قالَ : فَعِندَها بَطَنَ ۱ ابنُ الكَوّاءِ فَرَسَهُ وصارَ إلى عَلِيٍّ مَعَ العَشَرَةِ الَّذينَ كانوا مَعَهُ ، ورَجَعوا عَن رَأيِ الخَوارِجِ ، وَانصَرَفوا مَعَ عَلِيٍّ إلَى الكوفَةِ ، وتَفَرَّقَ الباقونَ وهُم يَقولونَ : لا حُكمَ إلّا للّهِِ ، ولا طاعَةَ لِمَن عَصَى اللّهَ ۲ .
۲۶۷۶.الأخبار الطوالـ في ذِكرِ احتِجاجاتِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى الخَوارِجِ ـ: قالَ : لِيَخرُج إلَيَّ رَجُلٌ مِنكُم تَرضونَ بِهِ حَتّى أقولَ ويَقولَ ، فَإِن وَجَبَت عَلَيَّ الحُجَّةُ أقرَرتُ لَكُم وتُبتُ إلَى اللّهِ ، وإن وَجَبَت عَلَيكُم فَاتَّقُوا الَّذي مَرَدُّكُم إلَيهِ .
فَقالوا لِعَبدِ اللّهِ بنِ الكَوّاءِ ـ وكانَ مِن كُبَرائِهِم ـ : اُخرُج إلَيهِ حَتّى تُحاجَّهُ ، فَخَرَجَ إلَيهِ . فَقالَ عَلِيٌّّ : هَل رَضيتُم ؟ قالوا : نَعَم . قالَ : اللّهُمَّ اشهَد ؛ فَكفى بِكَ شَهيدا .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : يَابنَ الكَوّاءِ ، مَا الَّذي نَقَمتُم عَلَيَّ بَعدَ رِضاكُم بِوِلايَتي ، وجِهادِكُم مَعي ، وطاعَتِكُم لي ؟ فَهلّا بَرِئتُم مِنّي يَومَ الجَمَلِ ؟
قالَ ابنُ الكَوّاءِ : لَم يَكُن هُناكَ تَحكيمٌ .
فَقالَ عَلِيٌّ : يَابنَ الكَوّاءِ ، أنَا أهدى أم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟
قالَ ابنُ الكَوّاءِ : بَل رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : فَما سَمِعتَ قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ : «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ» ۳ ، أكانَ اللّهُ يَشُكَّ أنَّهُم هُمُ الكاذِبونَ ؟
قالَ : إنَّ ذلِكَ احتِجاجٌ عَلَيهِم ، وأنتَ شَكَكتَ في نَفسِكَ حينَ رَضيتَ بِالحَكَمَينِ ، فَنَحنُ أحرى أن نَشُكَّ فيكَ .