637
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

الزّاني مِئَةَ جَلدَةٍ ، وفِي السّارِقِ بِقَطعِ يَدِهِ ، فَلَيسَ لِلعِبادِ أن يَنظُروا في هذا .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : فَإِنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ يَقولُ : «يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ» .
فَقالوا : أوَتَجعَلُ الحُكمَ فِي الصَّيدِ ، وَالحَدَثِ يَكونُ بَينَ المَرأَةِ وزَوجِها كَالحُكمِ في دِماءِ المُسلِمينَ !
وقالَتِ الخَوارِجُ : قُلنا لَهُ : فَهذِهِ الآيَةُ بَينَنا وبَينَكَ ، أعَدلٌ عِندَكَ ابنُ العاصِ وهُوَ بِالأَمسِ يُقاتِلُنا ويَسفِكُ دِماءَنا ! فَإِن كانَ عَدلاً فَلَسنا بِعُدولٍ ، ونَحنُ أهلُ حَربِهِ ، وقَد حَكَّمتُم في أمرِ اللّهِ الرِّجالَ ، وقَد أمضَى اللّهُ عَزَّ وجَلَّ حُكمَهُ في مُعاوِيَةَ وحِزبِهِ أن يُقتَلوا أو يَرجِعوا ، وقَبلَ ذلِكَ ما دَعَوناهُم إلى كِتابِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ فَأَبَوهُ ، ثُمَّ كَتَبتُم بَينَكُم وبَينَهُ كِتابا ، وجَعَلتُم بَينَكُم وبَينَهُ المُوادَعَةَ وَالاِستِفاضَةَ ، وقَد قَطَعَ عَزَّ وجَلَّ الاِستِفاضَةَ وَالمُوادَعَةَ بَينَ المُسلِمينَ وأهلِ الحَربِ مُنذُ نَزَلَت بَراءَةُ ، إلّا مَن أقَرَّ بِالجِزيَةِ ۱ .

۲۶۷۴.شرح الأخبار عن عبد اللّه بن عبّاس :أرسَلَني عَلِيٌّ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام إلَى الخَوارِجِ الحَرَورِيَّةِ لِاُكَلِّمَهُم ، فَكَلَّمتُهُم . فَقالوا : لا حُكمَ إلّا للّهِِ . فَقُلتُ : أجَل ، ولكِن أما تَقرَؤونَ القُرآنَ وقَولَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ : «يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ» ۲ ، وقولَهُ : «وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ» ۳ ، وقولَهُ : «فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَآ» ۴ ! وقَد شَهِدَ مَن شَهِدَ مِنكُم رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذ حَكَّمَ سَعدا في بَني قُرَيظَةَ ، فَلَمّا حَكَمَ فيهِم بِالحَقِّ أجازَ حُكمَهُ ، وقالَ : لَقَد حَكَمتَ فيهِم بِحُكمِ اللّهِ مِن فَوقِ سَبعَةِ أرقِعَةٍ ، فَهَل تَقولونَ إن

1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۶۴ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۳ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۲۲ ، المعيار والموازنة : ص۱۹۴ كلاهما نحوه .

2.المائدة : ۹۵ .

3.المائدة : ۴۹ .

4.النساء : ۳۵ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
636

الحَكَمانِ ، لَمّا خالَفا نُبِذَت أقاويلُهُما .
فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : لا تَجعَلُوا احتِجاجَ قُرَيشٍ حُجَّةً عَلَيكُم ؛ فَإِنَّ هذا مِنَ القَومِ الَّذينَ قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ فيهِم : «بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ» ۱ ، وقالَ عَزَّ وجَلَّ : «وَ تُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا» ۲ . ۳

۲۶۷۲.الكامل للمبرّد :كانَ أصحابُ النُّخَيلَةِ ۴ قالوا لِابنِ عَبّاسٍ : إن كانَ عَلِيٌّ عَلى حَقٍّ لم يَشُكك فيهِ وحَكَّمَ مُضطَرّا ، فَما بالُهُ حَيثُ ظَفِرَ لَم يَسبِ ؟
فَقالَ لَهُم ابنُ عَبّاسٍ : قَد سَمِعتُمُ الجَوابَ فِي التَّحكيمِ ، فَأَمّا قَولُكُم فِي السِّباءِ أفَكُنتُم سابينَ اُمَّكُم عائِشَةَ ؟ ! فَوَضَعوا أصابِعَهُم في آذانِهِم ، وقالوا : أمسِك عَنّا غَربَ لِسانِكَ ۵ يَابنَ عَبّاسٍ ؛ فَإِنَّهُ طَلقٌ ذَلقٌ ۶ ، غَوّاصٌ عَلى مَوضِعِ الحُجَّةِ ۷ .

۲۶۷۳.تاريخ الطبري عن عمارة بن ربيعةـ في ذِكرِ الخَوارِجِ ـ: بَعَثَ عَلِيٌّ ابنَ عَبّاسٍ إلَيهِم ، فَقالَ : لا تَعجَل إلى جَوابِهِم وخُصومَتِهِم حَتّى آتِيَكَ . فَخَرَجَ إلَيهِم حَتّى أتاهُم ، فَأَقبَلوا يُكَلِّمونَهُ ، فَلَم يَصبِر حَتّى راجَعَهُم فَقالَ : ما نَقَمتُم مِنَ الحَكَمَينِ ؛ وقَد قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ : «إِن يُرِيدَآ إِصْلَـحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَآ» ، فَكَيفَ بِاُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
فَقالَتِ الخَوارِجُ : قُلنا : أمّا ما جَعَلَ حُكمَهُ إلَى النّاسِ وأمَرَ بِالنَّظَرِ فيهِ وَالإِصلاحِ لَهُ ، فَهُوَ إلَيهِم كَما أمَرَ بِهِ ، وما حَكَمَ فَأَمضاهُ فَلَيسَ لِلعِبادِ أن يَنظُروا فيهِ ؛ حَكَمَ فِى ¨

1.الزخرف : ۵۸ .

2.مريم : ۹۷ .

3.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۰۷۹ ، شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۷۳ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۳۴۹ .

4.النُّخَيلَة : موضع قرب الكوفة على سمت الشام، وهو الموضع الذي خرج إليه الإمام علي عليه السلام (معجم البلدان : ج۵ ص۲۷۸).

5.غرب اللسان : حدّته (لسان العرب : ج۱ ص۶۴۱) .

6.لسان ذَلْقٌ طَلْق : فصيح (لسان العرب : ج۱۰ ص۱۱۰) .

7.الكامل للمبرّد : ج۳ ص۱۱۶۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25450
صفحه از 670
پرینت  ارسال به