393
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

فَقالَ لَهُم : إنَّ هذِهِ الصَّخرَةَ عَلَى الماءِ فَإِن زالَت عَن مَوضِعِها وجََدتُمُ الماءَ .
فَاجتَهَدوا في قَلبِها ، فَاجتَمَعَ القَومُ وراموا تَحريكَها فَلَم يَجِدوا إلى ذلِكَ سَبيلاً وَاستَصعَبَت عَلَيهِم ، فَلَمّا رَآهُم عليه السلام قَدِ اجتَمَعوا وبَذَلُوا الجُهدَ في قَلعِ الصَّخرَةِ فَاستَصعَبَت عَلَيهِم ، لَوى عليه السلام رِجلَهُ عَن سَرجِهِ حَتّى صارَ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ حَسَرَ عَن ذِراعَيهِ ووَضَعَ أصابِعَهُ تَحتَ جانِبِ الصَّخرَةِ فَحَرَّكَها ، ثُمَّ قَلَعَها بِيَدِهِ ودَحا بِها أذرُعا كَثيرَةً ، فَلَمّا زالَت عَن مَكانِها ظَهَرَ لَهُم بَياضُ المَاءِ ، فَتَبادَروا إلَيهِ فَشَرِبوا مِنهُ ، فَكانَ أعذَبَ ماءٍ شَرِبوا مِنهُ في سَفَرِهِم وأبرَدَهُ وأصفاهُ .
فَقالَ لَهُم : تَزَوَّدوا وَارتَووا .
فَفَعَلوا ذلِكَ . ثُمَّ جاءَ إلَى الصَّخرَةِ فَتَناوَلَها بِيَدِهِ ووَضَعَها حَيثُ كانَت ۱ .

۲۴۳۱.شرح نهج البلاغةـ في صِفَةِ قُوَّةِ الإِمامِ عليه السلام ـ: وهُوَ الَّذي قَلَعَ بابَ خَيبَرَ وَاجتَمَعَ عَلَيهِ عُصبَةٌ مِنَ النّاسِ لِيَقلِبوهُ فَلَم يَقلِبوهُ ، وهُوَ الَّذِي اقتَلَعَ هُبَلَ مِن أعلَى الكَعبَةِ ، وكانَ عَظيما جِدّا وألقاهُ إلَى الأَرضِ ، وهُوَ الَّذِي اقتَلَعَ الصَّخرَةَ العَظيمَةَ في أيّامِ خِلافَتِهِ عليه السلام بِيَدِهِ بَعدَ عَجزِ الجَيشِ كُلِّهِ عَنها وأنبَطَ الماءَ مِن تَحتِها ۲ .

۶ / ۸

النُّزولُ بِبَليخٍ ۳

۲۴۳۲.الفتوح :ونَظَرَ إلَيهِ [عَلِيٍّ عليه السلام ] راهِبٌ قَد كانَ هُنالِكَ في صَومَعَةٍ لَهُ ، فَنَزَلَ مِنَ الصَّومَعَةِ وأقبَلَ إلى عَلِيٍّ رضى الله عنه ، فَأَسلَمَ عَلى يَدِهِ ؛ ثُمَّ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! إنَّ عِندَنا كِتابا

1.الإرشاد : ج۱ ص۳۳۵ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۴۶ نحوه وراجع خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۵۰ والخرائج والجرائح : ج۱ ص۲۲۲ ح۶۷ والفضائل لابن شاذان : ص۸۹ .

2.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۱ .

3.موضع في سوريا ، قرب الرقّة على جانب الفرات .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
392

وحَمَلوا مِنَ الماءِ ما أرادوا . ثُمَّ حَمَلَ عَلَى الصَّخرَةِ وهُوَ يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ بِمِثلِ كَلامِهِ الأَوَّلِ حَتّى رَدَّ الصَّخرَةَ إلى مَوضِعِها .
ثُمَّ سارَ حَتّى نَزَلَ فِي الماءِ الَّذي أرادوا وإذا ماؤُهُ مُتَغَيِّرٌ ، فَقالَ عَلِيٌ رضى الله عنهلِأَصحابِهِ :
أ فيكُم مَن يَعرِفُ مَكانَ المَاءِ الَّذي يُتِمُّ عَلَيهِ ؟
فَقالوا : نَعَم يا أميرَ المُؤمِنينَ .
قالَ : فَانطَلَقوا إلَيهِ ، فَطَلَبوا مَكانَ الصَّخرَةِ فَلَم يَقدِروا عَلَيهِ ؛ فَانطَلَقوا إلَى الرّاهِبِ فَصاحوا بِهِ : يا راهِبُ ! فَأَشرَفَ عَلَيهِم ، فَقالوا : أينَ هذَا الماءُ الَّذي هُوَ بِالقُربِ مِن دَيرِكَ ؟
فَقالَ الرّاهِبُ : إنَّهُ ما بِقُربي شَيءٌ مِنَ الماءِ !
فَقالوا : بَلى ! قَد شَرِبنا مِنهُ . نَحنُ وصاحِبُنا ، وهُوَ الَّذي استَخرَجَ لَنَا الماءَ وقَد شَرِبنا مِنهُ .
فَقالَ الرّاهِبُ : وَاللّهِ ما بُنِيَ هذَا الدَّيرُ إلّا بِذلِكَ الماءِ ، وإنَّ لي في هذِهِ الصَّومَعَةِ مُنذُ كَذا سَنَةً ما عَلِمتُ بِمَكانِ هذَا الماءِ ، وإنَّها عَينٌ يُقالُ لَها عَينُ راحوما ، مَا استَخرَجَها إلّا نَبِيٌّ أو وَصِيُّ نَبِيٍّ ، ولَقَد شَرِبَ مِنها سَبعونَ نَبِيّا وسَبعونَ وَصِيّا .
قالَ : فَرَجَعوا إلى عَلِيٍّ رضى الله عنه فَأَخبَروهُ بِذلِكَ ، فَسَكَتَ ولَم يَقُل شَيئا ۱ .

۲۴۳۰.الإرشادـ في بَيانِ قِصَّةِ عَطَشِ أصحابِ الإِمامِ عليه السلام لَمّا تَوَجَّهَ إلى صِفّينَ ولِقائِهِم مَعَ الرّاهِبِ ـ: فَقالَ عليه السلام : اِكشِفُوا الأَرضَفي هذَا المَكانِ .
فَعَدَلَ جَماعَةٌ مِنهُم إلَى المَوضِعِ فَكَشَفوهُ بِالمَساحي ، فَظَهَرَت لَهُم صَخرَةٌ عَظيمَةٌ تَلمَعُ ، فَقالوا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هُنا صَخرَةٌ لا تَعمَلُ فيهَا المَساحي .

1.الفتوح : ج۲ ص۵۵۵ وراجع وقعة صفّين : ص۱۴۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25266
صفحه از 670
پرینت  ارسال به