۱۱ / ۵
رُجوعُ الأَشتَرِ مِنَ المَعرَكَةِ
۲۵۷۸.تاريخ الطبري عن إبراهيم بن الأشتر :كُنتُ عِندَ عَلِيٍّ حينَ أكرَهَهُ النّاسُ عَلَى الحُكومَةِ ، وقالوا : اِبعَث إلَى الأَشتَرِ فَليَأتِكَ .
قالَ : فَأَرسَلَ عَلِيٌّ إلَى الأَشتَرِ يَزيدَ بنَ هانِئٍ السَّبيعِيَّ أنِ ائتِني .
فَأَتاهُ فَبَلَّغَهُ .
فَقالَ : قُل لَهُ : لَيسَ هذِهِ السّاعَةُ الَّتي يَنبَغي لَكَ أن تُزيلَني فيها عَن مَوقِفي ، إنّي قَد رَجَوتُ أن يُفتَحَ لي ؛ فَلا تُعجِلني .
فَرَجَعَ يَزيدُ بنُ هانِئٍ إلى عَلِيٍّ فَأَخبَرَهُ ، فَما هُوَ إلّا أنِ انتَهى إلَينا ، فَارتَفَعَ الرَّهَجُ ، وعَلَتِ الأَصواتُ مِن قِبَلِ الأَشتَرِ ۱ ، فَقالَ لَهُ القَومُ : وَاللّهِ ما نَراكَ إلّا أمَرتَهُ أن يُقاتِلَ .
قالَ : مِن أينَ يَنبَغي أن تَرَوا ذلِكَ ! رَأَيتُموني سارَرتُهُ ؟ أ لَيسَ إنَّما كَلَّمتُهُ عَلى رُؤوسِكُم عَلانِيَةً ، وأنتُم تَسمَعونَني !
قالوا : فَابعَث إلَيهِ فَليَأتِكَ ، وإلّا وَاللّهِ اعتَزَلناكَ .
قالَ لَهُ : وَيحَكَ يا يَزيدُ ! قُل لَهُ : أقبِل إلَيَّ ؛ فَإِنَّ الفِتنَةَ قَد وَقَعَت !
فَأَبلَغَهُ ذلِكَ ، فَقالَ لَهُ : أ لِرَفعِ المَصاحِفِ ؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : أما وَاللّهِ ، لَقَد ظَنَنتَ حينَ رُفِعَت أنَّها سَتوقِعُ اختِلافا وفُرقَةً ، إنَّها مشَورَةُ ابنِ العاهِرَةِ ،أ لا تَرى ما صَنَعَ اللّهُ لَنا ! أ يَنبَغي أن أدَعَ هؤُلاءِ وأنصَرِفَ عَنهُم !