331
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث

وَاعلَم أنَّكَ مِنَ الطُّلَقاءِ الَّذينَ لا تَحِلُّ لَهُمُ الخِلافَةُ ، ولا تَعرِضُ فِيهِمُ الشّورى ، وقَد أرسَلتُ إلَيكَ وإلى مَن قِبَلَكَ : جَريرَ بنَ عَبدِ اللّهِ ؛ وهُوَ مِن أهلِ الإيمانِ وَالهِجرَةِ ، فَبايِع ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ۱ .

راجع : نهج البلاغة : الكتاب ۶ و ۳۷ .

۳ / ۷

مُعاوِيَةُ يُبَدِّدُ الوَقتَ استِعداداً لِلحَربِ

۲۳۷۳.وقعة صفّين عن الجرجاني :كانَ مُعاوِيَةُ أتى جَريرا في مَنزِلِهِ فَقالَ : يا جَريرُ !إنّي قَد رَأَيتُ رَأيا .
قالَ : هاتِهِ .
قالَ : اُكتُب إلى صاحِبِكَ يَجعَلُ لِيَ الشّامَ ومِصرَ جِبايَةً ، فإذا حَضَرَتهُ الوَفاةُ لَم يَجعَل لِأَحَدٍ بَعدَهُ بَيعَةً في عُنُقي ، واُسَلِّمُ لَهُ هذَا الأَمرَ ، وأكتُبُ إلَيهِ بِالخِلافَةِ .
فَقالَ جَريرٌ : اُكتُب بِما أرَدتَ ، وأكتُبُ مَعَكَ .
فَكَتَبَ مُعاوِيَةُ بِذلِكَ إلى عَلِيٍّ . فَكَتَبَ عَلِيٌّ إلى جَريرٍ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّما أرادَ مُعاوِيَةُ ألّا يَكونَ لي في عُنُقِهِ بَيعَةٌ ، وأن يَختارَ مِن أمرِهِ ما أحَبَّ ، وأرادَ أن يُريثَكَ حَتّى يَذوقَ أهلَ الشّامِ . وإنَّ المُغيرَةَ بنَ شُعبَةَ قَد كانَ أشارَ عَلَيَّ أن أستَعمِلَ مُعاوِيَةَ عَلَى الشّامِ وأنَا بِالمَدينَةِ ، فَأَبَيتُ ذلِكَ عَلَيهِ . ولَم يَكُنِ اللّهُ لِيَراني أتَّخِذُ المُضِلّينَ عَضُدا ، فَإِن بايَعَكَ الرَّجُلُ ، وإلّا فَأَقبِل ۲ .

1.وقعة صفّين : ص۲۹ ؛ تاريخ دمشق : ج۵۹ ص۱۲۸ كلاهما عن عامر الشعبي ، العقد الفريد : ج۳ ص۳۲۹ ، الأخبار الطوال : ص۱۵۷ نحوه إلى «عن اللبن» ، شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۷۵ ، الفتوح : ج۲ ص۵۰۶ وفيه من «وإنّما الشورى . . .» نحوه ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۳ .

2.وقعة صفّين : ص۵۲ ؛ تاريخ دمشق : ج۵۹ ص۱۳۱ ، الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۵ و۱۱۶ كلاهما نحوه .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
330

فَبَعَثَهُ إلَيهِ وكَتَبَ مَعَهُ كِتابا يُعلِمُهُ فيهِ بِاجتِماعِ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ عَلى بَيعَتِهِ ، ونَكثِ طَلحَةَ وَالزُّبَيرِ وما كانَ مِن حَربِهِ إيّاهُما ، ويَدعوهُ إلى الدُّخولِ فيما دَخَلَ فيهِ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ مِن طاعَتِهِ ، فَشَخَصَ إلَيهِ جَريرٌ ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِ ماطَلَهُ وَاستَنظَرَهُ ، ودَعا عَمرا فَاستَشارَهُ فيما كَتَبَ بِهِ إلَيهِ ، فَأَشارَ عَلَيهِ أن يُرسِلَ إلى وُجوهِ الشّامِ ، ويُلزِمَ عَلِيّا دَمَ عُثمانَ ، ويُقاتِلَهُ بِهِم ، فَفَعَلَ ذلِكَ مُعاوِيَةُ ۱ .

۲۳۷۲.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ ـ: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ بَيعَتي بِالمَدينَةِ لَزِمَتكَ وأنتَ بِالشّامِ ؛ لِأَنَّهُ بايَعَنِي القَومُ الَّذينَ بايَعوا أبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ عَلى ما بويِعوا عَلَيهِ ، فَلَم يَكُن لِلشّاهِدِ أن يَختارَ ، ولا لِلغائِبِ أن يَرُدَّ ، وإنَّمَا الشّورى لِلمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، فَإِذَا اجتَمَعوا عَلى رَجُلٍ فَسَمَّوهُ إماما ، كانَ ذلِكَ للّهِِ رِضاً ، فَإِن خَرَجَ مِن أمرِهِم خارِجٌ بِطَعنٍ أو رَغبَةٍ رَدّوهُ إلى ما خَرَجَ مِنهُ ، فَإِن أبى قاتَلوهُ عَلَى اتِّباعِهِ غَيرَ سَبيلِ المُؤمِنينَ ، وَوَلّاهُ اللّهُ ما تَوَلّى ويُصليهِ جَهَنَّمَ وساءَت مَصيرا .
وإنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ بايَعاني ، ثُمَّ نَقَضا بَيعَتي ، وكانَ نَقضُهُما كَرَدِّهِما ، فَجاهَدتُهُما عَلى ذلِكَ حَتّى جاءَ الحَقُّ وظَهَرَ أمرُ اللّهِ وهُم كارِهونَ .
فَادخُل فيما دَخَلَ فيهِ المُسلِمونَ ؛ فَإِنَّ أحَبَّ الاُمورِ إلَيَّ فيكَ العافِيةُ ، إلّا أن تَتَعَرَّضَ لِلبَلاءِ ، فَإِن تَعَرَّضتَ لَهُ قاتَلتُكَ وَاستَعَنتُ اللّهَ عَلَيكَ .
وقَد أكثَرتَ في قَتَلَةِ عُثمانَ فَادخُل فيما دَخَلَ فيهِ المُسلِمونَ ، ثُمَّ حاكِمِ القَومَ إلَيَّ أحمِلكَ وإيّاهُم عَلى كِتابِ اللّهِ . فَأَمّا تِلكَ الَّتي تُريدُها فَخُدعَةُ الصَّبِيِّ عَنِ اللَّبَنِ ، ولَعَمري لَئِن نَظَرتَ بِعَقلِكَ دونَ هَواكَ لَتَجِدَنّي أبرَأَ قُرَيشٍ مِن دَمِ عُثمانَ .

1.تاريخ الطبري : ج۴ ص۵۶۱ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۵۹ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۵۴ ؛ وقعة صفّين : ص۲۷ كلّها نحوه وراجع الإمامة والسياسة : ج۱ ص۱۱۳ والأخبار الطوال : ص۱۵۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ - المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همکاری: سیّد محمّدکاظم طباطبایی
    تعداد جلد :
    8
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 25269
صفحه از 670
پرینت  ارسال به