جُموعٌ لِأَهلِ الشّامِ عَظيمَةٌ ، فَاحتَمَلَتهُم حَتّى ألحَقَتهُم بِالمَيمَنَةِ ، وكانَ فِي المَيمَنَةِ إلى مَوقِفِ عَلِيٍّ فِي القَلبِ أهلُ اليَمَنِ ، فَلَمّا كَشِفُوا انتَهَتِ الهَزيمَةُ إلى عَلِيٍّ ، فَانصَرَفَ يَتَمَشّى نَحوَ المَيسَرَةِ ، فَانكَشَفَت عَنهُ مُضَرُ مِنَ المَيسَرَةِ ، وثَبَتَت رَبيعَةُ ۱ .
۲۴۸۹.تاريخ الطبري عن فضيل بن خديج عن مولى للأشترـ لَمّا كَشَفَ الأَشتَرُ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ بُدَيلٍ وأصحابِهِ أهلَ الشّامِ وعَلِموا أنَّ عَلِيّا عليه السلام حَيٌّ صالِحٌ فِي المَيسَرَةِ ـ: قالَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ لِأَصحابِهِ : اِستَقدِموا بِنا ، فَأَرسَلَ الأَشتَرُ إلَيهِ : ألّا تَفعَلِ ، اثبُت مَعَ النّاسِ فَقاتِل ؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ لَهُم ، وأبقى لَكَ ولِأَصحابِكَ . فَأَبى ، فَمَضى كَما هُوَ نَحوَ مُعاوِيَةَ ، وحولَهُ كَأَمثالِ الجِبالِ ، وفي يَدِهِ سَيفانِ ، وقَد خَرَجَ فَهُوَ أمامَ أصحابِهِ ، فَأَخَذَ كُلَّما دَنا مِنهُ رَجُلٌ ضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ ، حَتّى قَتَلَ سَبعَةً .
ودَنا مِن مُعاوِيَةَ ، فَنَهَضَ إلَيهِ النّاسِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، واُحيطَ بِهِ وبِطائِفَةٍ مِن أصحابِهِ ، فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ ، وقُتِلَ ناسٌ مِن أصحابِهِ ، ورَجَعَت طائِفَةٌ قَد جَرِحوا مُنهَزِمينَ .
فَبَعَثَ الأَشتَرُ ابنَ جُمهانَ الجُعفِيَّ فَحَمَلَ عَلى أهلِ الشّامِ الَّذينَ يَتَّبِعونَ مَن نَجا مِن أصحابِ ابنِ بُدَيلٍ حَتّى نَفَّسوا عَنهُم وَانتَهَوا إلَى الأَشتَرِ ۲ .
۲۴۹۰.وقعة صفّين عن الشعبي :كانَ عَبدُ اللّهِ بنُ بُدَيلٍ الخُزاعِيُّ مَعَ عَلِيٍّ يَومَئِذٍ ، وعَلَيهِ سَيفانِ ودِرعانِ ، فَجَعَلَ يَضرِبُ النّاسَ بِسَيفِهِ قُدُما . . . فَلَم يَزَل يَحمِلُ حَتَّى انتَهى إلى مُعاوِيَةَ وَالَّذينَ بايَعوهُ عَلَى المَوتِ ، فَأَمَرَهُم أن يَصمُدوا لِعَبدِ اللّهِ بنِ بُدَيلٍ ، وبَعَثَ إلى حَبيبِ بنِ مَسلَمَةَ الفِهرِيِّ ـ وهُوَ فِي المَيسَرَةِ ـ أن يَحمِلَ عَلَيهِ بِجَميعِ مَن مَعَهُ ، وَاختَلَطَ النّاسُ وَاضطَرَمَ الفَيلَقانِ ؛ مَيمَنَةُ أهلِ العِراقِ ، ومَيسَرَةُ أهلِ الشّامِ ، وأقبَلَ عَبدُ اللّهِ بن