فإذا كان الإمام عليّ عليه السلام ينقض هذا المبدأ الإسلامي الأساسي ، فما عسانا أن نتوقّع من غيره !
ج ـ خطورة تسلّط الجهلة المتنسّكين
إنّ خطر تسلّط الجهلة المتنسّكين ـ في منظار الإمام عليه السلام ـ لا يقلّ عن خطر العلماء الفاسقين ؛ فالاعتراف بخطأ ، ونقض العهد في أمر التحكيم ، كان يعني انصياع عليّ عليه السلام لتسلّط الجهلة المتنسّكين ـ المصابين بمرض العجب وحبّ الدنيا والتطرّف الديني لدى من اشتُهروا باسم «القرّاء» ـ على نفسه وعلى الاُمّة الإسلاميّة ، وأنّه قد فوّض إليهم القرارات الأساسيّة في الحرب والسلام ، ومن بعدهما في جميع الاُمور المهمّة والحسّاسة . وهذا ليس بالأمر الذي يمكن أن يتقبّله أو يستسيغه قائد الاُمّة الإسلاميّة . وهذا ما جعل الإمام يقاوم طلباتهم بكلّ قوّة ، ويقول :
«فَإِنّي فَقَأتُ عَينَ الفِتنَةِ ، ولَم يَكُن لِيَجتَرِئَ عَلَيها أحَدٌ غَيري» .