477
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

يُفزِعُها صَوتُ الرَّعدِ ، وأنَا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ الَّذي لا اُهَدَّدُ بِالقِتالِ ، ولا اُخَوَّفُ بِالنِّزالِ ، فَإِن شِئتَ يا مُعاوِيَةُ فَابرُز . وَالسَّلامُ .
فَلَمّا وَصَلَ هذَا الجَوابُ إلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ جَمَعَ جَماعَةً مِن أصحابِهِ وفيهِم عَمرُو بنُ العاصِ فَقَرَأَهُ عَلَيهِم . فَقالَ لَهُ عَمرٌو : قَد أنصَفَكَ الرَّجُلُ ، كَم رَجُلٍ أحسَنَ فِي اللّهِ قَد قُتِلَ بَينَكُمَا ، ابرُز إلَيهِ .
فَقالَ لَهُ : أبا عَبدِ اللّهِ أخطَأَتِ استُكَ الحُفرَةَ ، أنَا أبرُزُ إلَيهِ مَعَ عِلمي أنَّهُ ما بَرَزَ إلَيهِ أحَدٌ قَطُّ إلّا وقَتَلَهُ ! لا وَاللّهِ ، ولكِنّي سَاُبرِزُكَ إلَيهِ ۱ .

۹ / ۱۶

التَّأكيدُ عَلَى الدَّعوَةِ إلَى البِرازِ

۲۵۳۵.شرح نهج البلاغة عن المدائني :كَتَبَ إلَيهِ[مُعاوِيَةَ] عَلِيٌّ عليه السلام : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ مَساوِئَكَ مَعَ عِلمِ اللّهِ تَعالى فيكَ حالَت بَينَكَ وبَينَ أن يَصلُحَ لَكَ أمرُكَ ، وأن يَرعَوِيَ قَلبُكَ ، يَابنَ الصَّخرِ اللَّعينِ ! زَعَمتَ أن يَزِنَ الجِبالَ حِلمُكَ ، ويَفصِلَ بَينَ أهلِ الشَّكِّ عِلمُكَ ، وأنتَ الجِلفُ المُنافِقُ ، الأَغلَفُ القَلبِ ، القَليلُ العَقلِ ، الجَبانُ الرَّذلُ ، فَإِن كُنتَ صادِقا فيما تَسطُرُ ويُعينُكَ عَلَيهِ أخو بَني سَهمٍ ، فَدَعِ النّاسَ جانِبا وتَيَسَّر لِما دَعَوتَني إلَيهِ مِنَ الحَربِ وَالصَّبرِ عَلَى الضَّربِ ، وأَعفِ الفَريقَينِ مِنَ القِتالِ ؛ لِيُعلَمَ أيُّنَا المَرينُ عَلى قَلبِهِ ، المُغَطّى عَلى بَصَرِهِ ، فَأَنَا أبُو الحَسَنِ قاتِلُ جَدِّكَ وأخيكَ وخالِكَ ، وما أنتَ مِنهُم بِبَعيدٍ . وَالسَّلامُ ۲ .

۲۵۳۶.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ ـ: وكَيفَ أنتَ صانِعٌ إذا تَكَشَّفَت عَنك

1.كنز الفوائد : ج۲ ص۴۳ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۱۲۸ ح۴۱۵ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱۶ ص۱۳۵ ؛ بحار الأنوار : ج۳۳ ص۸۷ ح۴۰۱ وراجع شرح نهج البلاغة : ج۱۵ ص۸۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
476

