ألا وإنَّ مُعاوِيَةَ قادَ لُمَةً مِنَ الغُواةِ ، وعَمَّسَ ۱ عَلَيهِمُ الخَبَرَ ، حَتّى جَعَلوا نُحورَهُم أغراضَ المَنِيَّةِ ۲ .
۷ / ۴
اِستيلاءُ أصحابِ الإِمامِ عَلَى الماءِ
۲۴۴۵.الأخبار الطوال :ظَلَّ أهلُ العِراقِ يَومَهُم ذلِكَ ولَيلَتَهُم بِلا ماءٍ إلّا مَن كانَ يَنصَرِفُ مِنَ الغِلمانِ إلى طَرَفِ الغَيضَةِ ، فَيَمشي مِقدارَ فَرسَخَينِ فَيَستَقي ، فَغَمَّ عَلِيّا رضى الله عنهأمرُ النّاسِ غَمّا شَديدا ، وضاقَ بِما أصابَهُم مِنَ العَطَشِ ذَرعا ؛ فَأَتاهُ الأَشعَثُ ابنُ قَيسٍ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أ يَمنَعُنَا القَومُ الماءَ وأنتَ فينا ومَعَنا سُيوفُنا ؟ وَلِّنِي الزَّحفَ إلَيهِ ، فَوَاللّهِ لا أرجِعُ أو أموتَ ، ومُرِ الأَشتَرَ فَليَنضَمَّ إلَيَّ في خَيلِهِ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : اِيتِ في ذلِكَ ما رَأَيتَ .
فَلَمّا أصبَحَ زاحَفَ أبَا الأَعوَرِ ، فَاقتَتَلوا ، وصَدَقَهُمُ الأَشتَرُ وَالأَشعَثُ حَتّى نَفَيَاالأَعوَرَ وأصحابَهُ عَنِ الشَّريعَةِ ، وصارَت في أيديهِما ۳ .
۲۴۴۶.وقعة صفّين عن زيد بن حسين :نادَى الأَشعَثُ عَمرَو بنَ العاصِ قالَ : وَيحَكَ يَابنَ العاصِ ! خَلِّ بَينَنا وبَينَ الماءِ ، فَوَاللّهِ ، لَئِن لَم تَفعَل لَيَأخُذَنّا وإيّاكُمُ السُّيوفُ .
فَقالَ عَمرٌو : وَاللّهِ ، لا نُخَلّي عَنهُ حَتّى تَأخُذَنَا السُّيوفُ وإيّاكُم ، فَيَعلَمَ رَبُّنا أيُّنا اليَومَ أصبَرُ .
فَتَرَجَّلَ الأَشعَثُ وَالأَشتَرُ وذَوُو البَصائِرِ مِن أصحابِ عَلِيٍّ ، وتَرَجَّلَ مَعَهُمَا اثنا