مَوطِنٍ واحِدٍ . قالَ : وأيُّ مَوطِنٍ هذا ؟ قالَ : يَومَ دَعاني عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ لِلمُبارَزَةِ ، فَاستَشَرتُكَ ، فَقُلتُ : ما تَرى يا أبا عَبدِ اللّهِ ، فَقُلتَ : كَفؤٌ كَريمٌ ، فَأَشَرتَ عَلَيَّ بِمُبارَزَتِهِ ، وأنتَ تَعلَمُ مَن هُو ، فَعَلِمتُ أنَّكَ غَشَشتَني .
قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، دَعاكَ رَجُلٌ إلى مُبارَزَتِهِ، عَظيمُ الشَّرَفِ ، جَليلُ الخَطَرِ ، فَكُنتَ مِن مُبارَزَتِهِ عَلى إحدَى الحُسنَيَينِ ؛ إمّا أن تَقتُلَهُ فَتَكونَ قَد قَتَلتَ قَتّالَ الأَقرانِ ، وتَزدادَ بِهِ شَرَفا إلى شَرَفِكَ وتَخلُوَ بِمُلكِكَ ، وإمّا أن تُعَجَّلَ إلى مُرافَقَةِ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقا .
قالَ مُعاوِيَةُ : هذِهِ شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ ، وَاللّهِ إنّي لَأَعلَمُ أنّي لَو قَتَلتُهُ دَخَلتُ النّارَ ، ولَو قَتَلَني دَخَلتُ النّارَ .
قالَ عَمرٌو : فَمَا حَمَلَكَ عَلى قِتالِهِ ؟
قالَ : المُلكُ عَقيمٌ ، ولَن يَسمَعَها مِنّي أحَدٌ بَعدَكَ ۱ .
۹ / ۱۸
هُجومُ الإِمامِ عَلَى المَجموعَةِ الَّتي فيها مُعاوِيَةُ
۲۵۴۱.الأخبار الطوال :حَمَلَ عَلِيٌّ رضى الله عنه عَلَى الجَمعِ الَّذي كانَ فيهِ مُعاوِيَةُ في أهلِ الحِجازِ مِن قُرَيشٍ وَالأَنصارِ وغَيرِهِم ، وكانوا زُهاءَ اثنَي عَشَرَ ألفَ فارِسٍ ، وعَلِيٌّ أمامَهُم ، وكَبَّروا وكَبَّرَ النّاسُ تَكبيرَةً ارتَجَّت لَهَا الأَرضُ ، فَانتَقَضَت صُفوفُ أهلِ الشّامِ ، وَاختَلَفَت راياتُهُم ، وَانتَهَوا إلى مُعاوِيَةَ وهُوَ جالِسٌ عَلى مِنبَرِهِ مَعَهُ عَمرُو بنُ العاصِ يَنظُرانِ إلَى النّاسِ ، فَدَعا بِفَرَسٍ لِيَركَبَهُ .