۱۱ / ۹
كَلامُ الإِمامِ في ذَمِّ أصحابِهِ
۲۵۸۵.الإرشادـ مِن كَلامِهِ عليه السلام حينَ رَجَعَ أصحابُهُ عَنِ القِتالِ بِصِفّينَ ، لَمَّا اغتَرَّهُم مُعاوِيَةُ بِرَفعِ المَصاحِفِ ـ: لَقَد فَعَلتُم فَعلَةً ضَعضَعَت مِنَ الإِسلامِ قُواهُ ، وأسقَطَت مُنَّتَهُ ۱ ، وأورَثَت وَهنا وذِلَّةً . لَمّا كُنتُم الأَعلَينَ ، وخافَ عَدُوُّكُمُ الاِجتِياحَ ، واَستَحَرَّ بِهِمُ القَتلُ ، ووَجَدوا ألَمَ الجِراحِ ؛ رَفَعُوا المَصاحِفَ ودَعَوكُم إلى ما فيها لِيَفثَؤوكُم ۲ عَنهُم ، ويَقطَعُوا الحَربَ فيما بَينَكُم وبَينَهُم ، ويَتَرَبَّصوا ۳ بِكُم رَيبَ المَنونِ خَديعَةً ومَكيدَةً . فَما أنتُم إن جامَعتُموهُم عَلى ما أحَبّوا ، وأعطَيتُموهُم الَّذي سَأَلوا إلّا مَغرورونَ . وَايمُ اللّهِ ، ما أظُنُّكُم بَعدَها مُوافِقي رُشدٍ ، ولا مُصيبي حَزمٍ ۴ .
۲۵۸۶.وقعة صفّين :جاءَ عَدِيُّ بنُ حاتِمٍ يَلتَمِسُ عَلِيّا ، ما يَطَأُ إلّاعَلى إنسانٍ مَيِّتٍ أو قَدَمٍ أو ساعِدٍ ، فَوَجَدَهُ تَحتَ راياتِ بَكرِ بنِ وائِلٍ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ !أ لا نَقومُ حَتّى نَموتَ ؟ فَقالَ عَلِيٌّ : ادنُهْ ، فَدَنا حَتّى وَضَعَ أُذُنَهُ عِندَ أنفِهِ ، فَقالَ : وَيحَكَ ! إنَّ عامَّةَ مَن مَعي يَعصيني ، وإنَّ مُعاوِيَةَ فيمَن يُطيعُهُ ولا يَعصيهِ ۵ .
1.المُنّة : القوّة (لسان العرب : ج۱۳ ص۴۱۵) .
2.فَثَأ الرجلَ : كَسَر غضبَه وسكّنه بقول أو غيره (لسان العرب : ج۱ ص۱۲۰) .
3.في المصدر : «يتربّص» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .
4.الإرشاد : ج۱ ص۲۶۸ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۵۰۹ ح۵۵۹ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۵۶ عن جندب بن عبد اللّه ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۰ ، المعيار والموازنة : ص۸۴ كلّها نحوه .
5.وقعة صفّين : ص۳۷۹ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۵۰۳ ح۴۳۳ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۸ ص۷۷ .