377
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

۵ / ۴

اِستِغلالُ قَميصِ عُثمانَ

۲۴۱۱.تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة :كانَ أهلُ الشّامِ لَمّا قَدِمَ عَلَيهِمُ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ بِقَميصِ عُثمانَ الَّذي قُتِلَ فيهِ مُخَضَّبا بِدَمِهِ ، وبِأَصابِعِ نائِلَةَ زَوجَتِهِ مَقطوعَةً بِالبَراجِمِ ؛ إصبَعانِ مِنها ، وشَيءٌ مِنَ الكَفِّ ، وإصبَعانِ مَقطوعَتانِ مِن اُصولِهِما ، ونِصفُ الإِبهامِ ، وَضَعَ مُعاوِيَةُ القَميصَ عَلَى المِنبَرِ ، وكَتَبَ بِالخَبَرِ إلَى الأَجنادِ .
وثابَ إلَيهِ النّاسُ ، وبَكَوا سَنَةً ۱ وهُوَ عَلَى المِنبَرِ وَالأَصابِعُ مُعَلَّقَةٌ فيهِ ، وآلَى الرِّجالُ مِن أهلِ الشّامِ ألّا يَأتُوا النِّساءَ ، ولا يَمَسَّهُمُ الماءُ لِلغُسلِ إلّا مِنِ احتِلامٍ ، ولا يَناموا عَلَى الفُرُشِ حَتّى يَقتُلوا قَتَلَةَ عُثمانَ ، ومَن عَرَضَ دونَهُم بِشَيءٍ أو تَفنى أرواحُهُم . فَمكَثوا حَولَ القَميصِ سَنَةً ، وَالقَميصُ يوضَعُ كُلَّ يَومٍ عَلَى المِنبَرِ ويُجَلَّلُهُ أحيانا فَيُلبَسُهُ ، وعُلِّقَ في أردانِهِ أصابِعُ نائِلَةَ ۲ .

۲۴۱۲.وقعة صفّين عن عمر بن سعد :لَمّا بَلَغَ مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ مَكانُ عَلِيٍّ عليه السلام بِالنُّخَيلَةِ ومُعَسكَرِهِ بِها ـ ومُعاوِيَةُ بِدِمَشقَ قَد ألبَسَ مِنبَرَ دِمَشقَ قَميصَ عُثمانَ ـ وهُوَ مُخَضَّبٌ بِالدَّمِ ، وحَولَ المِنبَرِ سَبعونَ ألفَ شَيخٍ يَبكونَ حَولَهُ لا تَجِفُّ دُموعُهُم عَلى عُثمانَ ـ خَطَبَ مُعاوِيَةُ أهلَ الشّامِ فَقالَ :
يا أهلَ الشّامِ ! قَد كُنتُم تُكَذِّبوني في عَلِيٍّ ، وقَدِ استَبانَ لَكُم أمرُهُ ، وَاللّهِ ، ما قَتَلَ خَليفَتَكُم غَيرُهُ ، وهُوَ أمَرَ بِقَتلِهِ ، وألَّبَ النّاسَ عَلَيهِ ، وآوى قَتَلَتَهُ ، وهُم جُندُهُ وأنصارُهُ وأعوانُهُ ، وقَد خَرَجَ بِهِم قاصِدا بِلادَكُم ودِيارَكُم لِاءِبادَتِكُم .
يا أهلَ الشّامِ ! اللّهَ اللّهَ في عُثمانَ ! فَأَنَا وَلِيُّ عُثمانَ وأحَقُّ مَن طَلَبَ بِدَمِهِ ، وقَد

1.في الكامل في التاريخ : «فبكوا على القميص مدّة» ، وهو الأصحّ .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۶۲ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۵۹ نحوه وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۲۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
376

۲۴۰۹.سير أعلام النبلاء عن يزيد بن أبي حبيب وعبد الواحد بن أبي عون :لَمّا صارَ الأَمرُ في يَدِ مُعاوِيَةَ ، استَكثَرَ مِصرَ طُعمَةً لِعَمرٍو ما عاشَ ، ورَأى عَمرٌو أنَّ الأَمرَ كُلَّهُ قَد صَلَحَ بِهِ وبِتَدبيرِهِ ، وظَنَّ أنَّ مُعاوِيَةَ سَيَزيدُهُ الشَّامَ ، فَلَم يَفعَل ، فَتَنَكَّرَ لَهُ عَمرٌو . فَاختَلَفا وتَغالَظا ، فَأَصلَحَ بَينَهُما مُعاوِيَةُ بنُ حُدَيجٍ ، وكَتَبَ بَينَهُما كِتابا بِأَنَّ : لِعَمرٍو وِلايَةَ مِصرَ سَبعَ سِنينَ ، وأشهَدَ عَلَيهِما شُهودا ، وسارَ عَمرٌو إلى مِصرَ سَنَةَ تِسعٍ وثَلاثينَ ، فَمَكَثَ نَحوَ ثَلاثِ سِنينَ ، وماتَ ۱ .

۲۴۱۰.الإمام عليّ عليه السلامـ في ذِكرِ عَمرِو بنِ العاصِ ـ: إنَّهُ لم يُبايِع مُعاوِيَةَ حَتّى شَرَطَ أن يُؤتِيَهُ أتِيَّةً ، ويَرضَخَ لَهُ عَلى تَركِ الدِّين رَضيخَةً ۲ .

راجع : ص ۳۶۳ (أهداف معاوية في حرب الدعاية وحكمة أجوبة الإمام) .

1.سير أعلام النبلاء : ج۳ ص۷۳ الرقم۱۵ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۸۴ ، الاحتجاج : ج۱ ص۴۳۴ ح۹۶ ، شرح المائة كلمة : ص۱۶۲ ، بحار الأنوار : ج۳۳ ص۲۲۱ ح۵۰۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25288
صفحه از 670
پرینت  ارسال به