بِأَوبَةِ البَعثِ ، ولا بِرَجعَةِ المُنقَلَبِ ، قَد عَقَدتَ التّاجَ ، ولَبِستَ الخَزَّ ، وَافتَرَشتَ الدّيباجَ ، سُنَّةً هِرَقلِيَّةً ، ومُلكا فارِسِيّا ، ثُمَّ لَم يَقنَعكَ ذلِكَ حَتّى يَبلُغَني أنَّكَ تَعقِدُ الأَمرَ مِن بَعدِكَ لِغَيرِكَ ، فَيَملِكُ ۱ دونَكَ فَتُحاسَبُ دونَهُ . ولَعَمري لَئِن فَعَلتَ ذلِكَ فَما وَرِثَتِ الضَّلالَةُ عَن كَلالَةٍ ، وإنَّكَ لَابنُ مَن كانَ يَبغي عَلى أهلِ الدّينِ ، ويَحسُدُ المُسلِمينَ .
وذَكَرتَ رَحِما عَطَفَتكَ عَلَيَّ ، فاُقسِمُ بِاللّهِ الأَعَزِّ الأَجَلِّ أن لَو نازَعَكَ هذَا الأَمرَ في حَياتِكَ مَن أنتَ تُمَهِّدُ لَهُ بَعدَ وَفاتِكَ لَقَطَعتَ حَبلَهُ ، وأبَنتَ أسبابَهُ .
وأمّا تَهديدُكَ لي بِالمَشارِبِ الوَبيئَةِ ۲ والمَوارِدِ المُهلِكَةِ ، فَأَنَا عَبدُ اللّهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، أبرِز إلَيَّ صَفحَتَكَ ، كَلّا ورَبِّ البَيتِ ما أنتَ بِأَبي عُذرٍ عِندَ القِتالِ ، ولا عِندَ مُناطَحَةِ الأَبطالِ ، وكَأَنّي بِكَ لَو شَهِدتَ الحَربَ وقَد قامَت عَلى ساقٍ ، وكَشَرَت عَن مَنظَرٍ كَريهٍ ، وَالأَرواحُ تُختَطَفُ اختِطافَ البازِيِّ زُغْبَ ۳ القَطا ، لَصِرتَ كَالمُولَهَةِ الحَيرانَةِ تَصرِبُها ۴ العَبرَةُ بِالصَّدَمَةِ ، لاتَعرِفُ أعلَا الوادي عَن أسفَلِهِ . فَدَع عَنكَ ما لستَ أهلَهُ ؛ فَإِنَّ وَقعَ الحُسامِ غَيرُ تَشقيقِ الكَلامِ ، فَكَم عَسكَرٍ قَد شَهِدتُهُ ، وقَرنٍ نازَلتُهُ ، [ورَأَيتُ] اصطِكاكَ قُرَيشٍ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، إذ أنتَ وأبوكَ و[مَن] هُوَ [أعلَا مِنكُما لي] ۵ تَبَعٌ ، وأنتَ اليَومَ تُهَدِّدُني !
فَاُقسِمُ بِاللّهِ أن لَو تُبدِي الأَيّامُ عَن صَفحَتِكَ لَنَشَبَ فيكَ مِخلَبُ لَيثٍ هَصورٍ ۶ ، لايَفوتُهُ فَريسَةٌ بِالمُراوَغَةِ ، كَيفَ وأنّى لَكَ بِذلِكَ وأنتَ قَعيدَةُ بِنتِ البِكرِ المُخَدَّرَةِ ؛

1.في المصدر : «فيهلك» ، والتصحيح من بحار الأنوار نقلاً عن المصدر .

2.في المصدر : «العربيّة» ، والتصحيح من بحار الأنوار نقلاً عن المصدر .

3.الزغب : الفِراخ (لسان العرب : ج۱ ص۴۵۰) .

4.صَرَب بوله : إذا حقنه (الصحاح : ج۱ ص۱۶۲) . والمراد أنّه يصير ملازما للعبرة ومحبوسا بها بسبب الصدمة التي يواجهها من مشاهدة الحرب .

5.ما بين المعاقيف سقط من المصدر ، وأثبتناه من بحار الأنوار نقلاً عن المصدر .

6.أسدٌ هَصور : يكسر ويميل (لسان العرب : ج۵ ص۲۶۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25148
صفحه از 670
پرینت  ارسال به