641
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

قالَ : وإنَّ اللّهَ تَعالى يَقولُ : «فَأْتُواْ بِكِتَـبٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ» ۱ .
قالَ ابنُ الكَوّاءِ : ذلِكَ أيضا احتِجاجٌ مِنهُ عَلَيهِم .
فَلَم يَزَل عَلِيٌّ عليه السلام يُحاجُّ ابنَ الكَوّاءِ بِهذا وشِبهِهِ ، فَقالَ ابنُ الكَوّاءِ : أنتَ صادِقٌ في جَميعِ ما تَقولُ ، غَيرَ أنَّكَ كَفَرتَ حينَ حَكَّمتَ الحَكَمَينِ .
قالَ عَلِيٌّ : وَيحَكَ يَابنَ الكَوّاءِ ، إنّي إنَّما حَكَّمتُ أبا موسى وَحدَهُ ، وحَكَّمَ مُعاوِيَةُ عَمراً .
قالَ ابنُ الكَوّاءِ : فَإِنَّ أبا موسى كانَ كافِراً .
قالَ عَلِيٌّ : وَيحَكَ ، مَتى كَفَرَ ، أحينَ بَعَثتُهُ ، أم حينَ حَكَمَ ؟
قالَ : لا ، بَل حينَ حَكَمَ .
قالَ : أفَلا تَرى أنّي إنَّما بَعَثتُهُ مُسلِما ، فَكَفَرَ ـ في قَولِكَ ـ بَعدَ أن بَعَثتُهُ ، أرَأَيتَ لَو أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَعَثَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ إلى اُناسٍ مِنَ الكافِرينَ لِيَدعُوَهُم إلَى اللّهِ ، فَدَعاهُم إلى غَيرِهِ ، هَل كانَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن ذلِكَ شَيءٌ ؟
قالَ : لا .
قالَ : وَيحَكَ ، فَما كانَ عَلِيَّ إن ضَلَّ أبو موسى ؟ أفَيَحِلُّ لَكُم بِضَلالَةِ أبي موسى أن تَضَعوا سُيوفَكُم عَلى عَواتِقِكُم فَتَعتَرِضوا بِهَا النّاسَ ؟ !
فَلَمّا سَمِعَ عُظَماءُ الخَوارِجِ ذلِكَ قالوا لِابنِ الكَوّاءِ : اِنصَرِف ، ودَع مُخاطَبَةَ الرَّجُلِ .
فَانصَرَفَ إلى أصحابِهِ ، وأبَى القَومُ إلَا التَّمادِيَ فِي الغَيِّ ۲ .

1.القصص : ۴۹ .

2.الأخبار الطوال : ص۲۰۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
640

قالَ : فَعِندَها بَطَنَ ۱ ابنُ الكَوّاءِ فَرَسَهُ وصارَ إلى عَلِيٍّ مَعَ العَشَرَةِ الَّذينَ كانوا مَعَهُ ، ورَجَعوا عَن رَأيِ الخَوارِجِ ، وَانصَرَفوا مَعَ عَلِيٍّ إلَى الكوفَةِ ، وتَفَرَّقَ الباقونَ وهُم يَقولونَ : لا حُكمَ إلّا للّهِِ ، ولا طاعَةَ لِمَن عَصَى اللّهَ ۲ .

۲۶۷۶.الأخبار الطوالـ في ذِكرِ احتِجاجاتِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام عَلَى الخَوارِجِ ـ: قالَ : لِيَخرُج إلَيَّ رَجُلٌ مِنكُم تَرضونَ بِهِ حَتّى أقولَ ويَقولَ ، فَإِن وَجَبَت عَلَيَّ الحُجَّةُ أقرَرتُ لَكُم وتُبتُ إلَى اللّهِ ، وإن وَجَبَت عَلَيكُم فَاتَّقُوا الَّذي مَرَدُّكُم إلَيهِ .
فَقالوا لِعَبدِ اللّهِ بنِ الكَوّاءِ ـ وكانَ مِن كُبَرائِهِم ـ : اُخرُج إلَيهِ حَتّى تُحاجَّهُ ، فَخَرَجَ إلَيهِ . فَقالَ عَلِيٌّّ : هَل رَضيتُم ؟ قالوا : نَعَم . قالَ : اللّهُمَّ اشهَد ؛ فَكفى بِكَ شَهيدا .
فَقالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه : يَابنَ الكَوّاءِ ، مَا الَّذي نَقَمتُم عَلَيَّ بَعدَ رِضاكُم بِوِلايَتي ، وجِهادِكُم مَعي ، وطاعَتِكُم لي ؟ فَهلّا بَرِئتُم مِنّي يَومَ الجَمَلِ ؟
قالَ ابنُ الكَوّاءِ : لَم يَكُن هُناكَ تَحكيمٌ .
فَقالَ عَلِيٌّ : يَابنَ الكَوّاءِ ، أنَا أهدى أم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟
قالَ ابنُ الكَوّاءِ : بَل رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : فَما سَمِعتَ قَولِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ : «فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ» ۳ ، أكانَ اللّهُ يَشُكَّ أنَّهُم هُمُ الكاذِبونَ ؟
قالَ : إنَّ ذلِكَ احتِجاجٌ عَلَيهِم ، وأنتَ شَكَكتَ في نَفسِكَ حينَ رَضيتَ بِالحَكَمَينِ ، فَنَحنُ أحرى أن نَشُكَّ فيكَ .

1.بَطَنَه : ضرب بطنه (لسان العرب : ج۱۳ ص۵۴) .

2.الفتوح : ج۴ ص۲۵۳ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۱۸۹ وكشف الغمّة : ج۱ ص۲۶۴ .

3.آل عمران : ۶۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25402
صفحه از 670
پرینت  ارسال به