم ؟
قالَ : لِيَعلَمَ الجاهِلُ ، ويَتَثَبَّتَ العالِمُ ، ولَعَلَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ يُصلِحُ في هذِهِ الهُدنَةِ هذِهِ الاُمَّةَ . اُدخُلوا مِصرَكُم رَحِمَكُمُ اللّهُ . فَدَخَلوا مِن عِندِ آخِرِهِم ^۲ .

۲۶۷۹.العقد الفريدـ في ذِكرِ كَلامِ الإِمامِ مَعَ ابنِ الكَوّاءِ ـ: فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَابنَ الكَوّاءِ ، إنَّهُ مَن أذنَبَ في هذَا الدّينِ ذَنبا يَكونُ فِي الإِسلامِ حَدَثا استَتَبناهُ مِن ذلِكَ الذَّنبِ بِعَينِهِ ، وإنَّ تَوبَتَكَ أن تَعرِفَ هُدى ما خَرَجتَ مِنهُ ، وضَلالَ ما دَخَلتَ فيهِ .
قالَ ابنُ الكَوّاءِ : إنَّنا لا نُنكِرُ أنّا قَد فُتِنّا . فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ عَمرِو بنِ جُرموزٍ : أدرَكنا وَاللّهِ هذِهِ الآيَةَ: «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ» ^۳ ـ وكانَ عَبدُ اللّهِ مِن قُرّاءِ أهلِ حَرَوراءَ ـ . فَرَجَعوا فَصَلّوا خَلفَ عَلِى ¨ٍّ