الفصل الحادي عشر : توقّف الحرب
۱۱ / ۱
مَكرُ اللَّيلِ
۲۵۶۶.وقعة صفّين عن عمّار بن ربيعة :إنّ عَلِيّا قامَ خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! قَدَ بَلَغَ بِكُمُ الأَمرُ وبِعَدُوِّكُم ما قَد رَأَيتُم ، ولَم يَبقَ مِنهُم إلّا آخِرُ نفَسٍ ، وإنَّ الاُمورَ إذا أقبَلَتِ اعتُبِرَ آخِرُها بِأَوَّلِها ، وقَد صَبَرَ لَكُمُ القَومُ عَلى غَيرِ دينٍ حَتّى بَلَغنا مِنهُم ما بَلَغنا ، وأنَا غادٍ عَلَيهِم بِالغَداةِ اُحاكِمُهُم إلَى اللّهِ عَزَّ وجَلَّ .
فَبَلَغَ ذلِكَ مُعاوِيَةَ ، فَدَعاَعمرَو بنَ العاصِ ، فَقالَ : يا عَمرُو ! إنَّما هِيَ اللَّيلَةُ حَتّى يَغدُوَ عَلِيٌّ عَلَينا بِالفَيصَلِ ، فَما تَرى ؟
قالَ : إنَّ رِجالَكَ لا يَقومونَ لِرِجالِهِ ، ولَستَ مِثلَهُ ، هُوَ يُقاتِلُكَ عَلى أمرٍ ، وأنتَ تُقاتِلُهُ عَلى غَيرِهِ . أنتَ تُريدُ البَقاءَ وهُوَ يُريدُ الفَناءَ ، وأهلُ العِراقِ يُخافونَ مِنكَ إن ظَفِرتَ بِهِم ، وأهلُ الشّامِ لا يَخافونَ عَلِيّا إن ظَفِرَ بِهِم .
ولكِن ألقِ إلَيهِم أمرا إن قَبِلوهُ اختَلَفوا ، وإن رَدّوهُ اختَلَفوا ؛ اُدعُهُم إلى كِتابِ اللّهِ حَكَما فيما بَينَكَ وبَينَهُم ؛ فَإِنَّكَ بالِغٌ بِهِ حاجَتَكَ فِي القَومِ ؛ فَإِنّي لَم أزَل اُؤَخِّرُ هذَا الأَمرَ لِوَقتِ حاجَتِكَ إلَيهِ .