385
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

وَعثاءِ السَّفَرِ ، وكَآبَةِ المُنقَلَبِ ، وَالحَيرَةِ بَعدَ اليَقينِ ، وسوءِ المَنظَرِ فِي الأَهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ . اللّهُمَّ أنتَ الصّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالخَليفَةُ فِي الأَهلِ ، ولا يَجمَعُهُما غَيرُكَ ؛ لِأَنَّ المُستَخلَفَ لا يَكونُ مُستَصحَبا ، وَالمُستَصحَبَ لا يَكونُ مُستَخلَفا ۱ .

۲۴۲۰.الأخبار الطوال :لَمّا أجمَعَ عَلِيٌّ عليه السلام عَلَى المَسيرِ إلى أهلِ الشّامِ ، وحَضَرَتِ الجُمُعَةُ ، صَعِدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! سيروا إلى أعداءِ السُّنَنِ وَالقُرآنِ ، سيروا إلى قَتَلَةِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، سيروا إلَى الجُفاةِ الطَّغامِ الَّذينَ كانَ إسلامُهُم خَوفا وكَرها ، سيروا إلَى المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم لِيَكُفّوا عَنِ المُسلِمينَ بَأسَهُم ۲ .

۲۴۲۱.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خِطبَةٍ لَهُ عِندَ المَسيرِ إلَى الشّامِ ، وقيلَ : هُوَ بِالنُّخَيلَةِ خارِجا مِنَ الكوفَةِ إلى صِفّينَ ـ: الحَمدُ للّهِِ كُلَّما وَقَبَ لَيلٌ وغَسَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ كُلَّما لاحَ نَجمٌ وخَفَقَ ، وَالحَمدُ للّهِِ غَيرَ مَفقودِ الإِنعامِ ، ولا مُكافَإِ الإِفضالِ .
أمّا بَعدُ ؛ فَقَد بَعَثتُ مُقَدِّمَتي ،وأمَرتُهُم بِلُزومِ هذَا المِلطاطِ ، حَتّى يَأتِيَهُم أمري ، وقَد رَأَيتُ أن أقطَعَ هذِهِ النُّطفَةَ إلى شِرذِمَةٍ مِنكُم ، مُوَطِّنينَ أكنافَ دَجلَةَ ، فَاُنهِضَهُم مَعَكُم إلى عَدُوِّكُم ، وأجعَلَهُم مِن أمدادِ القُوَّةِ لَكُم ۳ .

۶ / ۳

رَدُّ الشَّمسِ بِدُعاءِ الإِمامِ

۲۴۲۲.وقعة صفّين عن ابن مخنف :إنّي لَأَنظُرُ إلى أبي ، مِخنَفِ بنِ سُلَيمٍ وهُوَ يُسايِرُ عَلِيّا بِبابِلَ ، وهُوَ يَقولُ : إنَّ بِبابِلَ أرضا قَد خُسِفَ بِها ، فَحَرِّك دابَّتَكَ لَعَلَّنا أن نُصَلِّى
¨َ

1.وقعة صفّين : ص۱۳۱ .

2.الأخبار الطوال : ص۱۶۴ وراجع الفتوح : ج۲ ص۵۵۰ ووقعة صفّين : ص۹۴ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۴۸ وراجع وقعة صفّين : ص۱۳۴ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
384

۶ / ۲

خُطبَةُ الإِمامِ قَبلَ الشُّخوصِ

۲۴۱۹.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي الكنود :لَمّا أرادَ عَلِيٌّ عليه السلام الشُّخوصَ مِنَ النُّخَيلَةِ ، قامَ في النّاسِ ـ لِخَمسٍ مَضَينَ مِن شَوّالٍ يَومَ الأَربَعاءِ ـ فَقالَ :
الحَمدُ للّهِِ غيرَ مَفقودِ النِّعَمِ ، ولا مُكافَإِ الإِفضالِ ، وأشهَدُ ألّا إلهَ إلَا اللّهُ ونَحنُ عَلى ذلِكُم مِنَ الشّاهِدينَ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ صلى الله عليه و آله .
أمّا بَعدَ ذلِكُم ؛ فَإِنّي قَد بَعَثتُ مُقَدِّماتي ، وأمَرتُهُم بِلُزومِ هذَا المِلطاطِ ۱ ، حَتّى يَأتِيَهُم أمري ، فَقَد أرَدتُ أن أقطَعَ هذِهِ النُّطفَةَ ۲ إلى شِرذِمَةٍ مِنكُم مُوَطِّنينَ بِأَكنافِ ۳ دَجلَةَ ، فَاُنهِضَهُم مَعَكُم إلى أعداءِ اللّهِ إن شاءَ اللّهُ ، وقَد أمَّرتُ عَلَى المِصرِ عُقبَةَ بنَ عَمرٍو الأَنصارِيَّ ، ولَم آلُكُم ولا نَفسي ، فَإِيّاكُم وَالتَّخَلُّفَ وَالتَّرَبُّصَ ؛ فَإِنّي قَد خَلَّفتُ مالِكَ بنَ حَبيبٍ اليَربوعِيَّ ، وأمَرتُهُ ألّا يَترُكَ مُتَخَلِّفا إلّا ألحَقَهُ بِكُم عاجِلاً إن شاءَ اللّهُ .
فَقامَ إلَيهِ مَعقِلُ بنُ قَيسٍ الرِّياحِيُّ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! وَاللّهِ لا يَتَخَلَّفُ عَنكَ إلّا ظَنينٌ ، ولا يَتَرَبَّصُ بِكَ إلّا مُنافِقٌ . فَأْمُر مالِكَ بنَ حَبيبٍ أن يَضرِبَ أعناقَ المُتَخَلِّفينَ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : قَد أمَرتُهُ بِأَمري ، ولَيسَ مُقَصِّرا في أمري إن شاءَ اللّهُ .
وأرادَ قَومٌ أن يَتَكَلَّموا فَدَعا بِدابَّتِهِ فَجاءَتهُ ، فَلَمّا أرادَ أن يَركَبَ وَضَعَ رِجلَهُ فِي الرِّكابِ وقالَ : «بِسمِ اللّهِ» . فَلَمّا جَلَسَ عَلى ظَهرِها قالَ : «سُبْحَـنَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَ مَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَ إِنَّـآ إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ» ۴ . ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ من

1.قال الشريف الرضي : يعني عليه السلام بالمِلْطاط هاهنا : السَّمْت الذي أمرهم بلزومه ؛ وهو شاطئ الفرات ، ويقال ذلك أيضا لشاطئ البحر ، وأصله ما استوى من الأرض (نهج البلاغة : ذيل الخطبة ۴۸) .

2.قال الشريف الرضي : ويعني بالنُّطفة : ماء الفرات ، وهو من غريب العبارات وعجيبها (نهج البلاغة : ذيل الخطبة ۴۸) .

3.أكناف : الكَنَفُ : ناحية الشيء ، وناحيتا كلِّ شيء كنفاه ، والجمع أكناف (لسان العرب : ج۹ ص۳۰۸) .

4.الزخرف : ۱۳ و۱۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25224
صفحه از 670
پرینت  ارسال به