يُفزِعُها صَوتُ الرَّعدِ ، وأنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ الَّذي لا اُهَدَّدُ بِالقِتالِ ، ولا اُخَوَّفُ بِالنِّزالِ ، فَإِن شِئتَ يا مُعاوِيَةُ فَابرُز . وَالسَّلامُ .
فَلَمّا وَصَلَ هذَا الجَوابُ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ جَمَعَ جَماعَةً مِن أصحابِهِ وفيهِم عَمرُو بنُ العاصِ فَقَرَأَهُ عَلَيهِم . فَقالَ لَهُ عَمرٌو : قَد أنصَفَكَ الرَّجُلُ ، كَم رَجُلٍ أحسَنَ فِي اللّهِ قَد قُتِلَ بَينَكُمَا ، ابرُز إلَيهِ .
فَقالَ لَهُ : أبا عَبدِ اللّهِ أخطَأَتِ استُكَ الحُفرَةَ ، أنَا أبرُزُ إلَيهِ مَعَ عِلمي أنَّهُ ما بَرَزَ إلَيهِ أحَدٌ قَطُّ إلّا وقَتَلَهُ ! لا وَاللّهِ ، ولكِنّي سَاُبرِزُكَ إلَيهِ ۱ .
۹ / ۱۶
التَّأكيدُ عَلَى الدَّعوَةِ إلَى البِرازِ
۲۵۳۵.شرح نهج البلاغة عن المدائني :كَتَبَ إلَيهِ[مُعاوِيَةَ] عَلِيٌّ عليه السلام : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مَساوِئَكَ مَعَ عِلمِ اللّهِ تَعالى فيكَ حالَت بَينَكَ وبَينَ أن يَصلُحَ لَكَ أمرُكَ ، وأن يَرعَوِيَ قَلبُكَ ، يَابنَ الصَّخرِ اللَّعينِ ! زَعَمتَ أن يَزِنَ الجِبالَ حِلمُكَ ، ويَفصِلَ بَينَ أهلِ الشَّكِّ عِلمُكَ ، وأنتَ الجِلفُ المُنافِقُ ، الأَغلَفُ القَلبِ ، القَليلُ العَقلِ ، الجَبانُ الرَّذلُ ، فَإِن كُنتَ صادِقا فيما تَسطُرُ ويُعينُكَ عَلَيهِ أخو بَني سَهمٍ ، فَدَعِ النّاسَ جانِبا وتَيَسَّر لِما دَعَوتَني إلَيهِ مِنَ الحَربِ وَالصَّبرِ عَلَى الضَّربِ ، وأَعفِ الفَريقَينِ مِنَ القِتالِ ؛ لِيُعلَمَ أيُّنَا المَرينُ عَلى قَلبِهِ ، المُغَطّى عَلى بَصَرِهِ ، فَأَنَا أبُو الحَسَنِ قاتِلُ جَدِّكَ وأخيكَ وخالِكَ ، وما أنتَ مِنهُم بِبَعيدٍ . وَالسَّلامُ ۲ .
۲۵۳۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ ـ: وكَيفَ أنتَ صانِعٌ إذا تَكَشَّفَت عَنك