سُهَيلَ بنَ عَمرٍو ، فَقالَ لَهُ سُهَيلٌ : اُمحُ رَسولَ اللّهِ فَإِنّا لا نُقِرُّ لَكَ بِذلِكَ ، ولا نَشهَدُ لَكَ بِهِ ، اكتُبِ اسمَكَ وَاسمَ أبيكَ ، فَامتَنَعتُ مِن مَحوِهِ فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله :
اُمحُهُ يا عَلِيُّ ! وسَتُدعى إلى مِثلِها فَتُجيبُ ، وأنتَ عَلى مَضَضٍ .
فَقالَ عَمرُو بنُ العاصِ : سُبحانَ اللّهِ ! ومِثلُ هذا يُشَبَّهُ بِذلِكَ ونَحنُ مُؤمِنونَ ، واُولئِكَ كانوا كُفّارا !
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : يَابنَ النّابِغَةِ ! ومَتى لَم تَكُن لِلفاسِقينَ وَلِيّا ولِلمُسلِمينَ عَدُوّا ، وهَل تُشبِهُ إلّا اُمَّكَ الَّتي دَفَعَت بِكَ ؟
فَقالَ عَمرٌو : لا جَرَمَ ، لا يَجمَعُ بَيني وبَينَكَ مَجلِسٌ أبَدا .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : وَاللّهِ ، إنّي لَأَرجو أن يُطَهِّرَ اللّهُ مَجلِسي مِنكَ ومِن أشباهِكَ .
ثُمَّ كُتِبَ الكِتابُ وَانصَرَفَ النّاسُ ۱ .
۲۵۹۳.تاريخ الطبري عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيهـ في ذِكرِ مَا احتَوَت عَلَيهِ وَثيقَةُ التَّحكيمِ ـ: وَثيقَةُ التَّحكيمِ هِيَ ما يَلي :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
هذا ما تَقاضى عَلَيهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ومُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ ، قاضى عَلِيٌّ عَلى أهلِ الكوفَةِ ومَن مَعَهُم مِن شيعَتِهِم مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، وقاضى مُعاوِيَةُ عَلى أهلِ الشّامِ ومَن كانَ مَعَهُم مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ ، إنّا نَنزِلُ عِندَ حُكمِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وكِتابِهِ ، ولا يَجمَعُ بَينَنا غَيرُهُ ، وإنَّ كِتابَ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ بَينَنا مِن فاتِحَتِهِ إلى خاتِمَتِهِ ، نُحيي ما أحيا ، ونُميتُ ما أماتَ .