479
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

فَأَيُّنا قَتَلَ صاحِبَهُ كانَ الأَمرُ لَهُ .
قالَ عَمرٌو : لَقَد أنصَفَكَ الرَّجُلُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إنّي لَأَكرَهُ أن اُبارِزَ الأَهوَجَ الشُّجاعَ ، لَعَلَّكَ طَمِعتَ فيها يا عَمرُو .
فَلَمّا لَم يُجِب قالَ عَلِيٌّ : وا نَفساه ، أيُطاعُ مُعاوِيَةُ واُعصى ؟ ! ما قاتَلَت اُمَّةٌ قَطُّ أهلَ بَيتِ نَبِيِّها وهِيَ مُقِرَّةٌ بِنَبِيِّها إلّا هذِهِ الاُمَّةَ ۱ .

۲۵۳۸.وقعة صفّين عن عمرو بن شمر :قامَ عَلِيٌّ بَينَ الصَّفَّينِ ثُمَّ نادى : يا مُعاوِيَةُ ، يُكَرِّرُها . فَقالَ مُعاوِيَةُ : اِسأَلوهُ ، ما شَأنُهُ ؟ قالَ : اُحِبُّ أن يَظهَرَ لي فَاُكَلِّمَهُ كَلِمَةً واحدةً .
فَبَرَزَ مُعاوِيَةُ ومَعَهُ عَمرُو بنُ العاصِ ، فَلَمّا قارَباهُ لَم يَلتَفِت إلى عَمرٍو ، وقالَ لِمُعاوِيَةَ : وَيحَكَ ، عَلامَ يَقتَتِلُ النّاسُ بَيني وبَينَكَ ، ويَضرِبُ بَعضُهُم بَعضا ؟ ! اُبرُز إلَيَّ ؛ فَأَيُّنا قَتَلَ صاحِبَهُ فَالأَمرُ لَهُ .
فَالتَفَتَ مُعاوِيَةُ إلى عَمرٍو فَقالَ : ما تَرى يا أبا عَبدِ اللّهِ فيما ها هُنا ، اُبارِزُهُ ؟
فَقالَ عَمرٌو : لَقَد أنصَفَكَ الرَّجُلُ ، وَاعلَم أنَّهُ إن نَكَلتَ عَنهُ لَم تَزَل سَبَّةً عَلَيكَ وعَلى عَقِبِكَ ما بَقِيَ عَرَبِيٌّ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : يا عَمرَو بنَ العاصِ ، لَيسَ مِثلي يُخدَعُ عَن نَفسِهِ ، وَاللّهِ ما بارَزَ ابنُ أبي طالِبٍ رَجُلاً قَطُّ إلّا سَقَى الأَرضَ مِن دَمِهِ ! ثُمَّ انصَرَفَ راجِعا حَتَّى انتَهى إلى آخِرِ الصُّفوفِ ، وعَمرٌو مَعَهُ . فَلَمّا رَأى عَلِيٌّ عليه السلام ذلِكَ ضَحِكَ ، وعادَ إلى مَوقِفِهِ ۲ .

۲۵۳۹.تاريخ الطبري عن أبي جعفر :قالَ عَلِيٌّ لِرَبيعَةَ وهَمدانَ : أنتُم دِرعي ورُمحي ، فَانتَدَبَ لَه

1.وقعة صفّين : ص۳۸۷ وراجع تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۲ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۸۳ ومروج الذهب : ج۲ ص۳۹۶ والأخبار الطوال : ص۱۷۶ والمناقب للخوارزمي : ص۲۳۷ ح۲۴۰ والبداية والنهاية : ج۷ ص۲۷۲ .

