فَقالَ لَهُم : إنَّ هذِهِ الصَّخرَةَ عَلَى الماءِ فَإِن زالَت عَن مَوضِعِها وجََدتُمُ الماءَ .
فَاجتَهَدوا في قَلبِها ، فَاجتَمَعَ القَومُ وراموا تَحريكَها فَلَم يَجِدوا إلى ذلِكَ سَبيلاً وَاستَصعَبَت عَلَيهِم ، فَلَمّا رَآهُم عليه السلام قَدِ اجتَمَعوا وبَذَلُوا الجُهدَ في قَلعِ الصَّخرَةِ فَاستَصعَبَت عَلَيهِم ، لَوى عليه السلام رِجلَهُ عَن سَرجِهِ حَتّى صارَ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ حَسَرَ عَن ذِراعَيهِ ووَضَعَ أصابِعَهُ تَحتَ جانِبِ الصَّخرَةِ فَحَرَّكَها ، ثُمَّ قَلَعَها بِيَدِهِ ودَحا بِها أذرُعا كَثيرَةً ، فَلَمّا زالَت عَن مَكانِها ظَهَرَ لَهُم بَياضُ المَاءِ ، فَتَبادَروا إلَيهِ فَشَرِبوا مِنهُ ، فَكانَ أعذَبَ ماءٍ شَرِبوا مِنهُ في سَفَرِهِم وأبرَدَهُ وأصفاهُ .
فَقالَ لَهُم : تَزَوَّدوا وَارتَووا .
فَفَعَلوا ذلِكَ . ثُمَّ جاءَ إلَى الصَّخرَةِ فَتَناوَلَها بِيَدِهِ ووَضَعَها حَيثُ كانَت ۱ .
۲۴۳۱.شرح نهج البلاغةـ في صِفَةِ قُوَّةِ الإِمامِ عليه السلام ـ: وهُوَ الَّذي قَلَعَ بابَ خَيبَرَ وَاجتَمَعَ عَلَيهِ عُصبَةٌ مِنَ النّاسِ لِيَقلِبوهُ فَلَم يَقلِبوهُ ، وهُوَ الَّذِي اقتَلَعَ هُبَلَ مِن أعلَى الكَعبَةِ ، وكانَ عَظيما جِدّا وألقاهُ إلَى الأَرضِ ، وهُوَ الَّذِي اقتَلَعَ الصَّخرَةَ العَظيمَةَ في أيّامِ خِلافَتِهِ عليه السلام بِيَدِهِ بَعدَ عَجزِ الجَيشِ كُلِّهِ عَنها وأنبَطَ الماءَ مِن تَحتِها ۲ .
۶ / ۸
النُّزولُ بِبَليخٍ ۳
۲۴۳۲.الفتوح :ونَظَرَ إلَيهِ [عَلِيٍّ عليه السلام ] راهِبٌ قَد كانَ هُنالِكَ في صَومَعَةٍ لَهُ ، فَنَزَلَ مِنَ الصَّومَعَةِ وأقبَلَ إلى عَلِيٍّ رضى الله عنه ، فَأَسلَمَ عَلى يَدِهِ ؛ ثُمَّ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنَّ عِندَنا كِتابا