جذور التعمّق
لننظر الآن من أين ظَهَر هذا التيّار ، وكيف ؟ ولماذا ظهر إنّ دراسة جذور هذا التيّار ، والوقوف على بواعث انحراف أصحابه يعتبران من أهمّ موضوعاته وتتجلّى أهميّة هذه الدراسة بملاحظة إخبار النبيّ صلى الله عليه و آله والإمام عليّ عليه السلام باستمرار هذا التيّار عبر التاريخ الإسلامي ، وأنّ مقارعة التطرّف والإفراط ، واليقظة والحذر منهما حاجة لازمة للاُمّة الإسلاميّة .
قال النبيّ صلى الله عليه و آله في استمرار هذا التيّار الفكري :
«كُلَّما قُطِعَ مِنهُم قَرنٌ نَشَأَ قَرنٌ ثُمَّ يَخرُجُ في بَقِيَّتِهِمُ الدَّجّالُ» . ۱
وعندما اُبيد الخوارج في النهروان وقيل للإمام عليه السلام : هلك القوم بأجمعهم ، قال عليه السلام :
«كَلّا وَاللّهِ ، إنَّهُم نُطَفٌ في أصلابِ الرِّجالِ وقَراراتِ النِّساءِ ؛ كُلَّما نَجَمَ مِنهُم قَرنٌ قُطِعَ ، حَتّى يَكونَ آخِرُهُم لُصوصا سَلّابينَ» . ۲
من هنا ، ينبغي التوفّر قبل كلّ شيء على دراسة نفسيّات المارقين ، والتنقيب عن جذور «التعمّق» ، واستقصاء ممهّدات هذا التطرّف ، لعلّ في ذلك عبرة لمعتبر في عصرنا هذا وجميع الأعصار .
۱ ـ الجهل
لا مناصَ من عدّ الجهل أوّل عامل في دراسة جذور «التعمّق» وقد نصّت الأحاديث والروايات على هذه النقطة ؛ فإنّنا نلحظ عليّا عليه السلام ينظر إلى الجهل مصدرا للإفراط