الحَكَمانِ ، لَمّا خالَفا نُبِذَت أقاويلُهُما .
فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : لا تَجعَلُوا احتِجاجَ قُرَيشٍ حُجَّةً عَلَيكُم ؛ فَإِنَّ هذا مِنَ القَومِ الَّذينَ قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فيهِم : «بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ» ۱ ، وقالَ عَزَّ وجَلَّ : «وَ تُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا» ۲ . ۳
۲۶۷۲.الكامل للمبرّد :كانَ أصحابُ النُّخَيلَةِ ۴ قالوا لِابنِ عَبّاسٍ : إن كانَ عَلِيٌّ عَلى حَقٍّ لم يَشُكك فيهِ وحَكَّمَ مُضطَرّا ، فَما بالُهُ حَيثُ ظَفِرَ لَم يَسبِ ؟
فَقالَ لَهُم ابنُ عَبّاسٍ : قَد سَمِعتُمُ الجَوابَ فِي التَّحكيمِ ، فَأَمّا قَولُكُم فِي السِّباءِ أفَكُنتُم سابينَ اُمَّكُم عائِشَةَ ؟ ! فَوَضَعوا أصابِعَهُم في آذانِهِم ، وقالوا : أمسِك عَنّا غَربَ لِسانِكَ ۵ يَابنَ عَبّاسٍ ؛ فَإِنَّهُ طَلقٌ ذَلقٌ ۶ ، غَوّاصٌ عَلى مَوضِعِ الحُجَّةِ ۷ .
۲۶۷۳.تاريخ الطبري عن عمارة بن ربيعةـ في ذِكرِ الخَوارِجِ ـ: بَعَثَ عَلِيٌّ ابنَ عَبّاسٍ إلَيهِم ، فَقالَ : لا تَعجَل إلى جَوابِهِم وخُصومَتِهِم حَتّى آتِيَكَ . فَخَرَجَ إلَيهِم حَتّى أتاهُم ، فَأَقبَلوا يُكَلِّمونَهُ ، فَلَم يَصبِر حَتّى راجَعَهُم فَقالَ : ما نَقَمتُم مِنَ الحَكَمَينِ ؛ وقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : «إِن يُرِيدَآ إِصْلَـحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَآ» ، فَكَيفَ بِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
فَقالَتِ الخَوارِجُ : قُلنا : أمّا ما جَعَلَ حُكمَهُ إلَى النّاسِ وأمَرَ بِالنَّظَرِ فيهِ وَالإِصلاحِ لَهُ ، فَهُوَ إلَيهِم كَما أمَرَ بِهِ ، وما حَكَمَ فَأَمضاهُ فَلَيسَ لِلعِبادِ أن يَنظُروا فيهِ ؛ حَكَمَ فِى ¨
1.الزخرف : ۵۸ .
2.مريم : ۹۷ .
3.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۰۷۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۷۳ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۴۹ .
4.النُّخَيلَة : موضع قرب الكوفة على سمت الشام، وهو الموضع الذي خرج إليه الإمام علي عليه السلام (معجم البلدان : ج۵ ص۲۷۸).
5.غرب اللسان : حدّته (لسان العرب : ج۱ ص۶۴۱) .
6.لسان ذَلْقٌ طَلْق : فصيح (لسان العرب : ج۱۰ ص۱۱۰) .
7.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۶۲ .