2.وقعة صفّين : ص۲۷۴ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۲۱۷ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۲۶ نحوه وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۸۵ والعقد الفريد : ج۳ ص۳۳۴ وجواهر المطالب : ج۲ ص۳۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
478

جَلابيبُ ما أنتَ فيهِ مِن دُنيا قَد تَبَهَّجَت بِزينَتِها ، وخَدَعَت ، بِلَذَّتِها ، دَعَتكَ فَأَجَبتَها ، وقادَتكَ فَاتَّبَعتَها ، وأمَرَتكَ فَأَطَعتَها . وإنَّهُ يوشِكُ أن يَقِفَكَ واقِفٌ عَلى ما لا يُنجيكَ مِنهُ مِجَنٌّ ، فَاقعَس عَن هذَا الأَمرِ ، وخُذ اُهبَةَ الحِسابِ ، وشَمِّر لِما قَد نَزَلَ بِكَ ، ولا تُمَكِّنِ الغُواةَ مِنَ سَمعِكَ ، وإلّا تَفعَل اُعلِمكَ ما أغفَلتَ من نَفسِكَ ؛ فَإِنَّكَ مُترَفٌ قَد أخَذَ الشَّيطانُ مِنكَ مَأخَذَهُ ، وبَلَغَ فيكَ أمَلَهُ ، وجَرى مِنكَ مَجرَى الرّوحِ وَالدَّمِ .
ومَتى كُنتُم ـ يا مُعاوِيَةُ ـ ساسَةَ الرَّعِيَّةِ ، ووُلاةَ أمرِ الاُمَّةِ ، بِغَيرِ قَدَمٍ سابِقٍ ، ولا شَرَفٍ باسِقٍ ؟ ! ونَعوذُ بِاللّهِ مِن لُزومِ سَوابِقِ الشَّقاءِ ، واُحَذِّرُكَ أن تَكونَ مُتَمادِيا في غِرَّةِ الاُمنِيِّةِ ، مُختَلِفَ العَلانِيَةِ وَالسَّريرَةِ .
وقَد دَعَوتَ إلَى الحَربِ ، فَدَعِ النّاسَ جانِبا ، وَاخرُج إلَيَّ وَأَعفِ الفَريقَينِ مِنَ القِتالِ ؛ لِتَعلَمَ أيُّنَا المَرينُ عَلى قَلبِهِ ، وَالمُغَطّى عَلى بَصَرِهِ ، فَأَنَا أبو حَسَنٍ قاتِلُ جَدِّكَ وأخيكَ وخالِكَ شَدخا ۱ يَومَ بَدرٍ ، وذلِكَ السَّيفُ مَعي ، وبِذلِكَ القَلبِ ألقى عَدُوّي ، مَا استَبدَلتُ دينا ، ولَا استَحدَثتُ نَبِيّا . وإنّي لَعَلَى المِنهاجِ الَّذي تَرَكتُموهُ طائِعينَ ، ودَخَلتُم فيهِ مُكرَهينَ .
وزَعَمتَ أنَّكَ جِئتَ ثائِرا بِدَمِ عُثمانَ ، ولَقَد عَلِمتَ حَيثُ وَقَعَ دَمُ عُثمانَ فَاطلُبهُ مِن هُناكَ إن كُنتَ طالِبا ، فَكَأَنّي قَد رَأَيتُكَ تَضِجُّ مِنَ الحَربِ إذا عَضَّتكَ ضَجيجَ الجِمالِ بِالأَثقالِ ، وكَأَنّي بِجَماعَتِكَ تَدعوني ـ ؛ جَزَعا مِنَ الضَّربِ المُتَتابِعِ ، وَالقَضاءِ الواقِعِ ، ومَصارِعَ بَعدَ مَصارِعَ ـ إلى كِتابِ اللّهِ ، وهِيَ كافِرَةٌ جاحِدَةٌ ، أو مُبايِعَةٌ حائِدَةٌ ۲ .

۲۵۳۷.وقعة صفّين عن الشعبي :أرسَلَ عَِليٌّ إلى مُعاوِيَةَ : أنِ ابرُز لي وأَعفِ الفَريقَينِ مِنَ القِتالِ ،

1.الشدخ : كسرك الشيء الأجوف كالرأس ونحوه (لسان العرب : ج۳ ص۲۸) .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۱۰ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۰۱ ح۴۰۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25302
صفحه از 670
پرینت  ارسال به