فَأَيُّنا قَتَلَ صاحِبَهُ كانَ الأَمرُ لَهُ .
قالَ عَمرٌو : لَقَد أنصَفَكَ الرَّجُلُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إنّي لَأَكرَهُ أن اُبارِزَ الأَهوَجَ الشُّجاعَ ، لَعَلَّكَ طَمِعتَ فيها يا عَمرُو .
فَلَمّا لَم يُجِب قالَ عَلِيٌّ : وا نَفساه ، أيُطاعُ مُعاوِيَةُ واُعصى ؟ ! ما قاتَلَت اُمَّةٌ قَطُّ أهلَ بَيتِ نَبِيِّها وهِيَ مُقِرَّةٌ بِنَبِيِّها إلّا هذِهِ الاُمَّةَ ۱ .
۲۵۳۸.وقعة صفّين عن عمرو بن شمر :قامَ عَلِيٌّ بَينَ الصَّفَّينِ ثُمَّ نادى : يا مُعاوِيَةُ ، يُكَرِّرُها . فَقالَ مُعاوِيَةُ : اِسأَلوهُ ، ما شَأنُهُ ؟ قالَ : اُحِبُّ أن يَظهَرَ لي فَاُكَلِّمَهُ كَلِمَةً واحدةً .
فَبَرَزَ مُعاوِيَةُ ومَعَهُ عَمرُو بنُ العاصِ ، فَلَمّا قارَباهُ لَم يَلتَفِت إلى عَمرٍو ، وقالَ لِمُعاوِيَةَ : وَيحَكَ ، عَلامَ يَقتَتِلُ النّاسُ بَيني وبَينَكَ ، ويَضرِبُ بَعضُهُم بَعضا ؟ ! اُبرُز إلَيَّ ؛ فَأَيُّنا قَتَلَ صاحِبَهُ فَالأَمرُ لَهُ .
فَالتَفَتَ مُعاوِيَةُ إلى عَمرٍو فَقالَ : ما تَرى يا أبا عَبدِ اللّهِ فيما ها هُنا ، اُبارِزُهُ ؟
فَقالَ عَمرٌو : لَقَد أنصَفَكَ الرَّجُلُ ، وَاعلَم أنَّهُ إن نَكَلتَ عَنهُ لَم تَزَل سَبَّةً عَلَيكَ وعَلى عَقِبِكَ ما بَقِيَ عَرَبِيٌّ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : يا عَمرَو بنَ العاصِ ، لَيسَ مِثلي يُخدَعُ عَن نَفسِهِ ، وَاللّهِ ما بارَزَ ابنُ أبي طالِبٍ رَجُلاً قَطُّ إلّا سَقَى الأَرضَ مِن دَمِهِ ! ثُمَّ انصَرَفَ راجِعا حَتَّى انتَهى إلى آخِرِ الصُّفوفِ ، وعَمرٌو مَعَهُ . فَلَمّا رَأى عَلِيٌّ عليه السلام ذلِكَ ضَحِكَ ، وعادَ إلى مَوقِفِهِ ۲ .
۲۵۳۹.تاريخ الطبري عن أبي جعفر :قالَ عَلِيٌّ لِرَبيعَةَ وهَمدانَ : أنتُم دِرعي ورُمحي ، فَانتَدَبَ لَه