قالَ : فَاختَر أيَّ ذلِكَ أحبَبتَ .
قالَ : فَانصَرَفَ الرَّجُلُ ثُمَّ دَعاهُ عَمّارُ بنُ ياسِرٍ فَقالَ : أما إنَّهُم سَيَضرِبونَنا بِأَسيافِهِم حَتّى يَرتابَ المُبطِلونَ مِنكُم فَيَقولونَ : لَو لَم يَكونوا عَلى حَقٍّ ما ظَهَروا عَلَينا . وَاللّهِ ، ما هُم مِنَ الحَقِّ عَلى ما يُقذي ۱ عَينَ ذُبابٍ ، وَاللّهِ ، لَو ضَرَبونا بِأَسيافِهِم حَتّى يُبلِغونا سَعَفاتِ هَجَرَ لَعَرَفتُ أنّا عَلى حَقٍّ وهُم عَلى باطِلٍ .
وَايمُ اللّهِ ، لا يَكونُ سَلما ۲ سالِما أبَدا حَتّى يَبوءَ أحَدُ الفَريقَينِ عَلى أنفُسِهِم بِأَنَّهُم كانوا كافِرينَ ، وحَتّى يَشهَدوا عَلَى الفَريقِ الآخَرِ بِأَنَّهُم عَلَى الحَقِّ وأنَّ قَتلاهُم فِي الجَنَّةِ ومَوتاهُم ، ولا يَنصَرِمُ أيّامُ الدّنيا حَتّى يَشهَدوا بِأَنَّ مَوتاهُم وقَتلاهُم فِي الجَنَّةِ ، وأنَّ مَوتى أعدائِهِم وقَتلاهُم فِي النّارِ ، وكانَ أحياؤُهُم عَلَى الباطِلِ ۳ .
۲۴۴۰.مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن سلمة :رَأَيتُ عَمّارا يَومَ صِفّينَ شَيخا كَبيرا آدَمَ طِوالاً آخِذَ الحَربَةِ بِيَدِهِ ويَدُهُ تَرعَدُ فَقالَ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَقَد قاتَلتُ بِهذِهِ الرّايَةِ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثَلاثَ مَرّاتٍ ، وهذِهِ الرّابِعَةُ ، وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَو ضَرَبونا حَتّى يَبلُغوا بِنا شَعَفاتِ هَجَرَ لَعَرَفتُ أنَّ مُصلِحينا عَلَى الحَقِّ وأنَّهُم عَلَى الضَّلالَةِ ۴ .
1.القَذَى : جمع قَذاة ، وهو ما يقع في العين من تراب أو تِبْن أو وَسَخ أو غير ذلك (النهاية : ج۴ ص۳۰) .
2.كذا في المصدر .
3.وقعة صفّين : ص۳۲۱ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۹۱ ح۴۲۴ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۵ ص۲۵۶ وليس فيه «وايم اللّه ، لا يكون . . .» .
4.مسند ابن حنبل : ج۶ ص۴۸۰ ح۱۸۹۰۶ ، مسند أبي يعلى : ج۲ ص۲۶۲ ح۱۶۰۷ ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۴۳۳ ح۵۶۵۱ و ص ۴۴۳ ح۵۶۷۸ ، الطبقات الكبرى : ج۳ ص۲۵۶ ، أنساب الأشراف : ج۱ ص۱۹۵ ، سير أعلام النبلاء : ج۱ ص۴۰۸ ح۸۴ ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۳۶ وفي الستّة الأخيرة «سعفات» بدل «شعفات» ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج۸ ص۷۲۷ ح۳۶ نحوه ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۶۷ ؛ الخصال : ص۲۷۶ ح۱۸ عن حفص بن غياث عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه .